الصحافة

الشرق الأوسط يُعاد تشكيله... ولبنان أمام اختبار موقعه ودوره

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

يردد مسؤولون وسياسيون، في لبنان، أنه آخر دولة عربية توقع "معاهدة سلام" مع العدو الاسرائيلي، وكلامهم هذا بدأ التداول به بعد اسقاط "اتفاق 17 أيار" الذي وُقّع بين لبنان والكيان الصهيوني في 1983، واثناء الاحتلال الاسرائيلي له، والذي نشأت بوجهه مقاومة اجبرته على الانسحاب من الأراضي اللبنانية تدريجياً، الى أن حصل التحرير في 25 أيار 2000، وتقدمت نظرية "قوة الردع" على مقولة "قوة لبنان في ضعفه" التي كانت سائدة، وروج لها رئيس حزب الكتائب ومؤسسه بيار الجميل في ستينات القرن الماضي، والى جانبها بان لبنان يمنع الاعتداءات الاسرائيلية عليه بالديبلوماسية و "البوليس الدولي"، كما كان يعلن عميد حزب "الكتلة الوطنية" الراحل ريمون اده.

وبعد التطورات العسكرية التي أعقبت عملية "طوفان الأقصى" قبل اكثر من عامين، واشتراك حزب الله في اسناد غزة ضد الحرب الاسرائيلية عليها، كرد على عملية حركة "حماس" داخل مستوطنات غلاف غزة، وما انتهت اليه العملية والاسناد، فان لبنان امام مرحلة مصيرية تتعلق برسم مسار جديد للصراع العربي – الاسرائيلي الذي وقعته انظمة عربية للالتحاق "باتفاقات ابراهاما"، وعلى لبنان ان يقرر موقفه وموقعه من مسألة التفاوض مع العدو الاسرائيلي، وهو مطروح عليه منذ أشهر، عندما أبلغت الموفدة الرئاسية الاميركية مورغان أورتاغوس المسؤولين اللبنانيين ان ينتقلوا من البحث في وقف الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على لبنان، منذ اتفاق وقف اطلاق النار، الىي تشكيل لجان تفاوض بين لبنان واسرائيل، لانجاز اتفاق بينهما، يدخل في اطار ما يحصل في المنطقة، وان سوريا مع النظام الجديد فيها وافقت على ان تسير في طريق السلام.

وأعلن رئيس الجمهورية جوزاف عون، ان لبنان مستعد للتفاوض غير المباشر مع اسرائيل، وليس من مصلحته ان يكون خارج ما هو مطروح للمنطقة، التي تتغير نحو "شرق أوسط جديد" يسود فيه الاستقرار والسلام والازدهار، ويخرج من الحروب التي يعمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على وقفها في كل العالم، وهو أعد خطة أوقفت الحرب على غزة، واحتفل بها في شرم الشيخ، في حضور الدول التي ساعدته على وقف الحرب وهي مصر وتركيا وقطر، ووقعت على الاتفاق معه، فطلب من لبنان أن يدخل في السلام، وتوجه الى رئيسه جوزاف عون وطالبه بنزع سلاح حزب الله، من على منبر الكنيست الاسرائيلي.

فموافقة لبنان على المفاوضات غير المباشرة، لم تلق الرضا الأميركي، لأن واشنطن تريد منه التفاوض الذي سبق وسلكه عبر موفدين أميركيين من زمن فيليب حبيب الى موريس درايبر وديفيد هيل وآموس هوكستاين ومورغان أورتاغوس وصولاً الى توم براك، الذي وفي آخر زيارة له الى لبنان، دعاه للتفاوض تحت النار ونزع سلاح حزب الله، وان العدو الاسرائيلي لن ينسحب من النقاط المحتلة، ولن يوقف اعتداءاته الا بعد تجريد حزب الله من سلاحه، وهذه شروط أميركا للبنان للتفاوض.

ووقع لبنان الرسمي بارتباك في ما تطلبه منه أميركا وهو شرط اسرائيلي، لأن حزب الله هُزم عسكرياً، ولا بد من نزع سلاحه في كل لبنان، فلا مفاوضات مع لبنان، مع وجود السلاح، والذي ستستمر الاعتداءات الاسرائيلية عليه ولم تساعد أميركا على وقفها، وفق مصدر سياسي في خط المقاومة، والذي يرى أن ما هو مطروح أميركياً واسرائيلياً على لبنان، هو "صك استسلام" لا "اتفاق سلام"، وان المهزوم في الحرب يدفع الثمن، وهو ما أبلغته الادارة الأميركية الى المسؤولين اللبنانيين، بأن المفاوضات لن تكون وفق "اتفاقية الهدنة" الموقعة بين اسرائيل ولبنان عام 1949، ولن تكون شبيهة لمفاوضات اتفاق 17 ايار، ولا لترسيم الحدود البحرية، ولن تكون وفق القرار 1701، بل ستكون للتطبيع مع لبنان، الذي يعرف العدو الاسرائيلي بأنه مع اللبناني صعب التحقيق.

فسقف المفاوضات الذي وقف تحته الرئيس عون، هو ما يمكنه ان يحمي لبنان داخلياً، والذي يعاني انقسامات حول الحرب والسلم مع اسرائيل، منذ نشوئها.

كمال ذبيان -الديار

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا