محليات

7 أيار على صخرة الروشة لإسقاط هيبة الدولة... خسارة مزدوجة للحزب!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

هل نجح حزب الله في خلق شرخ بين موقعي رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة من خلال "مسرحية" صخرة الروشة؟ في القراءة الأولية يمكن القول أن نية حزب الله إضاءة صخرة الروشة بصورتي حسن نصر الله وهاشم صفي الدين لم تكن مجرّد مبادرة رمزية، إنما تحويلها سريعاً إلى ساحة اختبار لمدى قدرة الدولة على فرض هيبتها في مواجهة نفوذ حزب الله.

سريعاً أصدر رئيس الحكومة نواف سلام أصدر تعميماً واضحاً يلزم الالتزام بالقوانين التي تنظّم استعمال الأملاك العامة والمعالم الوطنية. وفي يوم الذكرى فعلها حزب الله وضرب عرض الحائط بقرار الحكومة وأضاء الصخرة واستعمل الحشد الشعبي كدرع في معركة 7 أيار السياسية. فهل نجح الحزب في زرع الخلاف بين رئيسي الحكومة والجمهورية؟ بالمعنى المباشر فشل. لكن الأكيد أنّه نجح في كشف حدود الموقف الرسمي: حكومة تُلوّح بالنصوص، ورئاسة تختبئ خلف الصمت، فيما الحزب يختبر الميدان ويثبت حضوره.

رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط يقول"إن سيطرة حزب الله على العديد من شوارع بيروت من خلال عناصره ودراجاته النارية وكسره لقرار الحكومة ورئيسها والإنقلاب على التسوية مع محافظ بيروت وهيمنته على صخرة الروشة ومحيطها بالقوة ونشره الصور التي أرادها ورفع جمهوره للأعلام الإيرانية هو محاولة لإثبات وإبلاغ الداخل والخارج بأن دويلة حزب الله ما زالت تسيطر على لبنان فعلاً وقولاً وعلى مرأى ومسمع من كل القوى الأمنية والعسكرية والسياسية".

ويتابع " ليعلم حزب الله وداعميه في الداخل والخارج أن الرئيس نواف سلام بموقعه على رئاسة الحكومة يجسّد نبض الشارع اللبناني بمسلميه ومسيحييه وهو امتداد طبيعي لنبض الشارع العربي على مساحة البلاد العربية. ولذلك فإن رئيس الحكومة يعمل على تثبيت مؤسسات الدولة وهو الناطق الرسمي بإسم الحكومة كما ينص على ذلك الدستور.

وعليه فإن التهجم على رئاسة الحكومة، والحملة الشعواء التي يشنها البعض، إنما هو تهجم على مشروع الدولة ونهوضها ومؤسساتها، على رغم الترهّل الذي أصاب بعض المؤسسات وعدم القدرة على تنفيذ القرار السياسي للسلطة التنفيذية، سواء كان ذلك على تنفيذ قرارات الحكومة بحصرية السلاح، أو بتنفيذ مضمون البيان الوزاري والقسم الرئاسي الذي أدلى به رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون".

ما حصل أمام صخرة الروشة أظهر تفككاً مؤسفا ومعيبا. فهل كان الهدف إسقاط مفهوم هيبة الدولة؟

يجزم القاضي عريمط أن " ماحصل لم يكن إسقاطاً للتفاهم بين رئيسي الجمهورية والحكومة، إنما هو إسقاط لمفهوم هيبة الدولة وموقعها. ومن الخطأ أن نقع مجددا في الجريمة التي ارتكبت بحق لبنان في العهد السابق للرئيس ميشال عون عندما تحول مجلس الوزراء إلى مجالس للوزراء، بحيث كان هناك مجلس وزراء للرئيس ميشال عون وآخر خاص بالرئيس سعد الحريري ومجلس وزراء خاص بالرئيس نبيه بري ، وقد أدى ذلك إلى تفكك الدولة وهيمنة حزب الله على قرارات المجالس المتعددة في مجلس الوزراء. وهذه الخطيئة الكبرى التي أدت الى انتصار الدويلة على مفهوم الدولة، نأمل أن لا يقع فيها كل من رئيسي الجمهورية والوزراء. فمن المعيب في هذا العهد الجديد أن يكون هناك وزراء محسوبين على رئيس الجمهورية وآخرون على رئيس مجلس الوزراء، أو أن يكون هناك أمنيون محسوبين على رئيس الجمهورية وآخرون على رئيس الحكومة. هذا هو مقتل لبنان ؛ والمفترض ان تكون الحكومة ورئيسها ورئيس الجمهورية موجودون جميعا لخدمة لبنان ومحسوبين على شعبه لإفشال مخطط الحزب في زرع الخلاف خصوصا أنه ينمو في مثل هذه الأجواء بهدف الهيمنة على قرار الدولة تحت عنوان نحن نستهدف رئيس الحكومة ولا نستهدف رئيس الجمهورية، أو أننا أحياناً نستهدف رئيس الجمهورية ونتهمه بالخيانة ولا نستهدف رئيس الحكومة، أو أن رئيس الحكومة في مرتبة الخيانة كما يدّعون. رئيسا الجمهورية والحكومة قمة في الوطنية وقرارهم الواحد ينقذ لبنان وشعبه في ما التفرقة بينهما تنهي لبنان الحكم والحكومة والمؤسسات".

في قراءته للغاية من وراء رفع صورتي الحريري الأب الشهيد والإبن يقول القاضي عريمط" يعلم القاصي والداني من الذي استهدف واغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن هم الذين كانوا مشاركين في التخطيط والمتابعة والمراقبة والتنفيذ في جريمة العصر. والقاصي والداني يعلم من الذي أعاق تشكيل حكومات الرئيس سعد الحريري بهدف تأليفها بشروط الرئيس ميشال عون وجبران باسيل وحليفهما الأكبر حزب الله . فلا يزايدن أحد على موقف الرئيس رفيق الحريري وسعد الحريري من مشروع حزب الله وارتباطه مع المشروع الإيراني. رسالة رفع صورتي الحريري الاب والابن مرفوضة شكلا ومضمونا لأن الرئيس نواف سلام يتكامل تماماً مع شعار الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري ب "لبنان أولا"، في ما شعارحزب الله "إيران أولا" . فكيف يمكن أن يكون هناك تلاقٍ بالأهداف الوطنية ؟".

"نحن على ثقة بأن حكمة رئيس الجمهورية وشجاعة وحكمة الرئيس نواف سلام لن يسمحا لأحد أن يزرع التباين والخلل في علاقتهما وحرصهما على إنقاذ لبنان وإخراجه من ما فيه. وإذا صح أن الحزب نجح فذلك بتكراره لمشهدية الخزي والعار التي ارتكبها في 7 أيار في بيروت لكن بمفهومه السياسي؛ بدل العسكري".

ويختم القاضي عريمط" أمام هذا العجز الفاضح في تنفيذ قرارات الحكومة والذي ظهر جلياً أمام الرأي العام اللبناني والعربي والدولي كيف يمكن للأشقاء والأصدقاء أن يصدقوا أن لبنان بدأ يحكم نفسه بنفسه؟ وكيف يمكن إقناع المجتمع العربي والدولي ورجال الأعمال المستثمرين بأننا جادون في بناء دولة القانون والأمن والاستقرار وإنهاء عصر المربعات الأمنية والدويلات الطائفية وسلاحها وارتباطها بالمشاريع الخارجية؟"

جوانا فرحات - المركزية 

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا