الصحافة

عندما تنقل أورتاغوس عن نتنياهو: لا سلام من دون الشيعة!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بات يمكن الجزم بأنّ سكة المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل قد بدأت مسارها. الفكرة قيد التبلور بين الرؤساء الثلاثة، وبين لبنان والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس. أياً تكن الصيغة من حيث الشكل، فالأمر بات تفصيلاً، لمجرد أن لبنان، وضمناً حزب الله، يقف على مبدأ المفاوضات غير المباشرة. هنا، لم يعد الاسم مهماً، فالتفاوض سيجري في غرفة واحدة، إن وافقت إسرائيل، وبحضور أميركي، ومعهم بعض الدول الممثّلة في "الميكانيزم"، إلى جانب ممثلين عن لبنان من خارج الجيش.

أورتاغوس نفسها كانت قد حملت مقترحاً بإطلاق مفاوضات عبر خبراء عسكريين من كلا البلدين، رفضها لبنان. لكنها لم تمانع في أن تكون المفاوضات من ضمن الميكانيزم، طالما سيُصار إلى تطعيم ممثلي لبنان بما يتناسب وطبيعة المفاوضات. غير أنّ العقبة الأساسية في هذه المفاوضات ، من وجهة أميركا، تكمن في اشتراط لبنان وقف العدوان الإسرائيلي على أراضيه براً وجواً كمقدمة لأي مفاوضات. تفهّمت أورتاغوس هذا الشرط، لكنها لم تستطع منح تعهّد بذلك نيابةً عن إسرائيل. وفي لقاءاتها، ركّزت على أن على لبنان الانطلاق نحو المفاوضات باعتبارها الحل الوحيد لإنهاء العدوان.

لبنان ليس أولوية لترامب

بصريح العبارة قالتها مورغان أورتاغوس للمسؤولين: إنّ لبنان لم يعد على رأس أولويات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الباحث عن اتفاقيات سلام تمتد من غزة إلى كوسوفو، وصولاً إلى أنحاء مختلفة من العالم.

وقد تمنّت أن ينعم لبنان بالاستقرار، وأبدت خشيتها من أن دول الخليج ترصد ميزانياتها لإعمار غزة وسوريا، بينما يبقى لبنان بعيداً عن دائرة اهتمامها. خلال زيارتها، لم تحمل أورتاغوس تهديداً صريحاً بحربٍ قريبة على لبنان، لكنها قالت ما هو أصعب. شرحت كيف أنّ إسرائيل اليوم تختلف عن ماضيها، وكيف أنّ نتنياهو بعد السابع من أكتوبر بات مختلفاً عمّا سبق: يعيش هاجس حفظ أمن سكان الشمال، وأن تبقى إسرائيل بمأمن من ضربات حزب الله. وقالت إنه بات سريع الغضب، ومستعداً لحماية إسرائيل بأيّ ثمنٍ ومن أيّ خطرٍ يراه قريباً.

نتنياهو نفسه يعيش قلقاً حيال الوضع في جنوب لبنان وسيطرة حزب الله. وخلال وجودها في إسرائيل، عرض رئيس الوزراء للموفدة الأميركية تقريراً يشير إلى أنّ حزب الله يستعيد عافيته، وأنه حصل على كميات من السلاح المضاد للدبابات عن طريق سوريا. والأخطر أنه قال لها إن التقارير ذاتها تتضمّن معلومات عن أنّ حزب الله يواصل تخزين السلاح داخل منازل المدنيين شمال الليطاني وجنوبه. كما سألها عن الإعمار في جنوب لبنان، وعن الجهات التي تساعد، ومن أين يحصل الجيش اللبناني على المساعدات.

أمن سكان إسرائيل هو الأهم

قال نتنياهو لأورتاغوس إن لا سلام في لبنان من دون الشيعة. وعندما سألته عن الرسالة التي يريد أن تحملها إلى لبنان، قال إنّ همّه هو أمن سكان إسرائيل.

وضعت أورتاغوس الرؤساء في أجواء ما سمعته من رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقالت إنها ستفعل ما بوسعها لدى عودتها إلى واشنطن لمساعدة لبنان وتأمين انعقاد مؤتمر دعم الجيش. وأضافت أنّ ملف لبنان سيكون في دائرة الاهتمام لديها ومعها السفير ميشال عيسى، الذي باشر عقد اجتماعات تتعلّق بالوضع في لبنان، وتوم باراك.

مفاوضات عبر الميكانيزم

وحول آلية عمل "الميكانيزم"، بحثت أورتاغوس في تصوّر لبنان لتطوير عملها، فالتقى عون وبري على أنّ اللجنة تضمّ ممثلين عن كلّ الأطراف ويمكن أن تؤدّي غرضها المتعلق بالمفاوضات.

وقد وافقت أورتاغوس على موقف لبنان بأن البداية يجب أن تكون بوقف العدوان، تمهيداً للشروع في المفاوضات. وتبلّغت بشكل رسمي وصريح أن لبنان لا يمانع مبدأ التفاوض غير المباشر، لكن ليس قبل وقف العدوان، بدت متفهمة لكنها لم تجزم بأنّ نتنياهو سيلتزم بوقف العدوان على لبنان أو أنه قد لا يرتكب عدواناً جديداً. وتحدثت عن اختلاف في النظرة بين ترامب ورئيس وزراء إسرائيل: فبينما يهتم ترامب بتحقيق السلام وجني المزيد من الاتفاقات ووقف الحرب، لا يريد نتنياهو وقفها، إذ بات متوتراً ومستعداً لفعل أيّ شيء.

أثنت على عمل الجيش بشأن سلاح حزب الله لكنها طلبت المزيد من الخطوات، كما طلبت أيضاً إقفال منافذ تمويل حزب الله، وقالت إنّ موفداً أميركياً سيزور لبنان للبحث في هذا الموضوع.

وعدت أورتاغوس بأنها ستحمل مقترح وقف العدوان إلى نتنياهو للشروع في التفاوض غير المباشر، مؤكدة أنّ بلادها لن توافق نتنياهو على شنّ عدوان على لبنان. وبناءً عليه، فليس محسوماً بعد ما إذا كان نتنياهو في وارد توجيه ضربة جديدة إلى لبنان لتحقيق غايته بالضغط عليه ودفعه إلى التفاوض بالقوة.

لا عدوان قبل زيارة البابا

خلاصة ما فهمه المسؤولون من زيارة أورتاغوس أنّ الخيارات مفتوحة مع نتنياهو، وأنّ واشنطن لن يكون بمقدورها لجمه. المطلوب الدخول في مفاوضات، وشرط وقف العدوان موضع تباحث مع نتنياهو، لكنها وإلى أن تأتي بالردّ، فالمطلوب أيضاً: مواصلة الجيش مصادرة سلاح حزب الله، تجفيف مصادر تمويله، ومعالجة تهريب السلاح عبر سوريا. فإسرائيل، رغم اقتناعها بالخطوات التي يقوم بها الجيش، لا تزال تجد لنفسها أكثر من ذريعة للعدوان، تحت حجة بناء قدرات حزب الله.

غادة حلاوي- المدن

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا