اقتراحٌ لتأجيل الانتخابات... فما رأي الكتل؟

خرج النائب غسان سكاف باقتراح، على هامش جلسة مجلس النواب، يقوم على تأجيل الانتخابات النيابية من أيار إلى 15 تموز من أجل السماح للمغتربين بالانتخاب أثناء وجودهم في لبنان لتقضية عطلة الصيف، مشيرا إلى ان هذا الاقتراح يأتي ضمن تسوية سياسية تُطبخ خلف الكواليس. فما رأي الكتل النيابية المختلفة بهذا الاقتراح؟

ترفض "القوات اللبنانية" تأجيل الانتخابات ولو ليوم واحد، كلام يكرره دائما نواب ومسؤولو الحزب، وقد قاله أخيرا نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان، تعليقا على الاقتراح الذي ادلى به سكاف، مؤكدا ان "القوات" لا تسير بأي تسويات خارج الدستور والقانون، داعيا رئيس الحكومة نواف سلام إلى إدراج مشروع القانون الذي تقدّم به وزير الخارجية يوسف رجّي في ما يخص اقتراع المغتربين للـ128 نائبا على جدول أعمال اول جلسة لمجلس الوزراء.

الموقف نفسه يتشاركه معهم "الكتائب" بحسب ما قاله النائب الياس حنكش على هامش الجلسة، فقد اعتبر أن ما وصله البلد إنما سببه عدم احترام المهل الدستورية، رافضا تأجيل الانتخابات، ومؤكدا أنه "سنضغط كي يقترع المغتربون للنواب الـ128".

أما على ضفة "التيار الوطني الحر" فالوضع مختلف، إذ ان مبادرة النائب جبران باسيل التي اطلقها قبل أسبوع تُعتبر منطلقا أساسيا للكلام والفعل. ويوضح عضو تكتل "لبنان القوي" سليم عون في حديث لموقع mtv أن المقترح هذا يضمّ صيغة مزدوجة تسمح للمغتربين بالاختيار بين التصويت لمرشّحين في دوائرهم الأصلية او انتخاب ممثّلين مباشرين عنهم في دائرة خاصة خارج لبنان أي تلك المعروفة بالدائرة 16.
ويسأل: لماذا نبحث باقتراحات أخرى طالما لدينا طرحٌ افضل يتيح للمنتشرين الانتخاب بالطريقة التي تناسبهم؟ ولمَ علينا البحث في اقتراحات يتقدّم فيها الآخرون فيما لم يتلقف احد الاقتراح الذي تقدّمنا به قبلهم؟، مذكرا بالكلام الاخير الذي صدر عن المبعوث الاميركي توم برّاك حينما حذر من أن أي حدث أو حرب كبرى قد تؤدي إلى تأجيل الانتخابات، مضيفا: "وبالتالي علينا السعي لإتمام الاستحقاق في موعده، لتلافي أي سيناريو مماثل".

من جهة أخرى، رأى عضو تكتل "اللقاء الديمقراطي" النائب بلال عبدالله في حديث لموقعنا ان الهدف من الاقتراح الذي تقدّم به سكاف هو إيجاد حلّ للمغتربين الذين إذا تعذر تعديل القانون، يمكنهم الاستفادة من وجودهم في لبنان خلال فترة الصيف والتصويت لمن يريدون من المرشحين. وإذ أكد أنهم يفضلون أن يصار إلى فتح القنصليات والسفارات في الخارج ويقترع المغتربون وقف الأصول ومثلما حصل في انتخابات 2022، أضاف: "في حال حصلت تسوية ما تسهّل العملية على المغتربين، خصوصا أنه ليس بمقدور الجميع القدوم إلى لبنان للاقتراع، فإنهم جاهزون للبحث بها، مع الإشارة إلى أن هذا الاقتراح أيضا بحاجة إلى تعديل للقانون.

في مستنقع التجاذبات والخلافات السياسية، كما الحسابات الانتخابية، يغرق حقّ المغتربين بانتخاب ممثليهم في البرلمان... وفيما أبواب المجلس النيابي مقفلة منعا للسير بأسلوب التعنت نفسه الذي يحجب حق المغتربين بالتصويت للـ128، يبقى التعويل على عملية إنقاذ تأتي من خلف أبواب السراي... فقط إن تجرّأ سلام وفعلها!

سينتيا سركيس -mtv