لماذا تضغط أميركا على لبنان بدلاً من التفاوض مع إيران؟
أنهت المبعوثة الأميركيّة مورغان أورتاغوس زيارتها إلى لبنان، بعدما ناقشت موضوع نزع سلاح "حزب الله" مع المسؤولين اللبنانيين، وترأست لجنة "الميكانيزم"، للبحث في اتّفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.
ولكن قبل مجيء أورتاغوس إلى لبنان وبعد مُغادرتها بيروت، لا يزال موقف "حزب الله" على حاله: لا تسليم للسلاح من دون ضمانات أميركيّة بإيقاف إسرائيل لاعتداءاتها على القرى والبلدات اللبنانيّة، وتقوية الجيش، وتحرير الأسرى اللبنانيين من السجون الإسرائيليّة وترسيم الحدود البريّة والإنسحاب الكامل من الأراضي الجنوبيّة.
وأمام الضغوطات الأميركيّة على المسؤولين اللبنانين، ومع تمسّك "حزب الله" بسلاحه خوفاً من الأطماع الإسرائيليّة في المنطقة، لا تزال إيران تترقّب أنّ تُبدي الولايات المتّحدة والدول الأوروبيّة ليونة معها، لحلّ مسألة الملف النوويّ، وتلافي إندلاع أيّ حربٍ جديدة بين طهران وتل أبيب.
وسيكون الملف اللبنانيّ حاضراً بقوّة في أيّ إتّفاق إيرانيّ – أميركيّ قد يحصل، ومن دون شكّ، تُمسك طهران بموضوع سلاح "حزب الله" للحصول على تنازلات من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب. فأثبتت التجارب في العام 2006، وبعد 7 تشرين الأوّل من العام 2023، أنّ الحرب ليست الحلّ في نزع أسلحة "الحزب" وحركة "حماس"، وها هي تل أبيب تُشير في عدّة تقارير، إلى أنّ "المقاومة" في لبنان لا تزال قادرة على إدخال الصواريخ وتخزينها ونقلها إلى الجبهات، بينما أعلنت أيضاً على الرغم من وقف إطلاق النار في فلسطين، أنّها استهدفت مخزناً يحتوي على عتاد عسكريّ في غزة.
وبينما يبقى ملف "حزب الله" شائكاً ويصعب حلّه، فإنّ الضغوطات التي تُمارس على لبنان لن تدفع "الحزب" إلى الرضوخ للإملاءات الأميركيّة، ولا للضغوطات والغارات الإسرائيليّة، وتُشير مصادر لـ"لبنان 24" في هذا السياق، إلى أنّ الدبلوماسيّة الأميركيّة – الإيرانيّة هي أفضل طريقة لإعادة الإستقرار إلى الشرق الأوسط، ومنع إنجرار المنطقة إلى جولة حربٍ جديدة".
وتُضيف المصادر أنّ "ما تُريده إيران من ترامب معروف، وهو الإعتراف بحقّها في امتلاك طاقة نوويّة لاستخدامها لأغراض سلميّة، بينما لا تثق الإدارتان الأميركيّة والإسرائيليّة بنيّة طهران، لذلك، لا تزال الأخيرة تتمسّك بسلاح "حزب الله" للدفاع عن مصالحها، لكنّها لا تُعارض بتاتاً التفاوض والتنازل عن حليفها الشيعيّ في لبنان، إنّ حصلت على مكاسب من أيّ إتّفاق نوويّ في المستقبل".
وتُشدّد المصادر على أنّ "قرار تسليم السلاح في لبنان لا يتّخذه "حزب الله"، لأنّه خارجيّ وليس داخليّاً، لذا، تُضيع الولايات المتّحدة وقتها عبر إرسال مبعوثيها إلى بيروت، بينما يكمن الحلّ في إجراء مُباحثات مع إيران، التي لديها سلطة على "الحزب" في حثّه على التجاوب مع الحكومة اللبنانيّة أو لا، بشأن ترسانته العسكريّة".
أمّا مصادر سياسيّة مُطّلعة على ملف سلاح "حزب الله"، فتعتبر أنّ "إضعاف إيران عبر توجيه ضربات كبيرة إليها، كما جرى في حرب الـ12 يوماً في حزيران الماضي، يُضعف كافة الفصائل المُواليّة لطهران في لبنان وفلسطين والعراق واليمن، ويدفعها إلى الرضوخ للشروط الأميركيّة والإسرائيليّة الداعية إلى تسليم سلاحها، واللحاق بقطار التطبيع".
كارل قربان - "لبنان 24"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن| شاركنا رأيك في التعليقات | |||
| تابعونا على وسائل التواصل | |||
| Youtube | Google News | ||
|---|---|---|---|