الصحافة

إقامة "نظام إسرائيلي" في لبنان

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

...ولنبدأ بهذه الاجابة التي وردتنا للتو "انها ورقة القوة التي يحملها الوفد اللبناني الى ردهة المفاوضات، وعلى أساس أن مواجهة الاستسلام لا تقل شراسة عن مقاومة الاحتلال"....!

ليكون السؤال البديهي ما الذي حمل حزب الله على اطلاق موقف، يمكن أن يحدث زلزالاً سياسياً على الساحة الداخلية؟" ... أما التورط والانزلاق الى أفخاخ تفاوضية مطروحة، ففي ذلك المزيد من المكتسبات لمصلحة العدو الاسرائيلي، الذي يأخذ دائماً ولا يلتزم بما عليه، بل لا يعطي شيئاً "، و"... ان لبنان معني راهناً بوقف العدوان بوجب نص اعلان وقف النار، والضغط على العدو الصهيوني للالتزام بتنفيذه، وليس معنياً على الاطلاق بالخضوع للابتزاز العدواني والاستدراج نحو تفاوض سياسي ... ينطوي على مخاطر وجودية تهدد الكيان اللبناني وسيادته".

الحزب الذي أوضح أن الغاية من موقفه "تقوية ودعم الموقف الموحد"، أكد على "حقنا المشروع في مقاومة الاحتلال والعدوان الى جانب شعبنا وجيشنا لحماية سيادة بلدنا، ولا يندرج الدفاع المشروع تحت عنوان قرار السلم والحرب، بل نمارس حقنا في الدفاع ضد عدو يفرض الحرب على بلدنا، ولا يوقف اعتداءاته بل يريد اخضاع لبنان".

اللافت أن هذا الكلام جاء في "كتاب مفتوح" الى الرئيس جوزاف عون والى الرئيسين نبيه بري ونواف سلام، وبعدما كانت المعلومات قد أشارت الى الاتصالات الديبلوماسية التي تجري بعيداً من الضوء، والتي قد تطلق في وقت وشيك المسار التفاوضي مع "اسرائيل"، الى حد انتشار شائعات المباشرة بتشكيل الوفد المفاوض برئاسة بول سالم، رئيس "معهد الشرق الأوسط" في الولايات المتحدة، والذي تساهم في تمويله "شركات نفطية وجهات معنية بالامدادات العسكرية". فهل هي المصادفة وأي مصادفة، اقتراح (ومن هو صاحب الاقتراح؟) اسم بول سالم، نجل وزير الخارجية السابق ايلي سالم، والذي جرت أنثاء وجوده في المنصب مفاوضات خلدة ـ "كريات شمونا"، والتي أفضت الى اتفاق 17 أيار 1983، بوضع لبنان تحت "الوصاية الاستراتيجية الاسرائيلية"، ليسقط عسكرياً وبرلمانياً عام 1984.

وكان رئيس الحكومة "الاسرائيلية" مناحيم بيغن ووزير دفاعه آرييل شارون، قد حددا الهدف من اجتياح لبنان عام 1982، تدمير الآلة العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية. حدث ذلك، وتم ترحيل ياسر عرفات الى تونس، ليتوزع 7 آلاف "فدائي" في عدد من البلدان العربية. لكن "القوات الاسرائيلية" بقيت في لبنان بعد تنفيذ مهمتها بالكامل، والى حد الاشراف على انتخاب رئيس للجمهورية، ليقع أهالي الجنوب ولمدة 18 عاماً، ضحايا للقتل والتنكيل والاذلال، قبل أن يجري الانسحاب تحت ضربات المقاومة، لنستعيد قول رئيس الحكومة الاسرائيلية، وهو الجنرال البارز ايهود باراك، عشية الانسحاب الأخير في 24 أيار 2000 "لقد آن الأوان لجنودنا لكي يخرجوا من جهنم".

في ظل هذا الاختلال الاستراتيجي، والاختلال الديبلوماسي، ومع وجود بنيامين نتنياهو بشعار "تغيير الشرق الأوسط"، وبـ"مهمة روحية" لاقامة "اسرائيل الكبرى"، ناهيك عن التماهي الايديولوجي والاستراتيجي بين ادارة دونالد ترامب في الولايات المتحدة والائتلاف اليميني في الدولة العبرية، الى أين يمكن أن تفضي أي مفاوضات بين دولة، قال ستيف ويتكوف انها في اقصى حالات القوة، ودولة أخرى في أقصى حالات الضعف؟ بكل بساطة، وفي ضوء الصراعات السياسية والطائفية الهوجاء ، اقامة "نظام اسرائيلي" في لبنان!!

ولكن بعد تلك السلسلة من المواقف الهادئة لحزب الله، ما الذي حدث ليكون "الكتاب المفتوح" باللغة النارية، وفي ذروة الحديث عن شكل المفاوضات، وحول طريقة انعقادها ؟ في الظل كلام عن مشروع اتفاق جاهز، على غرار الاتفاق المزمع عقده مع الجانب السوري، ليتم التوقيع عليه تحت ضغط التصعيد الاسرائيلي، حتى أن "القناة 12 الاسرائيلية" نقلت عن مسؤولين أن "الجيش الاسرائيلي" يستعد لاحتمال خوض جولة قتال جديدة ضد حزب الله، مشيرة الى "وجود خطط جاهزة"، لتضيف عن لسان هؤلاء المسؤولين ان "الولايات المتحدة تحاول منع استئناف القتال".

لكن الكتاب المفتوح لا بد أن يستدعي اسئلة مقابلة، اذ أن الحرب الأخيرة كشفت مدى الاختلال المروع في ميزان القوى، ان بسبب الهوة التكنولوجية، أو بسبب الاختراقات الاستخباراتية، فهل من مصلحة حزب الله، وهو الضنين بكل نقطة دم لبنانية والذي يعطي الأولوية لاعادة الاعمار، تكرار التجربة السابقة، في ظل ظروف غير متكافئة على الاطلاق؟

ما ورد في الكتاب كان واضحاً، المقاومة العسكرية والمقاومة الديبلوماسية، كي لا يقع لبنان ضحية اتفاق على غرار الاتفاق حول غزة، والذي وضع القطاع في مهب الرياح الأميركية والاسرائيلية، ولكي يرفض انشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان، أياً كانت "التخريجة الديبلوماسية أو الأمنية" لهذه المنطقة.

مثلما لا وجود لأي قدم اسرائيلية على الأرض اللبنانية، لا وجود لأي يد اسرائيلية في الدولة اللبنانية، ولكن هل يمكن لبنيامين نتنياهو القبول بذلك؟ لا نتصور أن الأمور ستكون بهذه السهولة ، عندما نرى أن رئيس الحكومة الاسرائيلية أمام خيار الزنزانة أو المقبرة. كلام معلقين "اسرائيليين" وليس كلامنا. حزب الله وضع ورقة في يد الدولة اللبنانية، ولكن من هو مستعد لاستعمال هذه الورقة...؟!

نبيه البرجي -الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا