بعد تصدّر لبنان مُعدّلات الإصابة بالسرطان.. الواقع المرعب تابع!
سجل لبنان منذ فترة أحد أعلى معدلات الإصابة بالسرطان في الشرق الأوسط. إذ ووفق الدراسات، ارتفعت الإصابات بنسبة 162% فيما سجل لبنان ارتفاعاً بنسبة 80% في الوفيات المرتبطة به بين عامي 1990 و2023.
هذا الخبر لم يعد مجرد إحصائية عابرة نقرأها في شريط الأخبار ثم نمضي. فحين صرّح وزير الصحة ركان ناصر الدين بأن لبنان يتصدر دول المنطقة في نسب الإصابة، لم يتفاجأ أغلبنا. فالقصة ليست في الأرقام، بل في الوجوه التي نعرفها، في الأقارب والأصدقاء الذين باغتهم المرض فجأة.
لكن السؤال الذي يطرحه اللبنانيون: لماذا نحن؟ ولماذا الآن؟
الواقع مؤلم، والهروب منه لن يغير النتيجة. نحن نعيش اليوم في بيئة أصبحت بكل أسف "حاضنة" للمرض.
فاتورة "الموتورات" ليست مالية فقط..!
لعل المتهم الأول الذي نراه ونشمه يومياً هو الهواء الذي نتنفسه. المولدات الكهربائية حولت الاحياء اللبنانية السكنية إلى مناطق صناعية مفتوحة. هذا الدخان الأسود الذي يتصاعد بين الشرفات ليس مجرد "تلوث" عابر بل إنه كوكتيل من السموم يدخل رئتيك ورئة أطفالك وأنت نائم. نعم، في لبنان ندفع فاتورة المولد مرتين: مرة بالدولار، ومرة من صحتنا.
اضافة الى ذلك لا يمكننا أيضاً أن نغض النظر عن عاداتنا. نعم، الظروف قاسية والضغوطات النفسية هائلة، وكثيرون يجدون في التدخين متنفساً، لكن الحقيقة العلمية لا تجامل: نحن شعب يفرط في التدخين، وحين يجتمع دخان التبغ مع سموم المولدات وغياب الرقابة البيئية، تصبح النتيجة كارثية على خلايا الجسم.
الوقاية في زمن الانهيار…
أصعب ما يمكن تخيله في هذا المشهد هو الجانب المادي. نعلم أن "الوقاية خير من العلاج"، ولكن كيف يمكن تطبيق ذلك في لبنان حين تكون تكلفة الفحوصات الدورية باهظة؟ وكيف يواجه مريض السرطان مرضه في ظل أزمة دواء واستشفاء خانقة؟
ان المسؤولية مشتركة، الانتظار ليس حلاً، لا يمكننا انتظار حلول سحرية من دولة غائبة عن الرقابة البيئية، فالحل يبدأ بخطوات صغيرة ولكنها مصيرية أولها الوعي الشخصي، إذا كنت مدخناً حاول التخفيف أو التوقف والإقلاع وتجنب العادات السيئة والمأكولات واللحوم المصنعة، وهذا ليس وعظاً بل ضرورة بقاء.
اما الركيزة الأساسية الثانية فهي الفحوصات المبكرة، وحتى ولو كانت مكلفة، ان محاولة اعطائها الأولوية ضرورة ملحة واكتشاف المشكلة في بدايتها قد يوفر تكاليف خيالية لاحقاً.
عدم التوقف عن المطالبة عن الحق في هواء نظيف، وضبط عمل المولدات والمصانع وزيادة التوعية البيئية والصحية قادرة فعلاً على تحقيق نقطة فاصلة في حماية المواطنين او ما "تبقى" من مواطنين لبنانيين سليمين بصحة جيدة.
باختصار، استمرار ارتفاع معدلات السرطان في لبنان يستدعي تحركًا عاجلًا وسياسات صحية فعّالة وسريعة وإلا ستواجه البلاد تداعيات لا يمكن التراجع عنها!
ماريبال كفوري
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|