حزب الله يحسم خياراته: المواجهة أيّا كانت الأثمان!
شكّلت الرسالة التي وجهها حزب الله للرؤساء الثلاثة والشعب اللبناني يوم الخميس، أول تعبير علني عن رؤية القيادة الجماعية الحالية في الحزب، بعد مرحلة طويلة انتهجت خلالها سياسة الصمت، في التعامل مع الملفات الحساسة، وعلى رأسها طرح التفاوض الذي يصول ويجول به المبعوثون الدوليون على المسؤولين اللبنانيين منذ فترة.
وأراد الحزب من خلال بيانه المفصل، ايصال مجموعة من الرسائل، أبرزها إلى الداخل اللبناني ومفادها أنه باقٍ، منظّماً ومتماسكاً، ولن يسمح بأن يُفرض عليه مزيد من التنازلات تحت الضغوط. أما الرسالة الثانية البارزة فالى "إسرائيل" والولايات المتحدة ومفادها أنه غير مستعد لرفع الراية البيضاء، وأنه يتحضّر لكل السيناريوهات والاحتمالات، ومنها حرب جديدة موسعة، مع ابقائه عن قصد مبهم احتمالية أن يقوم قريبا بالرد على الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة والمتصاعدة.
ولا ينكر العميد المتقاعد منير شحادة أن بيان حزب الله الخميس "شكّل صدمة في الساحة اللبنانية، لأنه تضمن كلاما "عالي السقف". فبعد مرور سنة على الخروقات الإسرائيلية، ثبت أن الضغط الديبلوماسي على "إسرائيل" غير فعال، فهي لم ولن تلتزم بأي ضوابط وقرارات وتعهدات، خاصة وأنها تتمتع بضوء أخضر من الولايات المتحدة، ليس في لبنان فحسب بل في المنطقة ككل".
ويقول شحادة لـ"الديار" أن "إسرائيل لن تتوقف عن الاعتداء، ولن تنسحب من جنوب لبنان مهما قدم لبنان من تنازلات، سواء على الصعيد السياسي أو فيما يتعلق بمسألة سلاح حزب الله"، متسائلا عن جدوى الجلوس على طاولة المفاوضات، "طالما حزب الله يؤكد أنه لن يسلّم السلاح، ولن يناقش حتى بالاستراتيجية الدفاعية قبل وقف الاعتداءات والانسحاب من الاراضي المحتلة وانطلاق عملية اعادة الاعمار، وبالمقابل العدو يقول أنه لن ينفذ أي مما سبق قبل نزع سلاح المقاومة"؟!
ويضيف: "بالنظر إلى التجارب اللبنانية السابقة مع "اسرائيل"، فهي لم تلتزم بأي من تعهداتها. وبالتالي فان الامور معقدة جدا. "اسرائيل" قررت اللجوء على التصعيد مباشرة، بعد اطلاعها على خطة الجيش اللبناني لحصرية السلاح على مراحل والتي لم تعجبها، وبالتالي هي ماضية بالتصعيد الذي قد يمتد ليطال أيضا مناطق أخرى".
وعن خيارات حزب الله في ظل هذا الواقع، يقول شحادة: "حتى الآن تبدو خسائر المقاومة والقصف الذي تتعرض له، أقل كلفة من انخراط كامل في حرب شاملة، على أن يتبدل ذلك عندما تستشعر أنها وصلت الى مكان ،يكون فيه السكوت عن الخروقات والاعتداءات أكثر كلفة من الرد عليها"، مضيفا: "الأمين العام للحزب أعلن صراحة ان المقاومة تعافت، لكن الكل يُدرك أن الحرب ستكون مكلفة جدا على الصعد كافة".
ولم يتأخر رد "لبنان الرسمي" على رسالة حزب الله ، اذ خرج رئيس الحكومة نواف سلام ليؤكد أن قرار الحرب والسلم استردّته الحكومة اللبنانيّة، و"ما حدا إلو كلام بالموضوع".
وتبعا لهذا الموقف، سيكون الحزب أمام مفترق طرق حقيقي في التعامل مع الواقع اللبناني الداخلي، إما أن يثبّت موقعه ضمن معادلة "الدولة والمقاومة"، من خلال تفاهم جديد مع الرئاسة والحكومة، أو أن يذهب إلى مواجهة ، إذا شعر بأن مشروع "نزع السلاح" يتقدّم بخطوات عملية.
بالمحصلة، هو قرار بالمواجهة وعدم الخنوع اتخذه الحزب، كما كرر قياديوه دائما "سنقاتل حتى لو أدى ذلك لاستشهادنا جميعا".
بولا مراد- الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|