"زمن المناورة انتهى"... بهاء الحريري: السلاح خارج الدولة يهدّد لبنان
خلل بسيط… وتأثير كبير: ما الذي حدث في Cloudflare؟
شهدت شبكة الإنترنت اضطراباً واسعاً بعد تعطل خدمات شركة "كلاودفلير" Cloudflare، إحدى أكبر مزوّدي الحماية وتسريع حركة البيانات في العالم. وعلى رغم أن ما حدث بدا في البداية كأنه هجوم إلكتروني ضخم، فإن الشركة أكدت في تقرير تقني مفصل أن العطل كان نتيجة خطأ داخلي في التهيئة، وليس فعلاً عدائياً. ويُظهر تقرير الشركة أن التغيير الذي طرأ على إعداد داخلي في نظام قاعدة البيانات كان كفيلاً إحداث سلسلة من الأعطال التي امتدت عبر بنيتها الأساسية وتسبّبت باضطراب واسع على مستوى المستخدمين.
بدأ الخلل عندما نفّذت "كلاودفلير" تحديثاً روتينياً لأذونات قاعدة بيانات تعتمد عليها في تحليل حركة المرور. أدى هذا التغيير، بشكل غير مقصود، إلى ظهور ما يُعرف بـ"البيانات الوصفية" داخل قاعدة بيانات تدعى r0 أمام نظام آخر لم يُهيّأ للتعامل معها. والبيانات الوصفية هي ببساطة معلومات تشرح كيفية تنظيم البيانات —مثل أسماء الأعمدة وأنواعها— ولا يفترض أن تُعامل كبيانات فعلية.
غير أن نظام إدارة البوتات، وهو نظام مصمم لتمييز الزيارات الحقيقية عن الآلية، تعامل مع هذه المعلومات كما لو كانت جزءاً من البيانات التشغيلية. هذا النظام يعتمد على ملف يتم تحديثه كل خمس دقائق ليضمّ "ميزات" تستخدمها خوارزميات الذكاء الاصطناعي لرصد السلوك الآلي. ومع ظهور بيانات غير متوقعة، تضخّم الملف إلى ضعف حجمه الطبيعي، متجاوزاً الحدّ الأقصى الذي يستطيع النظام التعامل معه.
عند هذه النقطة، بدأت الخوادم الوكيلية الأساسية في "كلاودفلير" —المعروفة باسم FL— بالتوقف عن العمل، لأنها لم تعد قادرة على قراءة الملف المتضخم. ومع انتشار التحديث تدريجاً بين خوادم الشركة، ظهرت خوادم تعمل بشكل طبيعي وأخرى تتعطل، ما جعل الأعطال متقطعة ومربكة، كأنها هجوم إلكتروني متواصل.
الانهيار أصاب خدمات تعتمد عليها مواقع لا تُحصى، فظهرت صفحات خطأ للمستخدمين، وتعطل نظام Turnstile CAPTCHA الذي يُستخدم للتحقق من الهوية، وارتفعت الأخطاء في خدمة Workers KV التي تشغل أجزاء من لوحة التحكم وخدمات المصادقة. كما تراجع أداء أنظمة حماية البريد الإلكتروني لبعض الوقت، وإن كانت البيانات الحساسة لم تتعرض لأي اختراق.
ولم تتمكن الشركة من استعادة الاستقرار إلا بعد وقف انتشار الملف الخاطئ، والعودة إلى نسخة سليمة، ثم إعادة تشغيل الخوادم، لتعود الشبكة إلى عملها الطبيعي.
يُظهر هذا العطل، وفق مراقبين، أن الاعتماد العالمي المتزايد على مزوّدي الخدمات السحابية يجعل من أي خطأ داخلي —ولو كان صغيراً— قابلاً لإحداث تأثيرات واسعة تمتد عبر الإنترنت بأكمله.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|