الهدف الاساسي من التفاوض احلال الهدنة لاحقا السلام بشروط عربية موحدة

عمر الراسي – "أخبار اليوم"

يبدو ان طرح التفاوض مع اسرائيل جدي، وقد اتى نتيجة تفكير معمق لدى رئيس الجمهورية جوزاف عون، وبالاتفاق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري حكما، كون الاخير رأى ايضا ان هذا هو المخرج من الازمة الخانقة مع التمسك موقتا بلجنة الميكانيزم، علما ان بري حين يصل الى منتصف الطريق، يستشرف، ثم يكمل.

ويشرح مرجع سياسي مخضرم عبر وكالة "أخبار اليوم" ان التفاوض المطروح يعني استنساخ مرحلة التفاوض بشأن الحدود البحرية اي "غير المباشر"، موضحا انه في المفهوم العملي للتفاوض غير المباشر يعني الحفاظ على "حالة العداء" مع اسرائيل، اي لا سلام لا تبادل ديبلوماسي ولا حياد معها.

ويشدد المرجع على انه لا مفر من التفاوض- وهي كلمة كبيرة تتجاوز المباشر وغير المباشر - لكن تحت راية الامم المتحدة وبضمانة ومشاركة فاعلة اميركية فرنسية عربية وفي الناقورة، وهذا ما حصل منذ اكثر من ثلاثة سنوات، حين تم التوصل الى ترسيم الحدود وفق الخط 23، ما شكل انزالا سلسلا من الخط 29 ولكل من كان يسعى الى التصعيد بلا سبب وقتذاك.

ويضيف: انما الجديد اليوم ان التفاوض يتم تحت النار اي اعتداءات يومية، قتل اغتيالات نسف قرى توغل برّي.

وردا على سؤال، يشير المرجع ان حزب الله لا يعارض التفاوض، بل هو يطالب بشيء واحد وقف القتل ووقف الاعتداءات والاعمار، لكن مَن يَطلب يجب ان يُعطي، اي مطلوب من الحزب ان يسلم السلاح، وان يخلي جنوب الليطاني من اي تواجد عسكري او سلاح او مخزون.

وهنا، يعتبر المرجع ان الحزب يراهن على انتخابات في الربيع المقبل ليحصل على الشرعية الشعبية في الصندوق كي يتخلى تدريجيا عن شرعية السلاح. من جهة اخرى، الرئاسة تريد ان تخفف عن الوطن قدر المستطاع اعتداءات وقصف ودمار، وفي وقت عقد فيه الرئيس بري مؤتمر اعادة الاعمار ليقول ان الاعمار من شروط الهدنة وايضا في مرحلة لاحقة من شروط السلام حتى ولو انه لم يتلفظ بهذه الكلمة.

وفي هذا المجال، ايّد المرجع عينه ضخ مدنيين او سياسيين مخضرمين ممسكين بملف التفاوض غير المباشر مع اسرائيل الى لجنة الميكانيزم على ان تكون الضمانة والوساطة والمشاركة الاميركية مكثفة وتحت راية الامم المتحدة. اذ بذلك نكسب الوقت ويمكن للبنان ان يضع شروطه لان التفاوض هو شرط وشرط مضاد، على ان يتزامن الامر مع وقف الاعتداءات لان لا احد يتفاوض تحت النار او مع وجود المسدس على الطاولة.

يختم المصدر مشيرا الى ان الهدف الاساسي من التفاوض احلال الهدنة، وممكن لاحقا احلال السلام بشروط عربية موحدة، لان اعادة الاعمار تحتاج الى مال خليجي فقط، لا اميركي ولا فرنسي.