عربي ودولي

بالعمليات العسكرية لا بالانتفاضات الشعبية... هكذا بدأت حقبة شرق أوسطية جديدة...

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

رغم الثورات والانتفاضات الشعبية التي شهدها لبنان والعراق وإيران وغيرها من دول الشرق الأوسط خلال السنوات والمراحل الماضية، تحت عناوين معيشية أو أخرى مرتبطة بالحريات، ورغم الحصار المالي والاقتصادي، وسياسة العقوبات القصوى، إلا أن المرحلة الجديدة، والسياسات الجديدة، والاستراتيجيات الجديدة لمستقبل المنطقة لم تُرسَم وتُكتَب إلا بعد حرب.

الحرب

فيوم 7 أكتوبر 2023 شكّل نقلة جذرية في تاريخ المنطقة، بالعمليات العسكرية، وليس بانتفاضات ضد ظلم حكم، أو من أجل المطالبة بالطعام والشراب والحاجات المعيشية والحياتية، وهو ما يدلّ في مكان ما على استحالة إحداث أي تغيير ملموس أو تامّ إلا بالوسائل العسكرية.

12 يوماً...

شرح العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر أن "هذه المسألة تقع ضمن نطاق علم مُعقَّد جداً مرتبط بنظريات الحرب. فنظرية الحرب تقول إن أي حرب هي متابعة للسياسة ولكن بوسائل أخرى. وبالتالي، إن لم يَكُن هناك أي هدف سياسي واضح وحيوي للحرب، فإنها تكون عبثية، ومن دون نتيجة".

وذكّر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" بـ "آخر تجربة شهدناها على صعيد حرب الـ 12 يوماً ضد إيران، التي بدأها الإسرائيلي واستكملها الأميركي من خلال عمل مؤثر جداً، أثبت لإيران أولاً أن كل صواريخها ومسيّراتها واستراتيجيتها المبنيّة على المواجهة مع إسرائيل غير صالحة لتحقيق أي أثر عميق في الحرب، ودمّر كل الأهداف الرئيسية والمنشآت النووية الأساسية، بما فيها منشأة فوردو الموجودة تحت عمق يتراوح ما بين 60 و80 متراً في داخل جبل. فهذه الحرب أدّت الى اقتناع إيران بأن الحرب التي تشنّها على إسرائيل بقواها الذاتية وبواسطة أذرعها العسكرية لم تَكُن مُجدِيَة، ولم تحقق لها أي هدف تريده".

العقوبات؟

وأشار عبد القادر الى أن "الصراع الذي لا يأخذ دائماً أشكال العنف بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، يمكنه أن يستمر للعقود القادمة. وما يسمح بإطالة مدّته هو عدم وضوح الرؤية حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تريد إسقاط النظام الإيراني بالفعل، أو إخضاعه لمشيئتها فقط، حتى يتخلّى عن السياسة التي تقول إن أميركا هي الشيطان الأكبر، والتي تنادي بالعداء لإسرائيل".

وأضاف:"العقوبات مؤثرة جداً أيضاً، والشعب الإيراني يرزح تحتها وهو مُتعَب منها، ولكن سلطة السيطرة التي يملكها النظام الإيراني من خلال "الحرس الثوري" و"الباسيج" تمنع اندلاع ثورة داخل إيران تهدد بإسقاط النظام. وبالتالي، لم يحقّق العمل العسكري الذي استمرّ مدّة 12 يوماً نتائج سياسية واضحة يملكها الجانب الأقوى في الصراع، أي أميركا وإسرائيل، ولكن العقوبات الاقتصادية هي نوع من الحروب التي تترك نتائج مؤثرة جداً على المجتمع المُستهدف، رغم أنها تستغرق الكثير من الوقت. وهذا ما حصل في إيران، أو حتى في دول أخرى مثل كوريا الشمالية وغيرها. هذا مع العلم أن مشكلة العقوبات الاقتصادية تكمن أيضاً بأنه إذا كانت الأنظمة تمتلك قدرات أمنية لقمع مجتمعها، فيمكنها عندئذ أن تستمر لعقود من الزمن".

وختم:"شعوب العالم الثالث لا تمتلك الثقافة التي تجعلها حسّاسة بالفعل، ومُدرِكَة لأهمية وطُرُق ووسائل الحفاظ على استقرارها وازدهارها. وهنا نتذكر حروب الإسناد التي فتحتها الميليشيات في لبنان واليمن مثلاً، وهي حروب نابِعَة من مصالح ضيّقة لا تُحسِن حسابات الربح والخسارة في أي معركة، فتدخل حروباً معروفة النتائج سلفاً، وتترك شعبها يتحمّل النتائج".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا