هل بعض أنواع السكر «أقل ضرراً» من غيره؟
يحاول كثيرون الحدّ من استهلاك السكّر، لكنّ شغف الحلويات يجعلهم يبحثون عن بدائل يُقال إنّها «طبيعية» مثل العسل وشراب القيقب وشراب الأغاف. فهل هذه الأنواع فعلاً أكثر فائدة من السكّر الأبيض التقليدي؟
الجواب ليس بهذه البساطة. صحيح أنّ السكريات الطبيعية الموجودة في الفواكه والخضروات والحبوب تُعدّ أفضل للجسم، لأنّها تأتي ضمن حزمة غذائية غنية بالألياف والفيتامينات، لكنّ الأنواع «الطبيعية» من السكّريات المضافة (العسل وشراب القيقب) لا تختلف كثيراً عن السكّر الأبيض في تأثيرها على الجسم.
تشرح الأستاذة المساعدة في علوم التغذية بجامعة بريغهام يونغ الأميركية، كارين ديلا كورتي، أنّ السكّر في التفاح والسكّريات في الشوكولا مكوّنان من العناصر عينها، أي الغلوكوز والفركتوز.
لكنّ الفرق هو في «التغليف الغذائي»: فحين نتناول فاكهة كاملة، تعمل الألياف على إبطاء عملية الهضم، ما يمنع ارتفاعاً حاداً في مستوى السكّر في الدم.
أمّا تناول السكّريات المضافة، مثل السكّر المُكرَّر أو شراب الذرة عالي الفركتوز، فيؤدّي إلى امتصاص سريع ودخول كمّيات كبيرة من السكّر إلى الدم، ما يرفع مستوى الغلوكوز بشكل حاد ومُضرّ. حتى عصائر الفواكه والخضار، على رغم من خلوّها من السكّر المضاف، تفقد الألياف المفيدة خلال التصنيع، فتؤدّي التأثير عينه تقريباً.
تكرار هذه الارتفاعات الحادة في السكّر يجعل خلايا الجسم أقل استجابة لهرمون الإنسولين، ما يمهّد للإصابة بالسكري من النوع الثاني.
كما يمكن أن يحوّل الكبد الفائض من السكّر إلى دهون تتراكم داخله مُسبِّبةً ما يُعرَف بمرض الكبد الدهني الناتج من الخلل الأيضي، وهو مرض مزمن قد يقود إلى السرطان أو الفشل الكبدي.
هذه الدهون قد تتسرّب أيضاً إلى مجرى الدم وتسدّ الشرايين، ما يزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. ولهذا توصي الجهات الصحية الأميركية بألّا تتجاوز كمّية السكّريات المضافة 50 غ في اليوم، بينما توصي جمعية القلب الأميركية بـ36 غ للرجال و25 غ للنساء كحدّ أقصى.
جميعها سكّريات مضافة
أمّا السؤال الأهم: هل «الطبيعي» أفضل؟ الجواب، وفق الباحثة كيمبر ستانهوب من جامعة كاليفورنيا، هو لا. فالعسل وشراب القيقب وشراب الأغاف، على رغم من شعبيّتها في المتاجر الصحية، تُعدّ جميعها سكّريات مضافة، ويتعامل معها الجسم بالطريقة نفسها. وتؤكّد ديلا كورتي «الجسم لا يفرّق بين مصدر السكر، إذ يُحلّلها جميعاً إلى الجزيئات نفسها».
البديل الحقيقي هو تقليل الاعتماد على السكّر المضاف كلياً. يمكن تلبية الرغبة في الحلوى بتناول فواكه طبيعية مثل التوت أو التفاح أو البطاطا الحلوة المشوية، وإن لم تكفِ، يمكن الاكتفاء بلمسة بسيطة من العسل أو قطعة شوكولا داكنة تحتوي على كمّية أقل من السكر.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|