لماذا لم يلتقِ لودريان حزب الله؟

بعد أشهر، عاد الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت، في زيارة تُلفت الأنظار بتوقيتها وبتسلسل الأحداث، في فترة يعيشها لبنان تحت الاعتداءات الإسرائيلية والضغوطات والتهديد الدائم بالحرب الموسَّعة. فهذه الزيارة جاءت بعد الحَراك المصري الذي عنونته القاهرة أنه لتفادي التصعيد، وبعدها جاءت زيارة البابا لاون الرابع عشر الى لبنان، وبعدها حصل تطعيم لجنة الميكانيزم بمدني، بعد أن كانت وسائل إعلامية وبعض السياسيين والإعلاميين والناشطين قد روّجوا لموعد الحرب الإسرائيلية الموسَّعة على لبنان في اليوم التالي لمغادرة البابا.

ففي ظل "عجقة" الموفدين، تقول مصادر الثنائي الشيعي، إن الزيارة الفرنسية لا يُعوَّل عليها، فهي لم تحمل شيئاً جديداً سوى الشدْ على يد الدولة اللبنانية، من أجل الاستمرار في نهجها الحالي، وكان آخرها تعيين السفير سيمون كرم في لجنة المراقبة الدولية، التي أنشئت لمراقبة إعلان وقف إطلاق النار في السابع والعشرين من تشرين الثاني عام 2024.

كان اللافت في هذه الزيارة اللقاءات الموسَّعة التي عقدها لودريان، والتي شملت الرئاسة الأولى والثانية والثالثة، بالإضافة إلى قائد الجيش ووزراء وشخصيات سياسية وزعماء أحزاب، باستثناء اللقاء بحزب الله، ما دفع باتجاه طرح سؤال: لماذا لم يلتقِ الموفد الفرنسي حزب الله؟!...

تقول مصادر الثنائي إن لودريان لم يأتِ بمبادرة جديدة خلال هذه الزيارة، وعندما أتى الى لبنان لم يطلب موعداً من حزب الله، ولا حتى الحزب طلب ذلك، بمعنى لم يحمل معه شيئاً جديداً يَستدعي اللقاء، وبخاصة أنه خلال فترة لا تتعدى الشهر الواحد، حصل لقاء جمع مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي والمستشارة السياسية للرئيس الفرنسي آن كلير لوجاندر.

عدا أن للموفد الفرنسي أهدافاً محددة في هذه الزيارة، يمكن تعدادها على الشكل التالي وفق المصادر:

1- لتهنئة الدولة اللبنانية بخطوة انضمام مدني الى الميكانيزم.

2- لإبلاغ الدولة اللبنانية أن فرنسا ما زالت تُصر على قيام مؤتمر لدعم الجيش اللبناني حتى لو لم تلتزم بذلك السعودية.

3- الفرنسيون يريدون بعد نهاية مهام قواتهم في اليونيفل أن تبقى الكتيبة الفرنسية موجودة في جنوب لبنان لكن بإطار آخر.

4- الاهتمام الفرنسي بترسيم الحدود مع سوريا.

5- الاستثمار في سوريا من ثم في لبنان.