صيغة التفاوض غامضة.. ومفتاحها مع السفير الأميركي الجديد
جاء كتاب حزب الله امس الذي وجَّهه الى رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة والى الشعب اللبناني، وخرج فيه عن صمته وحدّد موقفه من المستجدات المتصلة بوضع الجنوب وما يُطرح حول تسليم سلاحه والتفاوض مع كيان الاحتلال، ليزيد من متانة موقف الحكم والحكومة، لجهة تمسكهما بثوابت ومواقف - كي لا يُقال عنها شروط - في مواجهة الطرح الاسرائيلي والاميركي حول موضوعي السلاح والتفاوض بعدم التنازل عن حقوق لبنان، لا سيما حقه في استعادة أراضيه المحتلة وفي مقاومة الاحتلال اذا استمر في تصعيد عدوانه على البشر والحجر وعلى السيادة اللبنانية.
برأي جهات سياسية رصدت بدقة كتاب الحزب الى الرؤساء والشعب اللبناني، ان الحزب رفض في كتابه صيغة التفاوض التي يطرحها الاميركي والاسرائيلي، بقوله: «إن لبنان معني راهناً بوقف العدوان بموجب نص إعلان وقف النار والضغط على العدو الصهيوني للالتزام بتنفيذه، وليس معنياً على الإطلاق بالخضوع للابتزاز العدواني والاستدارج نحو تفاوض سياسي مع العدو الصهيوني على الإطلاق، فذلك ما لا مصلحة وطنية فيه وينطوي على مخاطر وجودية تهدد الكيان اللبناني وسيادته»... وإن كان هناك تفاهم او تناغم بينه وبين الرئيسين جوزاف عون ونبيه بري على الاقل، إن لم يكن ايضاً مع رئيس الحكومة نواف سلام حول موضوع التفاوض بشكل خاص، لجهة ان الدولة اعتمدت رسمياً إطار لجنة الاشراف الخماسية على اتفاق وقف الاعمال العدائية (الميكانيزم) دون غيرها للتفاوض مع اتجاه لقبول تطعيمها بتقنيين وفنيين وخبراء وليس سياسيين عند اللزوم. اما ملف السلاح فهو يسير وفق الخطة التي اعدها الجيش وتتم متابعته بالحوار القائم بين الرئيس عون وحزب الله بما لا يمس قرار الدولة ولا يؤدي الى استهداف الحزب.
وترى الجهات السياسية أن موقف الحزب من التفاوض يساند عملياً ولا يعرقل موقف الحكم، لأنه موقف رافض للتفاوض المباشر وبخاصة السياسي منه، كما هو موقف لبنان الرسمي، ورافض لكل الاملاءات والشروط الاسرائيلية، وما يُسرَّب عن املاءات وشروط اميركية، وهو امر يُعزّز ما تردّد عن موقف مصري أبلغه مدير المخابرات اللواء حسن رشاد الى لبنان برفض الشروط الاسرائيلية والتمسك بمواقفه لتقوية وضعه خلال التفاوض اذا تم.
وفق مصادر مرجع رسمي كبير، فإن التفاوض لمعالجة الوضع جذرياً في الجنوب هو البديل الوحيد عن الحرب، وإن الحكم يقوم بالاتصالات شبه اليومية مع الجانب الاميركي بشكل خاص لا سيمامع «المستشارة» مورغان اورتاغوس المشرفة السياسية على عمل لجنة الميكانيزم، وتبين خلال الاتصالات معها أن لا صحة لكثير من المعلومات التي يتم تسريبها عن التوجهات الاميركية، وانها دعت الحكم والحكومة الى التروي وإنتظار تسلّم السفير الاميركي الجديد في بيروت ميشال عيسى مهامه رسمياً، لأنه يملك مفتاح خزنة أسرار التوجهات الاميركية الجديدة حيال لبنان، مع تأكيد مصادر المرجع المذكور بأن الغموض ما زال يلف صيغة وعناوين وشكل المفاوضات المحكي عنها، لكن كل هذا سيتبين عند وصول السفير عيسى الى بيروت ليُبنى الموقف اللبناني الرسمي النهائي على الموقف الاميركي الرسمي والتفاصيل التي يحملها السفير. بينما لم يعد من دور مباشر او غير مباشر للموفد طوم برّاك في لبنان، على الاقل في هذه المرحلة وربما في مراحل لاحقة وقد لا يعود الى لبنان بعد وصول السفير عيسى.
وقد عبّر رئيس الجمهورية جوزاف عون اكثرمن مرة بأن «التفاوض هو خيار الدولة الوحيد في هذه الظروف الصعبة لأننا جربنا الحرب»، لكن هذا لا يعني التفريط بحقوق لبنان الوطنية وسيادته، فكل الذي يطلبه الرئيس عون هو تحرير الارض واستعادة النقاط المحتلة وتحرير الاسرى اللبنانيين وتثبيت الحدود البرية جنوباً لبناء الاستقرار الذي يحتاجه البلد.
في هذا الصدد، تشير مصادر المرجع الرسمي الى ان الرئيس عون لا يغفل في متابعاته الملفات الاخرى المعقدة، مثل موضوع قانون الانتخاب، حيث سعى الى تدوير الزوايا الحادة والتوصل الى موقف مقبول من جمع مكونات الحكومة يؤمّن اقتراع المغتربين وبما يحقق التوازن، بعد استبعاد فكرة انتخاب ستة نواب للقارات الست، نظراً لصعوبة تطبيقها لا سيما لجهة التوزيع الطائفي للنواب الستة بحيث انها قد تخلق اشكالات بين المغتربين.
والى ذلك وبرغم خطورة ودقة موضوع الجنوب والتفاوض، يهتم الرئيس عون وفق المصادر بمتابعة ملفات الفساد لملاحقة الفاسدين والمفسدين «لأن الفساد اصبح ثقافة لا بد من القضاء عليها». إضافة إلى مواكبة تطوير عمل الادارة، حتى انه تمنى على الشيخ محمد بن زايد ان تساعد دولة الامارات لبنان في إنجاز بعض الامور المتعلقة بتطوير الادارة رقمياً، ولبى الشيخ محمد الطلب في اقل من ساعة، وكلف المعنيين عنده بالتواصل مع وزير التكنولوجيا والذكاء الصناعي كمال شحادة.
غاصب المختار -اللواء
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|