"الاتفاقيات الإبراهيمية" وتريليونات من الاستثمارات العالمية الجديدة...
يبدو أن "الاتفاقيات الإبراهيمية" تتوسّع شيئاً فشيئاً، وتتجاوز تدريجياً دورها الأساسي في أن تكون منصة للسلام والتطبيع والتعايُش والاندماج الاقتصادي بين عدد من الدول العربية وإسرائيل، لتُصبح منصّة اقتصادية وجيوسياسية وربما أمنية، عالمية جديدة، بين عدد أكبر وأشمل من الدول من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، بشكل يتجاوز القضية الفلسطينية، ومعالجة تقليديات الصراع العربي مع تل أبيب.
آسيا الوسطى
فالرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن خلال استضافته قادة بلدان آسيا الوسطى في "البيت الأبيض" أن العديد من تلك الدول تستعدّ للانضمام إلى "اتفاقيات أبراهام"، واصفاً آسيا الوسطى بأنها جزء قوي من العالم، وقائلاً إن موقع دول تلك المنطقة في قلب أوراسيا يمنحها أهميةً بالغةً وإمكانات هائلة، لافتاً الى أن الولايات المتحدة الأميركية تُعزز علاقاتها الاقتصادية والأمنية مع تلك المنطقة، متحدّثاً عن تريليونات من الاستثمارات العالمية الجديدة.
ورغم أن لدى كازاخستان علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل، أعلنت (كازاخستان) انضمامها إلى الاتفاقيات الإبراهيمية. وأكدت الحكومة الكازاخستانية أن هذا الانضمام يشكل امتداداً طبيعياً لنهج السياسة الخارجية القائم على الحوار والاحترام المتبادل.
تكتّل جديد؟
فهل بات العالم أمام ولادة تكتّل اقتصادي وسياسي وأمني... عالمي جديد، اسمه "المسار الإبراهيمي"؟ وأين موقع روسيا ومنافعها من جراء انضمام كازاخستان الى هذا المسار، خصوصاً أن كازاخستان شريكة اقتصادية واستراتيجية أساسية لموسكو؟ وهل يمكن القول إن روسيا باتت عضواً أيضاً في الاتفاقيات الإبراهيمية، من خلال استعدادات دول آسيا الوسطى للانضمام الى هذا المسار؟
بطولات ترامب
قلّل مصدر خبير في الشؤون الدولية "من أهمية انضمام كازاخستان الى تلك الاتفاقيات. فهذه خطوة لا قيمة فعلية لها، خصوصاً أن لدى تلك الدولة علاقات ديبلوماسية سابقة مع إسرائيل".
ووضع في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الأمر ضمن إطار "البطولات والإنجازات الوهمية التي يرغب ترامب دائماً بإعلان نجاحه من خلالها، والقول إنه يغيّر العالم".
روسيا؟
ورأى المصدر أن "لا تأثير فعلياً لمثل تلك الخطوات على روسيا أيضاً، نظراً لوجود علاقات ديبلوماسية واقتصادية وتجارية روسيّة كثيرة مع إسرائيل. وهناك الكثير من البضائع الإسرائيلية في السوق الروسية. بالإضافة الى وجود نحو مليون ونصف إسرائيلي من أصل روسي، وحتى إن هناك كازاخستانيين يعيشون في إسرائيل منذ حقبات سابقة".
وختم:"إذا رغب ترامب بإنجاز، فعليه السعي الى إقناع دول عربية بالانضمام الى الاتفاقيات الإبراهيمية. ولكن بما أنه لم ينجح في ذلك، ذهب الى كازاخستان ودول آسيا الوسطى، ليُبرهن للعالم أن هناك دولاً إسلامية لا تزال داعمة لإسرائيل سياسياً".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|