قائد الجيش "هيكل" ثابت ولا قرار أميركيّاً بإزاحته!
لا إلغاء بل تعليق لزيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل لواشنطن ريثما تتمّ إعادة إنضاج ظروفها من الطرفين. إحدى أهمّ النتائج السلبيّة لـ “تفشيل” زيارة هيكل لواشنطن أنّها تندرج أساساً ضمن نطاق الاجتماع السنويّ المشترك العسكريّ الأميركيّ-اللبنانيّ الذي يُعقد عادة بين قائد الجيش اللبنانيّ وأرفع المسؤولين العسكريّين لتقويم المساعدات الأميركيّة للجيش اللبناني وحاجاته.
باختصار، تضرّر الشقّ العسكري في زيارة هيكل بحكم العامل “السياسيّ” الأميركيّ أو تأثير الإدارة السياسيّة التي مرجعيّتها شبه الحصريّة، على المستوى التنفيذيّ اليوم، أحد أبرز صقور الإدارة الترامبيّة وزير الخارجيّة مارك روبيو، الذي لا يزال يتولّى مهامّ مستشار الأمن القوميّ الأميركيّ بالوكالة بعد إعفاء مايكل والتز من مهامّه في أيّار الماضي. ويشغل منصب مدير الوكالة الأميركيّة للتنمية الدوليّة، وهو أمين دائرة الأرشيف والسجلّات الوطنيّة بالوكالة، وهي سابقة في تاريخ الحكومات في الولايات المتّحدة.
يتحرّك “صقر” الإدارة الأميركيّة بدفع إسرائيليّ وقناعة شخصيّة، ويُسانده “جيش” من المسؤولين الأميركيّين، على اختلاف مواقعهم، ومَن هم على “ضفاف” الإدارة، من لبنانيّين وأميركيّين من فئة “الطفيليّين” يرون أنّ السلطة السياسيّة في لبنان وذراعها العسكريّة، أي الجيش اللبنانيّ، دخلوا دائرة الخطر لجهة عدم التزام الإملاءات الأميركيّة-الإسرائيليّة القاضية بضرورة عدم المماطلة أكثر في مهمّة نزع سلاح “الحزب”، فيما المنطقة تغلي بتسويات تاريخيّة أجلَست “حماس” إلى طاولة التفاوض، وأدخلت الرئيس السوريّ أحمد الشرع رئيساً مُعزّزاً إلى البيت الأبيض وجعلته “لاعباً” من ضمن “الفريق الأميركيّ” في كرة السلّة، وأحلّت وليّ العهد السعوديّ الأمير محمّد بن سلمان ضيفاً استثنائيّاً “فوق العادة” على ترامب، حاملاً استثمارات “قابلة للوصول إلى تريليون دولار”، كما قال.
لا إقالة لقائد الجيش
يقول مصدر مطّلع لـ “أساس”: “لا صحّة على الإطلاق للحديث عن رغبة أميركيّة بإقالة قائد الجيش. هذا غير وارد، وليس شأناً أميركيّاً. لا صحّة أيضاً لوقف المساعدات الأميركيّة للمؤسّسة العسكريّة أو وقف التعاون العسكريّ، إذ لا يزال الجيش استثماراً منتجاً للأميركيّين في المنطقة. فالمساعدات أمر ثابت، من قبل الحزبين الجمهوريّ والديمقراطيّ، لكنّ واشنطن تريد أفعالاً ملموسة. هذا ما قالته معظم الوفود التي أتت إلى لبنان، وهذا ما لا تراه الإدارة الأميركيّة على أرض الواقع كما هو متوقّع من القادة السياسيّين في لبنان”.
يعلّق المصدر قائلاً: “لبنان، بنظر الأميركيّين، هو الحصان الوحيد المتخلّف عن سباق يكاد يصل جميع المشاركين فيه إلى خطّ النهاية. لذلك الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها. لا شيء يحدث مصادفة. عدم استخدام الصين وروسيا حقّ الفيتو خلال إقرار مجلس الأمن الخطّة الأميركيّة في غزّة، له دلالاته الواضحة.
وفي المنطقة تغييرات مفصليّة. سوريا “أراحت ظهر” الأردن، والأردن وسوريا “أراحا ظهر” الخليج. هناك مارد سنّيّ يولد من جديد في المنطقة، والسعوديّ هو المايسترو الأساسيّ له”.
يضيف المصدر: “لا يزال الجانب الأميركيّ يتعامل مع توجّس رئاسة الجمهوريّة من سحب السلاح في مدّة زمنيّة “واقعية”، لا تتعدّى الثلاثة أشهر على كامل الأراضي اللبنانيّة، ووصف الأمر بأنّه مدخل للحرب الأهليّة، على أنّهما حجّة غير منطقيّة. الأميركيّون لا يدخلون في تفاصيل كيف يجب أن تنفّذ هذه المهمّة، فالأهمّ النتيجة. وحتّى الآن لا نتيجة تُقنع إسرائيل، أوّلاً، بأن تكفّ عن استهداف “الحزب”، وفق مصلحتها، لحماية أمن حدودها الشماليّة على المدى الطويل”.
عون: الجيش لن يرضخ
أتى الردّ الرسميّ الأوّل على تطوّرات الأيّام الماضية من جانب رئيس الجمهوريّة الذي، في معرض تقديمه العزاء بشهداء الجيش اللبنانيّ في الشراونة في معركته ضدّ أوكار المخدّرات، أكّد أمس أنّه “لن يثني شيء الجيش عن القيام بدوره الوطنيّ، لا الحملات المشبوهة ولا التحريض ولا التشكّك من أيّ جهة أتى، من الداخل أو الخارج”. وحيّا النائب السابق وليد جنبلاط أمس “الموقف الوطنيّ لقائد الجيش”، بعدما سبق أن قال إنّ “الوفود السياديّة التي تزور واشنطن مهمّتها التشكّك والتحريض وهي تتجاهل العدوان اليوميّ”.
كان يفترض أن يلتقي قائدُ الجيش رئيسَ هيئة الأركان المشتركة ومسؤولين في البنتاغون وفي البيت الأبيض والخارجيّة الأميركيّة ورؤساء وأعضاء اللجان المتخصّصة بالمساعدات العسكريّة في الكونغرس، وبات يدرك حجم الحصار الأميركيّ-الإسرائيليّ على لبنان، من دون أن يُغيّر فاصلة في “أصل” مُهمّة الجيش القائمة على تنفيذ قرار سياسيّ بسحب السلاح من جنوب الليطاني، ثمّ شماله، من دون أن يؤدّي ذلك إلى أيّ مواجهة على الأرض مع “مالكي” السلاح، سيما أنّ “الحزب” التزم اتّفاق وقف الأعمال العدائيّة بشكل كامل جنوب الليطاني، وباعتراف من “اليونيفيل”.
خطاب “الاستقلال”
لا احتفال مركزيّاً هذا العام بعيد الاستقلال يحضره الرؤساء الثلاثة، تماماً كما في كلّ سنوات الأزمات الماضية، باستثناء أنّ الوضع راهناً، بعد نحو تسعة أشهر من انطلاقة العهد منذ تشكيل حكومة نوّاف سلام في 8 شباط الماضي، قد يكون الأكثر خطورة على لبنان الذي يرزح تحت الاحتلال الإسرائيليّ، ويشهد ضغطاً دوليّاً لا سابق له، ويُنبئ بكباشٍ داخليّ أيضاً لا سابق له في شأن سلاح “الحزب”.
يتحدّث الرئيس عون مساء الجمعة في كلمة شاملة، عشيّة عيد الاستقلال، عن المحطّات الفاصلة منذ تسلّمه سدّة المسؤوليّة في 9 كانون الثاني، وسيوضح، وفق مطّلعين، موقف رئاسة الجمهوريّة من ملفّ السلاح بعدما تحوّل أداء قائد الجيش السابق إلى مادّة تخوين داخل أروقة الإدارة الأميركيّة، من قبل بعض اللبنانيّين الذين قال عون عنهم حرفيّاً إنّهم “يبخّون السمّ” في الخارج، وينقلون كلاماً خاطئاً تبيّن أنّه يطال قيادة الجيش.
خطورة ما يحدث أنّ الجيش اللبناني بات أكثر من أيّ وقت مضى تحت المجهر الأميركيّ لا الإسرائيليّ فقط.
تقول مصادر موثوقة لـ “أساس” إنّه “بات المشهد واضحاً. هناك نوع من الإملاءات تصل إلى حدّ الضغط لتغيير عقيدة الجيش حيال العدوّ الإسرائيليّ، كردّ أوّليّ على طلب لبنان الرسميّ التفاوض مع إسرائيل. يريدون شطب حالة العداء، وتسليم “الحزب” ترسانته العسكريّة كاملة، والقضاء على الجيل الأوّل والثاني والثالث في “الحزب”، قبل الجلوس إلى طاولة التفاوض”.
ملاك عقيل - اساس ميديا
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|