الملاريا تعود إلى لبنان... هل من داعٍ للهلع؟

في وقتٍ يزداد فيه القلق الصحي عالميًا نتيجة التغيّرات المناخية، يطفو على السطح في لبنان تحذير جديد من وزارة الصحة العامة بعد تسجيل حالات محدودة من الملاريا، ما استدعى دعوة رسمية إلى رفع مستوى اليقظة في المستشفيات والمراكز الصحية، تفاديًا لأي أخطاء تشخيصية قد تفتح الباب أمام انتشار المرض.

في هذا الإطار، يوضح رئيس لجنة الصحة النيابية السابق، الدكتور عاصم عراجي، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أنه "بحسب ما ورد من وزارة الصحة، لا يوجد خطر فعلي من الملاريا في لبنان، لأن هذا المرض غير متوطن في البلاد، بل ينتشر عادةً في القارة الإفريقية، والتقرير الصادر عن الوزارة يشير إلى أن عدد الإصابات محدود جدًا، وهو أمر مستغرب بعض الشيء، خصوصًا أن أحد المصابين لم يكن قد سافر إلى الخارج أو إلى إفريقيا".

ويضيف: "تشير بعض الأبحاث إلى أن أنواعًا معينة من البعوض قد تنتقل أحيانًا إلى مناطق جديدة نتيجة التغيرات المناخية، لكن الوضع في لبنان لا يدعو للقلق، لأن البعوض الذي ينقل الملاريا لا يمكنه الاستيطان في مناخنا، إذ يحتاج إلى بيئة مختلفة عن تلك السائدة هنا".

ويطمئن عراجي إلى أنه "لا داعي للخوف، فالحالات محدودة جدًا، ومن الإيجابي أن وزارة الصحة بادرت إلى الإعلان عنها لتوعية الناس ورفع مستوى الحذر"، مشيرًا إلى أن "الملاريا لا تنتقل من شخص إلى آخر عبر اللمس أو المخالطة المباشرة، بل من خلال لدغة بعوضة مصابة".

كما ينصح بأن "كل من يشعر بعوارض مثل ارتفاع الحرارة، القشعريرة، أوجاع العضلات، أو التعب العام، أن يراجع الطبيب ويُجري فحص الملاريا كإجراء احترازي، خصوصًا في ظل ارتفاع درجات الحرارة وازدياد نشاط الحشرات في بعض المناطق".