تبدل الاستراتيجية العسكرية الإسرائيليةافقد المقاومات قدراتها الهجومية
يتخوف المراقبون من ان تكون اعادة العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة الأميركية مقدمة لتوقيع اتفاق امني مجحف بحق دمشق يمنح إسرائيل اليد الطولى على مساحة الجغرافيا السورية مع الاحتفاظ بكل المواقع التي تم احتلالها بعد سقوط نظام الأسد. إضافة الى تدخل في كل مناحي تشكيلات الجيش السوري وتسليحه وتموضعه حيث تصل المنطقة المنزوعة السلاح الى حدود العاصمة السورية كمقدمة للسلام الذي يروج له الرئيس دونالد ترامب في المنطقة . ويكرس انتقال سوريا الى المحور الأميركي مقابل رفع رئيسها احمد الشرع عن قوائم الإرهاب الدولية بعد رفعه اميركياً مع وعود باستثمارات خليجية بمليارات الدولارات مقابل التطبيع ومناهضة المحور الإيراني .
هذا النموذج يراد له ان يكون سيفاً مصلتاً على الدولة اللبنانية التي يجري دفعها بالقوة والنار للتسليم بالشروط الإسرائيلية غير القابلة للتفاوض وتحاول إسرائيل زيادة الضغوط الميدانية لوضع السلطة اللبنانية امام خيارات احلاها مر . ففي الجولة الدبلوماسية الأميركية المقبلة سيكون الاتفاق السوري – الإسرائيلي على الطاولة ليقدم كمثال يحتذى للخلاص من الوضع القائم واذا استمر الرفض سيترك لبنان لمصيره ليواجه التصعيد الإسرائيلي غير المحدود في الزمان والمكان .
الباحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية العميد المتقاعد ناجي ملاعب يؤكد في هذا السياق لـ "المركزية" ان وحدة الاستراتيجية العسكرية بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل تظهرت أخيراً في الحروب التي شنت على غزة وسوريا ولبنان وصولاً الى ايران . واشنطن تريد راهناً الوصول الى اتفاق امني بين دمشق وتل ابيب على غرار اتفاق غزة يمنحها إضافة لاقامة ثكنة عسكرية بالقرب من دمشق كتلك التي اقامتها في غزة الاشراف على الاتفاق والوضعية العسكرية السورية برمتها ابتداء من تسليح الجيش وصولا الى محاربة "داعش" كالعملية التي استبقت زيارة الرئيس الشرع الى البيت الأبيض. الخلفية لهذه المشهدية الجديدة تبدل الاستراتجية العسكرية الإسرائيلية . قبل العام 2006 كانت تعتمد على الدفاع من داخل حدودها . بعده بات الامر من خارج الحدود . لذا عمدت الى التقدم في الجولان واحتلت التلال في جنوب لبنان وانشأت المراكز والمعسكرات قاطعة بذلك على المقاومة سبل الهجوم والدفاع على الأرض . إصرارها على إقامة المناطق العازلة في لبنان وسوريا وابعاد الجيش السوري لأبعد مسافة عن الحدود كما اخراج حزب الله من جنوب الليطاني الى شماله منطلقه هذه الاستراتيجة الجديدة . . السؤال هل ان الحزب مع هذا الواقع العسكري الجديد يريد محاربة إسرائيل بالبندقية بعدما باتت القبة الحديدية وأنظمة الليزر الدفاعية لديها القدرة والوقت الكافي لمواجهة واسقاط الصواريخ البعيدة المدى والاستراتيجية . بمعنى ان كل سلاح شمال الليطاني فقد فاعليته وبات لزوم ما لا يلزم امام التكنولوجيات العسكرية الحديثة الأميركية والإسرائيلية .
يوسف فارس - المركزية
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|