"إيران ترغب في التوصّل إلى اتّفاق معي"... ماذا قال ترامب عن لبنان؟
موسم أعياد دسم... مغتربون وسيّاح والطائرات "مفوّلة"
تضاؤل حتمية اندلاع الحرب إلى مرحلة ما بعد عيدي الميلاد ورأس السنة، التي يفصلنا عنهما أقلّ من أسبوعين، رفع منسوب التفاؤل المبشر بموسم سياحي "جيّد" نتيجة قدوم المغتربين بالدرجة الأولى لتمضية عيد الميلاد في حضن العائلة والسيّاح من الدول المحيطة لقضاء ليلة رأس السنة في لبنان. 18 ألف مسافر من المرتقب أن تسجّل حركة مطار بيروت يوميًا بدءًا بـ 15 الجاري. وقد اكتملت حجوزات تذاكر السفر للرحلات العادية والإضافية لغاية كانون الثاني.
حتى الساعة، الطائرات الآتية إلى لبنان بدءًا بـ 15 الجاري ستكون "مفوّلة"، وحركة المطار من المرتقب أن تتضاعف. هذه المعلومة نقلها مدير عام الطيران المدني أمين جابر لـ"نداء الوطن" موضحًا أنه "من المرتقب أن تتضاعف حركة الطيران من 9 و 10 آلاف حاليًا إلى 18 ألف مسافر للقادمين إلى لبنان بدءًا بـ 15 كانون الأول إلى 5 كانون الثاني 2026 على أن تكون فترة القمّة للقادمين إلى لبنان في 25 كانون الأول الجاري".
وإذا كانت الرحلات العادية مكتملة، فإن الرحلات الإضافية المعروفة بـ Extra flights أيضًا محجوزة بالكامل، وحول ذلك، أوضح رئيس الدائرة التجارية في شركة طيران الشرق الأوسط مروان هبر لـ "نداء الوطن" أنه "لتلبية الطلب لفترة عيدي الميلاد ورأس السنة، إضافة إلى رحلاتها العادية، ستسيّر الـ "ميدل إيست" 70 رحلة إضافية، 20 % منها إلى المملكة العربية السعودية (الرياض وجدّة ودمام) والباقي يشمل الدول الأوروبية وسائر الدول الخليجية والعربية وأفريقيا".
لغاية اليوم، نسبة الحجوزات على جميع الرحلات سجّلت دائمًا بحسب هبر "100 % من أوروبا و 90 % من دول الخليج وأفريقيا و 65 % من الدول المجاورة مثل مصر والعراق والأردن، علمًا أن التقديرات تشير إلى ارتفاع النسبة إلى 90 %، باعتبار أن المصريين والعراقيين والأردنيين يحجزون عادة قبل 10 أيام من موعد قدومهم إلى لبنان".
ولا تعتبر هذه كامل الرحلات القادمة إلى لبنان، إذ هناك نحو 36 شركة طيران أجنبية تحطّ في مطار رفيق الحريري في بيروت ما يعني أن أعداد القادمين اليومية ستكون كبيرة.
حجوزات متفاوتة في الفنادق
إذا بقي الأمن مستتبًّا في الأسبوعين المقبلين، ستنعكس أعداد الوافدين إلى لبنان أكانوا سيّاحًا أم مغتربين إيجابًا على الفنادق التي سجّل عدد قليل منها (خمس نجوم) في بيروت حجوزات بنسبة تتراوح بين 70 و 90 % فيما فنادق ساحلية أخرى تسجّل 50 و40 %. علمًا أن النسب قد ترتفع كلّما اقتربنا من عيد رأس السنة باعتبار أن المغتربين يقيمون لدى الأهل أو في منازلهم، على عكس السائح الذي يقصد الفندق، أما جنسيات السيّاح فهي تتراوح بين قطرية ومصرية وعراقية وكويتية وغيرها.
وفي هذا السياق، أوضح رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر لـ "نداء الوطن" أن نسبة الحجوزات المرتفعة تنحصر في فنادق معدودة في بيروت ولا تعكس إجمالي نسبة الحجوزات في الفنادق المتواجدة في كل المناطق اللبنانية والتي لا تزال منخفضة وتتراوح بين 40 و 50 % في بيروت وجبل لبنان وتنحدر إلى 20 و 40 % في سائر المناطق والسبب يعود إلى الوضع الأمني غير المستقرّ. علمًا أن ارتفاع الحجوزات أو تراجعها يتغيّر حسب الحفلات التي تقام في ليلة رأس السنة.
أما رئيس نقابة أصحاب الشواطئ والمنتجعات البحرية في لبنان جان بيروتي فقال لـ "نداء الوطن" إن "الحجوزات تتراوح بين 70 و 80 % لفترة الأعياد، ومعظم النزلاء هم من سوريا ومصر والأردن. لافتًا إلى أن الطلب كبير لكن التداول بالحرب يعرقل الجوّ الإيجابيّ.
المطاعم على جهوزية
القادمون إلى لبنان سيحرّكون من دون شكّ حركة المطاعم خصوصًا ليلة رأس السنة، إذا استتبّ الوضع الأمني ولم يتمّ إلغاء الحجوزات في حال تدهور الوضع الأمني والسياسي في البلاد. وحول التوقعات لنسبة الحجوزات في العيد، أوضح رئيس نقابة أصحاب المطاعم والملاهي والباتيسري طوني الرامي لـ "نداء الوطن" أن "قطاع المطاعم هو رمز الفرح والبهجة، وارتدى بأكمله في غالبية المناطق حلّة العيد ما يعكس جوًّا إيجابيًا في النفوس ويؤدي إلى الشعور بالعيد".
وقال: "صحيح أن هناك واقعًا ماليًا واجتماعيًا وقدرة شرائية متدنية وتراكم أزمات منذ 2019، وعدم الشروع بالإصلاحات ما أدّى إلى تقلّص الطبقة الوسطى في لبنان التي تعتبر دينامو ومحرّك الاقتصاد في كلّ دول العالم. صحيح أن المصارف لا تقوم بدورها فلا تقدّم قروضًا، وجزء من لبنان مدمّر ومحتلّ وننتظر الفرج السياسي ليرتدّ علينا فرجًا أمنيًا، إلّا أن الأمل لا يزال موجودًا والمطاعم تزيّنت وباتت على جهوزية للعيد لناحية استقبال الضيوف وتوفير خدمات التوصيل. أما أصحاب الملاهي فيستعدّون لحفلة رأس السنة بتأن وبحذر ولكن من المؤكّد أن قطاعنا سيكون ناشطًا وننتظر الاغتراب اللبناني من أوروبا وأفريقيا والخليج. فإرادة الصمود بأمل وفرح هو عنوان الأعياد لهذا العام".
بالنسبة إلى المطاعم الجديدة التي فتحت أبوابها العام الجاري، أوضح الرامي أن "عدد المؤسسات في قطاع المطاعم والملاهي التي سجّلت علامة تجارية خلال العام 2025 بلغت 402 لغاية اليوم. وكانت النقابة أصدرت بيانًا طلبت فيه الجدّية في الاستثمار، إذ هناك مؤسسات يتمتع أصحابها بالمهنية والكفاءة العالية لفتح مؤسسات ومنهم من ليسوا جديرين بفتح مطاعم ومقاهٍ. فطالما أن التشريعات السياحية لا تلزم صاحب المؤسسة بالمعايير الأساسية وهي سلامة الغذاء والدفاع المدني والسلامة العامة، لا نعتبره جدّيًا والدكاكين تسيء إلى هذا القطاع.
إذًا كلّ المؤسّسات السياحية، "متحمّسة" لحلول عيدي الميلاد ورأس السنة لتحقيق مردود يشكّل عادة نسبة مرتفعة من إجمالي العائدات السنوية، ولكنها تخشى التفاؤل المفرط كي لا تصاب بخيبة أمل أمنية أو سياسية. لذلك يبقى الحذر والترقب ظلّهما، رغم الأعداد الكبيرة من المغتربين والسيّاح المنتظر أن تدخل إلى لبنان من منتصف الشهر الجاري إلى بداية السنة المقبلة التي تفصلنا عنها أيام. وفي هذا الإطار، لا بدّ من التذكير أنه في العام الماضي توقفت الحرب قبل شهر من موسم الأعياد وشهد لبنان زحمة مغتربين في مطار بيروت وكانت رحلات خطوط شركات الطيران الأجنبية إلى لبنان متوقفة، فكيف بالحري اليوم مع تسيير نحو 36 شركة طيران أجنبية رحلات إلى لبنان، بالإضافة إلى رحلات الميدل إيست؟
باتريسيا جلاد -نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|