عربي ودولي

هذه رؤية إسرائيل لسوريا.. تفاصيل مثيرة!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

نشرَ موقع "الجزيرة نت" مقالاً جديداً سأل فيه عمّا إذا كانت إسرائيل ستنقل الحرب من غزة إلى سوريا، وقال: "مع نهاية الحرب على غزة، يتطلع العالم إلى بزوغ فجر جديد في المنطقة يقوم على السلام والاستقرار، وهذا ما عبر عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب صراحة في خطابه في شرم الشيخ، وعبّر عنه زعماء المنطقة والعالم عبر حضورهم التوقيع على اتفاق إنهاء الحرب".

في الوقت نفسه، وجد المقال إن "المرحلة الماضية أثبتت مركزية سوريا في التفكير الإستراتيجي الإسرائيلي لأسباب عديدة، أولها أن سوريا تشكل قرب مشروع إسرائيل الجيوسياسي القائم على أساس تغيير الشرق الأوسط، فالتغيير الذي تقصده إسرائيل، من خلال تصريحات مسؤوليها، يقوم على أساس تفكيك دول المنطقة وخلق كيانات صغيرة على أسس عرقية وطائفية".

وأضاف: "تعتبر سوريا حالة مثالية لتطبيق الرؤية الإسرائيلية، نظراً لترابطها الاجتماعي والجغرافي مع العراق وتركيا، وتشبهها إيران إلى حد بعيد في الفسيفساء العرقية والطائفية، وبالتالي فإن ديناميكيات التغيير في سوريا ستنتقل تداعياتها إلى باقي دول المنطقة المذكورة، التي تشكل ركائز أساسية في الشرق الأوسط".

التقرير قال إن ما يجعل إسرائيل تركز على سوريا هو أنه في الأخيرة، تجتمع مشاريع إسرائيل العملانية دون سواها من دول المنطقة، مثل ممر داود، والممر الإنساني لمحافظة السويداء، والمنطقة العازلة في الجنوب، وأضاف: "هذه المشاريع، إما أن إسرائيل بدأت بتنفيذها على أرض الواقع مثل مشروع المنطقة العازلة في جنوب سوريا، وخصصت موارد عسكرية لتحقيقها، أو أنها ما زالت في طور التصميم النظري، وتنتظر إسرائيل الفرصة لتحقيقها على أرض الواقع، مثل "ممر داود" و" إسرائيل الكبرى". 

ورأى أيضا أن "رخاوة الساحة السورية وهشاشتها تشكل محفزاً للتدخل، إذ لا تزال سوريا مرشحة لاحتمالات كثيرة، على الأقل في تقدير المؤسسة الإسرائيلية، ولم تغادر ذهنية قادة إسرائيل فكرة أن سوريا تشكّل مختبراً لموازين القوى في المنطقة، وأرضاً صالحة لبناء المعادلات الجديدة، إذ ما زالت تحت سيطرة أربعة جيوش تتنافس جميعها على أن يكون لها دور في الترتيبات القادمة على مستوى المنطقة، ولا تزال الأوضاع في سوريا تنطوي على قابلية للتفجّر جراء التصدع الحاصل بين مكوناتها، وحالة الاستعصاء السياسي المقيمة بين الفاعلين المحليين".

أيضاً، قال التقرير إن ذريعة الفراغ قائمة وتستغلها تل أبيب، وأضاف: "لقد صنعت إسرائيل الفراغ في جنوب سوريا، عبر منعها سلطات دمشق من إعادة تمركزها لضبط وإدارة المنطقة، وتستخدم إسرائيل ذريعة الفراغ الأمني لبقائها، وتطوير عملياتها باتجاه تنفيذ مشاريعها في اللحظة المناسبة".

وأكمل: "لقد صمّمت إسرائيل وضعاً استثنائياً في سوريا يقوم على خيارين لا ثالث لهما، إما الحرب أو الاستسلام المهين إلى أبعد درجة، بما يتضمنه ليس من تنازل على الجولان فحسب، بل ومناطق واسعة من الجنوب السوري، اعتمادا على قاعدتين: قدرة إسرائيل وضعف سوريا، وأن إسرائيل هي التي هندست الوضع الحالي عبر إسقاطها نظام الأسد وتدمير أذرع إيران في سوريا، يُضاف لذلك ادعاؤها أن قبضة السلطة الحالية على الأوضاع الأمنية هشّة إلى حد بعيد ما يجعل من إمكانية عودة النفوذ الإيراني إلى جنوب سوريا أمرا محتملا بدرجة كبيرة، ومن ثم فإن إسرائيل ليست على استعداد للجلوس وانتظار تشكّل المخاطر في جنوب سوريا".

وقال: "شكّلت تلك الذرائع أثقالا كبلت الموقف التفاوضي الإسرائيلي وأفقدته المرونة اللازمة للتوصل إلى اتفاق أمني مع سوريا، طالما تم التبشير به في الآونة الأخيرة، وقد كان اختراع مسألة فتح معبر للسويداء مخرجا لإسرائيل للهرب من توقيع الاتفاق مع دمشق. لقد بدا هذا الأمر ملحوظا من خلال تصريحات ضباط الموساد السابقين وبعض جنرالات الجيش المتقاعدين، الذين يستطيعون قول أشياء لا يستطيع من ما زالوا في الخدمة قولها؛ لأنها ستصبح تصريحات رسمية تعبر عن موقف الحكومة".

وذكر أن "جميع هؤلاء أكدوا أن ليس لإسرائيل مصلحة في التوصل لاتفاق أمني مع سوريا في هذه المرحلة؛ لأنه سيكبل يديها في الحركة، كما أنه سيدفعها إلى تقديم تعهدات بالانسحاب من الشريط الحدودي دون الحصول على مكاسب موازية، ومن نفس وزن سيطرتها على قطاع واسع من جنوب سوريا، ووضعها العاصمة دمشق تحت تهديد النيران الإسرائيلية، والسيطرة على خزان مائي كبير في القنيطرة، ودرعا، مقابل ندرة المخاطر ضد إسرائيل، في ظل سحب الأسلحة وتفكيك الأطر الفصائلية، وبالتالي فليست هناك أي ضرورة عملياتية للتنازل عن مكاسب جيوسياسية ثمينة".

المقال يقول إنّ أي نظام في دمشق، ومهما كانت توجهاته، سيجد نفسه مضطراً لخيارات قاسية إن لم يتمكن عبر التفاوض والوساطة من الخروج من هذا الوضع، حيث يزداد إطباق إسرائيل على العاصمة، عبر قضم الريف المحيط بها، ما يضعف بشكل كبير مرونة القيادة السورية ويطيح ببراغماتيتها على الأرض، لتصبح الحرب حينها الخيار الوحيد والإجباري إذا استمرت إسرائيل على هذا المسار. 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا