المجتمع

رصاصة تودي بحياة "أبو طارق"... الفلتان الأمني يتمدّد شمالًا!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

طرابلس تنزف مجددًا. شاب يُقتل برصاصٍ طائش في القبة، في مشهدٍ يكرّس الفوضى الأمنية التي تخنق المدينة يومًا بعد يوم. فصباح اليوم الجمعة، فارق الشاب محمود المحمد الملقّب بـ"أبو طارق" الحياة متأثّرًا بجراحه، بعد إصابته ليل أمس قرب ملعب الإخوة برصاصٍ مجهولين فرّوا إلى جهةٍ مجهولة.

ونُقل المحمد، إلى مستشفى طرابلس الحكومي بحالة حرجة، إلا أنّ محاولات إنقاذه باءت بالفشل، ليفارق الحياة صباح اليوم، مضيفًا اسمه إلى لائحةٍ طويلة من ضحايا الفوضى الأمنية التي تشهدها المدينة.

طرابلس… بين الفقر والسلاح

منذ سنوات، تتوالى مشاهد إطلاق النار في أحياء طرابلس، من القبة والتبانة إلى الميناء وأبي سمراء. مشاهد باتت شبه يومية: إشكالات فردية تتطوّر سريعًا إلى تبادلٍ لإطلاق النار، جرائم ثأرية، عمليات سلبٍ مسلّح، ورصاصٌ عشوائي يحصد أحيانًا أرواح الأبرياء.

ورغم الإجراءات التي تتخذها القوى الأمنية — من انتشارٍ دوري ودورياتٍ ليلية وتوقيفاتٍ متكرّرة — إلا أن حجم الفوضى يوحي بأن السلاح المتفلّت ما زال أقوى من القانون، وأن الشعور باللاعدالة يتفاقم في بيئةٍ تعاني أصلًا من الفقر والبطالة والحرمان.

ظاهرة آخذة بالاتساع

ولا تقتصر هذه الظاهرة على الشمال وحده، إذ تُسجَّل يوميًا حوادث مشابهة في مناطق لبنانية عدّة، من البقاع إلى الضاحية فطرابلس.

غير أن خطورة الوضع في العاصمة الثانية تكمن في تكرار الجرائم وتحوّلها إلى مشهدٍ اعتيادي، وسط تراجع الثقة الشعبية بالدولة، وغياب الردع القضائي السريع، وتداخل النفوذ بين العائلات والمجموعات المسلّحة.

القوى الأمنية تعمل… ولكن

تؤكد مصادر بلدية طرابلس أن وحدات الجيش وقوى الأمن الداخلي، إلى جانب شرطة البلدية، تبذل كل ما بوسعها لضبط الأمن، من خلال عمليات مداهمة وتوقيفٍ متواصلة للمطلوبين.

لكنّ الواقع الميداني يُظهر أن الجهود ما زالت غير كافية، طالما أن بعض الأحياء تبقى خارج السيطرة الفعلية، وأن القانون لا يُطبَّق على الجميع بالتساوي.

أمن طرابلس مسؤولية وطنية

ما يجري في طرابلس لم يعد مجرّد إشكالاتٍ فردية، بل مؤشّر خطر لانهيار منظومة الأمن الاجتماعي في مدينة تُعدّ رمزًا للعيش المشترك. فاستمرار الفوضى يهدّد حياة المدنيين، ويضع القوى الأمنية أمام تحدٍّ دائم بين الإمكانات المحدودة والمطلوب الكبير.

وحتى لا تتكرّر مأساة محمود المحمد ورفاقه، لا بدّ من خطة وطنية حازمة تتكامل فيها الأدوار بين الدولة والمجتمع، وتعيد الأمن إلى مدينةٍ لم تعرف يومًا طعم الاستقرار الحقيقي.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا