عن دور "حزب الله" في سوريا.. إليكم ما كشفه موقع إيرانيّ
ذكر موقع "Tehran Times" الإيراني أنه "في الذكرى السنوية الأولى لانهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد، يُعتبر تدخل "
حزب الله" أحد أكثر الأحداث أهمية في التاريخ الإقليمي المعاصر. وبحلول الوقت الذي دخل فيه "حزب الله" ساحة المعركة السورية حوالي عام 2013، لم تعد البلاد ساحة "تظاهرات شعبية"، بل أصبحت ساحة عسكرية مكتظة بعشرات الآلاف من المقاتلين الأجانب، والفصائل المتطرفة المعلنة حديثًا، والهجمات المنسقة التي تجتاح المدن السورية وتمتد عبر الحدود اللبنانية. وأعلن قادة المعارضة صراحةً أن زحفهم التالي بعد السيطرة على دمشق سيكون "مباشرةً إلى الضواحي الجنوبية لبيروت"."
وبحسب الموقع، فإن "حزب الله" قد برّر تدخله في سوريا منذ البداية، من خلال الخطابات والوثائق والمقابلات الإعلامية، وزعم أنه لم يكن يدافع عن النظام ضد شعبه، بل كان يواجه مشروعاً جيوسياسياً ترعاه واشنطن، وتموله بعض الملكيات العربية في الخليج العربي، وتسهله شبكات الاستخبارات الغربية، ويستغله العدو الإسرائيلي بشغف. إن صعود الجيوش المتطرفة في سوريا والعراق وخارجهما يهدد باجتثاث المنطقة، ومحو مجتمعات بأكملها، وإعادة رسم خريطتها من خلال الإبادة الجماعية".
وتابع الموقع: "أولئك الذين دافعوا عن ما يسمى "الثورة" فهموا بالضبط القوى التي تقف وراءها: الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وإسرائيل: ثلاثة جهات فاعلة سعت علنًا إلى انهيار الدولة السورية، وهي الدولة نفسها التي كانت بمثابة شريان استراتيجي لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين لعقود من الزمن. وإسرائيل أرادت سقوط دمشق تحديداً لأنها أرادت قطع ذلك الشريان. قبل عام، انهارت الدولة السورية نهائياً، ودخل أبو محمد الجولاني دمشق دون أن يطلق رصاصة واحدة. وكشفت المجازر التي تلت ذلك عن الطبيعة الحقيقية للقوى التي تدّعي جلب "الحرية". واحتفلت
إسرائيل علنًا بسقوط الحكومة السورية، ووسعت نفوذها إلى ما يقرب من سدس الأراضي السورية، وفككت البنية التحتية العسكرية الأساسية، وشنت هجومًا عميقًا في دمشق، بما في ذلك وزارة الدفاع، دون أن تواجه مقاومة من الحكام الجدد لسوريا. وفي نهاية المطاف، ظهر أحمد الشرع (الجولاني سابقاً) إلى جانب مسؤولين أميركيين سابقين، متعهداً بالتوافق مع الرؤية الإقليمية لواشنطن".
وأضاف الموقع: "تزامن هذا الانهيار مع تجدد العدوان الإسرائيلي في غزة ولبنان وحملة أميركية إسرائيلية منسقة لإعادة هندسة المشهد السياسي في المنطقة. واختارت بعض الفصائل المحلية، مرة أخرى، الانحياز إلى هذا التيار، مما أدى إلى تقويض حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية في اللحظة التي واجهت فيها هجوماً وجودياً. لا شك أن حزب الله دفع ثمناً باهظاً لقراره بمواجهة المتطرفين في سوريا، فقد قُتل أو جُرح آلاف من مقاتليه، إلى جانب أعداد أكبر بكثير من السوريين والإيرانيين والعراقيين الذين قاتلوا الجماعات المسلحة المتطرفة، لكن هذه التضحيات لم تكن عبثاً، فقد أدى تدخل حزب الله إلى كسر زخم الجماعات المتطرفة في ذروتها، وهي جماعات كان بإمكانها ابتلاع دول بأكملها".
وبحسب الموقع، فإن القوى التي تحكم دمشق الآن لم تظهر إلا بعد تحولات جيوسياسية هائلة، ولولا التأخير الذي دام عقداً من الزمن والذي أحدثه أولئك الذين قاوموا على الأرض، لكانت المنطقة اليوم غير قابلة للتمييز. لقد غيّر ذلك التأخير كل شيء، فقد أتاح الوقت اللازم لوصول كميات هائلة من الإمدادات والخبرات وقدرات الردع إلى لبنان وغزة، وهي قدرات أعادت تشكيل كل ساحة معركة تلت ذلك. ظل موقف حزب الله ثابتاً، فقد عارض الغزو الأميركي للعراق رغم جرائم نظام صدام حسين، واختار القتال في سوريا رغم خلافاته الواضحة مع الحكم الداخلي في دمشق. علاوة على ذلك، كان "حزب الله" يسترشد بالمبادئ، وليس بالنزعة الطائفية: الدفاع عن المنطقة من الهيمنة الأجنبية، ومواجهة العدو الإسرائيلي، وحماية وحدة وأمن شعوبها. لقد كشفت مأساة سوريا عن حقيقة طال دفنها تحت الشعارات والدعاية: أن السلامة الجيوسياسية، وليس الخطاب الرومانسي، هي ما يحمي الأمم من التفكك".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|