الصحافة

مجزرة عين الحلوة: ضغط على الجيش والدولة والمخيمات معاً

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في مشهد إقليمي يغلي على حافة الانفجار، دخل ​مخيم عين الحلوة​ في صيدا دائرة الاستهداف المباشر، بعدما ارتكبت إسرائيل مجزرة جديدة حصدت أرواح مدنيين داخله، في تطور نوعي لا يمكن عزله عن سياق التصعيد الذي تمارسه تل ابيب على لبنان، فهي تحاول توسيع رقعة الضغط على الساحتين اللبنانية والفلسطينية معا.

تقرأ مصادر سياسية متابعة أنّ استهداف المخيم الفلسطيني الأقدم والأكبر في لبنان يأتي في إطار استراتيجية واضحة تهدف إلى إدخال المخيمات الفلسطينية رسميا إلى دائرة النار، وتحويله عنوانا لمواجهة داخلية في لبنان من باب السلاح المتواجد فيه. فإسرائيل، بحسب المصادر، تدرك أنّ استهداف مسألة ​سلاح المخيمات​، التي فُتحت منذ أشهر، وخمدت بعض الشيء في الأسابيع الماضية، سيخلق توترات داخلية تزيد الضغط على السلطة اللبنانية، وربما تساهم بفتح الباب أمام فرض شروط أمنية جديدة على لبنان.

وفي نفس الإطار، تلفت المصادر إلى أنّ ما جرى في عين الحلوة لا يمكن فصله عن الخطاب المتصاعد مؤخرا تجاه ​الجيش اللبناني​، سواء من قبل المسؤولين الإسرائيليين أو من خلال الرسائل الأميركية، فإسرائيل ترى أنّ المسؤولية القانونية والأمنية عن ملف سلاح المخيمات تقع في النهاية على عاتق الجيش، وتعمل على تحويله إلى هدف مباشر للضغط.

وتشير المصادر إلى أنّ تل أبيب تحمّل الجيش مسؤولية عدم التقدم في ملف جمع السلاح في المخيمات، أما واشنطن، فتعبر في اجتماعاتها الدورية مع قيادات الجيش عن انزعاج واضح من غياب خطوات عملية ملموسة.

وترى المصادر عبر "النشرة" أنّ تل أبيب تريد فرض وقائع جديدة على الساحة اللبنانية، عبر الضغط على الدولة لإخراج ​الفصائل الفلسطينية​ "المقاومة" من لبنان، وليس فقط نزع سلاحها تحت عنوان "ضبط الأمن". فالمجزرة الأخيرة جاءت في لحظة سياسية حساسة، حيث يكثر الحديث الخارجي والداخلي عن ​التصعيد الإسرائيلي​ على لبنان، وترتيبات اليوم التالي للحرب في أكثر من جبهة، وعن ضرورة مناقشة مستقبل سلاح "المقاومة" في كل ساحاته.

لا يتوقف التصعيد عند حدود المسألة الأمنية. تشير المصادر إلى أنّ تل أبيب تعمل بالتوازي على ضرب العمل السياسي للفصائل الفلسطينية في لبنان، وقطع شريان التواصل بينها وبين الحراك الإقليمي الداعم لها، فهي تريد مخيمات فلسطينية منزَوعة القرار السياسي، ومحكومة بمنطق الإغاثة والبقاء فقط، لا بمنطق التفكير بالعودة.

كذلك لا يمكن، عند أي استهداف اسرائيلي جديد للبنان إلا أن نقرأ في أبعاده ورسائله، وبحسب المصادر فإن من الرسائل التي أرادت إسرائيل إرسالها أنّها قادرة على الوصول إلى أي هدف داخل لبنان، وأنّ لا خطوط حمراء أمامها، والجديد هو أن أمن المخيمات لن يكون معزولا عن معادلة الحرب القائمة على لبنان، وهذه تعتبر خطوة تصعيدية جديدة في سياق الخطوات التصعيدية التي كثرت في الأيام الأخيرة.

وفي هذا السياق، تتوقع المصادر أن يتواصل الضغط الإسرائيلي على المخيمات، سواء ميدانيا أو عبر اشتداد الحملات الدبلوماسية الدولية التي تستهدف تفكيك بنية المسلّحين الفلسطينيين، في غزة والضفة، وفي مخيمات الشتات، للقضاء نهائياً على فكرة "المقاومة" وبالتالي فكرة إقامة دولة فلسطينية.

محمد علوش - النشرة

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا