محليات

بعدما رفع قاسم من مستوى خطابه... هل من مخاطر تمس وحدة "الثنائي الشيعي"!؟

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

توقفت مراجع سياسية وديبلوماسية أمام ارتفاع لهجة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في آخر اطلالة له أمس، بحثا عن الظروف التي قادت الى موجة التصعيد التي بدت وكأنها انعكاسا لكل المعطيات والمؤشرات السلبية التي أبعدت أي مسعى إقليمي او دولي عن امكان ان يؤدي الى أي مخرج لمسلسل الأزمات التي تفاعلت في الفترة الأخيرة.

وقالت مصادر ديبلوماسية وسياسية مطلعة عند بحثها عن أسباب موجة التصعيد هذه   لـ "المركزية" انها تعود  الى عدم قدرة القيادة الحالية في "حزب الله" على تسويق أي من أفكارها في الداخل نتيجة الرفض شبه الشامل الذي تواجهه على المستوى الداخلي، وما زاد في الطين بلة ما انتهت إليه مبادرات ومساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري التي حاول امرارها في الفترة الأخيرة لدى القوى الداخلية والموفدين العرب والغربيين، بعدما سقطت معظم تعهداته بتليين مواقف حزب الله واستدراجه الى بعض الخطوات المؤدية الى سحب الذرائع التي يمكن ان تستغلها اسرائيل في مسلسل عملياتها العسكرية. ولا سيما لجهة استغلالها للادعاءات التي يعبر عنها قادته بالانتهاء من إعادة ترميم قدراته العسكرية رغم عدم قدرته على الرد على أي من الاغتيالات التي استهدفت قياداته على مختلف المستويات وصولا الى رئيس أركانه أبو علي الطبطبائي مؤخرا.

والى حجم الحصار والطوق اللذين شددا الخناق على قيادة الحزب على الساحة الداخلية، فقد تلاقت انعكاساتها السلبية مع شبيهاتها نتيجة التحولات الإقليمية والدولية التي قلصت أدواره الخارجية الى درجة افقدته الكثير من موارده المالية والعسكرية وتراجع الدعم السياسي الذي كان يتمتع به الى حدوده الدنيا. وهو امر ساهم في زيادة عزلة "الثنائي الشيعي" أيضا لمجرد تبني رئيس مجلس النواب نبيه بري بصفته رئيسا لحركة امل أحد ركني هذا الثنائي مواقف الحزب إلى ان وجد نفسه مستهدفا ولا سيما بعد انهيار مجموعة من المواعيد التي تعهد بها لتعديل مواقف الحزب من بعض الخطوات المطلوبة ولا سيما على مستوى حصر السلاح والتحول الى الدور السياسي وهو ما أحرجه أمام العديد من الموفدين العرب والغربيين.

والى ما يمكن ان يعزز هذا الحصار، وما يمكن ان يتسبب به من وهن في البيئة الشيعية الحاضنة نتيجة التطورات الأخيرة التي وضعت المقيمين منهم والمغتربين في دائرة الشك في العديد من دول الانتشار، فإن ما زاد في الطين بلة ان مختلف الأجواء الإيجابية التي كانت متوقعة على الساحة اللبنانية الداخلية انعكاسا لما انتهت إليه بعض المبادرات الإقليمية والدولية على مستوى الوضع في المنطقة قد بدأت تتراجع الى الحدود الدنيا. وان ما تحقق مثلا في قطاع غزة بعد التفاهم الكبير لتجميد العمليات العسكرية هناك كان يمكن ان يكون له تأثير إيجابي على الساحة اللبنانية. ولكن ذلك لم يتحقق منه شيء لا بل فان الوعد بمشاريع إعادة الاعمار يبدو اليوم أبعد من أي وقت مضى طالما ان الربط بين أي خطوة في هذا الاتجاه بات رهنا بخطوة حصر السلاح الخاص به وهو أمر لم يقبل به حتى اللحظة الحالية عدا عن المخاوف من استمرار العمليات العسكرية الاسرائيلية التي ما زالت تستخدم بنك معلومات يتجدد دوريا بطريقة أوحت باستمرار الخرق وتعمقه في صفوفه دون القدرة على اكتشاف مكمن الخلل الكبير الذي لم يكن يتوقعه يوما.

على هذه الخلفيات، تصر المراجع الديبلوماسية والسياسية المحلية والاقليمية على التعبير عن مخاوفها الجدية من امكان ان تنال اسرائيل ضوءا اخضر جديدا يسمح لها بالتمادي في عملياتها العسكرية الموجعة وتجديد الحرب على لبنان كما اوحت به حركة الموفدين الذين حملوا الى اللبنانيين المزيد من التحذيرات التي يمكن ان تزيد من الخسائر المباشرة وغير المباشرة التي أصابت "البيئة الشيعية" ومحيطها ما لم يتجاوب "حزب الله" مع ما هو مطروح من مشاريع حصر السلاح وتفكيك أجهزته العسكرية. وهو أمر مطلوب بإلحاح من الداخل والخارج في آن. وان ما يزيد من القلق بوادر الشرخ الذي يمكن ان يتوسع بين الحركة والحزب انطلاقا من بعض المؤشرات المقلقة ومنها تلك الناجمة عن مسلسل المواقف المتناقضة او المتمايزة على الأقل بين طرفي الثنائي.

وتستطرد هذه المراجع لتقول ان الشرخ بدا واضحا في الايام الأخيرة، ولا سيما بعدما تمايز القطبان من مسألة تسمية السفير سيمون كرم لرئاسة الوفد المفاوض مع اسرائيل وما يمكن ان يؤدي اليه. وخصوصا بعد ان كشف السفير الأميركي الجديد في لبنان ميشال عيسى ان العمليات العسكرية الاسرائيلية مستمرة في إطار الحرب على حزب الله، ما لم يلتزم بنزع سلاحه بمعزل عن المفاوضات الجارية مع الدولة اللبنانية وهو ما يعني ان المخاوف اللبنانية من مضي المفاوضات تحت النار بات امرا واقعا ولا نقاش حوله.

طوني جبران - المركزية 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا