بهاء ضو… الباحث الموسيقي الذي حوّل معاناة العازفين إلى ابتكار لبناني مُسجَّل
في عالم الموسيقى، غالباً ما تُصنع الأفكار الكبيرة من التفاصيل الصغيرة… من مشكلة يواجهها العازف على المسرح، أو موقف يتكرّر في حفلة بعد أخرى.
وهذا تماماً ما حدث مع الباحث الموسيقي بهاء ضو، الذي استطاع أن يحوّل تجربة مزعجة عاشها هو وزملاؤه خلال العروض الحيّة، إلى اختراع لبناني رسمي مسجّل في وزارة الاقتصاد والتجارة تحت رقم 3442.
خلال حفلات كثيرة، كان بهاء يلاحظ معاناة العازفين مع الآلات الإيقاعية التقليدية، خصوصاً تلك المصنوعة من الجلد الطبيعي.
فالحرارة، والرطوبة، وتغيّر الجو خلال الحفل، كلها عوامل تجعل الجلد:
يرتخي فجأة
يضيع النغمة
يضعف الصوت
ويُربك العازف أمام الجمهور
ومع تكرار هذه المشكلة، بدأ السؤال:
هل يمكن تطوير آلة تحافظ على الصوت الشرقي الجميل، لكنها تتفادى كل هذه المعوّقات؟
عمل بهاء ضو لأشهر على تطوير نموذج جديد لآلة إيقاعية تعتمد على:
خشب طبيعي منحوت بدقة عالية
جلد حيواني طبيعي مُعالج صوتياً
تقنية شدّ مبتكرة بالكامل تتيح للعازف ضبط مستوى التوتّر بسرعة وسهولة
إطار داخلي مزخرف يمنح الآلة هوية شرقية جميلة
كانت النتيجة آلة جديدة، صوتها نظيف، ثابت، وقابلة للضبط الفوري مهما تغيّرت الظروف.
الميزة الأهم في الآلة ليست شكلها فقط، بل وظيفتها:
العازف لم يعد مضطراً للقلق من ارتخاء الجلد خلال الحفلة.
فالتقنية الجديدة التي ابتكرها بهاء تضمن له:
ثباتاً في الطبقة الصوتية
وضوحاً أكبر في الضربات
قوة في الرنين
وقدرة على التحكم بالشدّ دون الحاجة لأدوات خارجية
هذا الابتكار يُعدّ نقلة نوعية في عالم الآلات الإيقاعية الشرقية، لأنه يحل مشكلة قديمة عمرها عقود.
بعد الانتهاء من التصميم والتجارب الصوتية، تقدّم بهاء ضو بالاختراع إلى مصلحة حماية الملكية الفكرية في وزارة الاقتصاد.
وبعد مراجعة ملفه فنياً وقانونياً، مُنح براءة اختراع رسمية تؤكد أن الفكرة:
جديدة
مبتكرة
ذات قيمة للمجال الموسيقي
في بلد يعاني من أزمات كبيرة، يثبت بهاء ضو أن الإبداع ما زال يتنفس، وأن الموسيقى قادرة على ولادة مشاريع حقيقية لا تعتمد على الحظ بل على العمل الدؤوب والبحث المستمر.
كل قطعة تُصنع يدوياً، تحمل بصمة الحرفي والباحث بهاء ضو، وتُظهر التزامه بالجودة والحرفية، بدءاً من الخشب، وصولاً إلى الجلد، والتقنيات الداخلية، والختم الخشبي الذي يحمل توقيعه.
بهاء ضو ليس مجرّد صانع آلات موسيقية.
إنه باحث موسيقي استطاع أن يحوّل مشكلة مزعجة تواجه آلاف العازفين إلى حلّ مبتكر يحفظ روح التراث ويقدّم قيمة تقنية جديدة.
إنه مثال حيّ على أن الاختراع الحقيقي يبدأ من الحاجة، وينجح بالشغف، ويُثبت نفسه بالعمل الجاد.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|