الاعترافات تتسارع.. هل يفتح العالم الطريق لقيام دولة فلسطين؟
حزب الله يمنع التصويت الخارجي.. مخاوف استخباراتية تهز شبكاته
أكدت مصادر لبنانية أن مليشيا حزب الله سيعمل بكل قوة على منع تعديل قانون الانتخابات، الذي يتيح مشاركة المغتربين في التصويت على جميع المقاعد الـ 128، تخوفا من كشف قيادات وممولين وعناصر تابعة للميليشيا اللبنانية في الخارج أمام أجهزة استخبارات غربية، خاصة خلال عمليات الحشد والتصويت، لا سيما في الولايات المتحدة والدول الأوروبية، في حال اعتماد هذا النمط من الاقتراع والعمل به.
وأوضحت المصادر في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن جمهور "الثنائي الشيعي" المغترب سيظهر بشكل واضح أمام صناديق الاقتراع في مقار البعثات الدبلوماسية اللبنانية بالخارج، لمواجهة الطرف الآخر انتخابيا خلال التصويت.
وأشارت المصادر إلى أنه على الرغم من أن الاستحقاق النيابي الماضي شهد تصويتا استثنائيا للمغتربين على جميع المقاعد الـ128، إلا أن الخطورة لم تكن بالحجم الحالي من ناحية كشف ممولين وعناصر الميليشيا في أوروبا والولايات المتحدة أمام أجهزة الاستخبارات الغربية، بخلاف الوضع الراهن، الذي يشهد توجها غربيا واضحا لقطع الذراع الإيرانية المتمثلة في "حزب الله".
ودللت المصادر على مخاوف حزب الله من تصويت المغتربين على كامل المقاعد، بإطلاق أصوات محسوبة عليه، ترحب بالتصويت العام للمغتربين ولكن من خلال الحضور إلى لبنان، وليس عبر الاقتراع في مقار البعثات الدبلوماسية اللبنانية بالخارج.
تعرية القيادات
وقال مصدر دبلوماسي لبناني إن حزب الله "يتخوف كثيرا من إقرار قانون يتيح تصويت المغتربين على جميع المقاعد الـ128 في مجلس النواب خلال الانتخابات المقبلة؛ لأن ذلك سيتسبب في تعرية وكشف قيادات وممولين وعناصر تابعة للميليشيا أمام أجهزة الاستخبارات الغربية، لا سيما في أوروبا والولايات المتحدة".
وأضاف المصدر، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن عدم وجود تخوف سابق في الانتخابات الماضية من تصويت المغتربين بشكل عام يعود إلى سببين رئيسين: أولا، لم يكن هناك قرار غربي جاد ومعلن بقطع الذراع الإيرانية المتمثلة في حزب الله، كما هو الحال الآن.
وتابع، "أما ثانيا، فإن الانتخابات السابقة في عام 2022 لم تشهد الحشد الكبير القائم حاليا من قبل أحزاب ما يُعرف بـ(خط السيادة)، الذي سيُقابَل بحالة من الاندفاع والظهور المكثف من قبل قيادات وممولين وأنصار الميليشيا في الخارج، لعدم ترك كفة التصويت تميل للجهة المقابلة؛ ما سيؤدي إلى ظهور عناصر بارزة في أوروبا والولايات المتحدة، ومن ثم كشفها أمام أجهزة أمنية واستخباراتية غربية".
كشف الفاعلين مع حزب الله
وأشار المصدر الدبلوماسي إلى أن أجهزة الأمن والاستخبارات في الدول الأوروبية والولايات المتحدة ستتمكن، من خلال وسائل غير مباشرة، من تحديد من قام بالتصويت لصالح "الثنائي الشيعي"؛ ما يتيح لها عبر التحريات والتتبع معرفة ما إذا كان هذا الشخص عنصرا فاعلا أو مجرد مؤيد لحزب الله، وفق قوله.
ووفق المصدر، فإن هذا يؤدي إلى تكوين قاعدة بيانات عن داعمي الميليشيا في تلك الدول، بالإضافة إلى وضع بعض الأفراد تحت المراقبة، وبالتالي كشف قيادات وممولين للميليشيا ليس فقط في بلدان الاغتراب التي يقيمون فيها، بل أيضا في بلدان أخرى من خلال تتبع الاتصالات والروابط بين هذه العناصر وأطراف مختلفة.
وفسر المصدر هذا الأمر بأن أحد أهم الملفات الأمنية التي تعمل عليها أجهزة الاستخبارات الغربية حاليًا، هو بناء قاعدة بيانات لعناصر وقيادات حزب الله في المهجر؛ الأمر الذي يكشف علاقات ومعاملات غير معلنة لأفراد مع جهات إيرانية، من بينها الحرس الثوري.
وأضاف أن "الخطوة تساعد في تجميع معلومات حول عمليات غسيل أموال وتهريب، وشركات تقف وراء تهريب النفط الإيراني للالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على طهران. وذلك في ظل غياب تفاصيل واضحة عن هذه الشبكات والعمليات التي ينشط فيها ممولون وعناصر محسوبون على حزب الله، أمام أجهزة الاستخبارات الغربية".
خطوة "تيار المستقبل"
من جانبه، أكد مصدر سياسي بارز في "تيار المستقبل"، أن حزب الله سيعمل على عدم الذهاب نحو تعديل قانون الانتخابات والسماح للمغتربين بالتصويت على المقاعد كافة، ليس فقط لأسباب تتعلق بخسارته عددا كبيرا من المقاعد في ظل ميل غالبية كتلة المغتربين ضد "الثنائي الشيعي" وخاصة حزب الله، بل أيضا بسبب تخوفه من كشف نشاطاته وشبكاته في الخارج.
وأوضح المصدر، في تصريحاته لـ"إرم نيوز"، أن الحزب يخشى من أن يؤدي تعديل القانون والسماح للجاليات اللبنانية بالخارج بالتصويت على المقاعد كافة إلى فضح خطط عمل ينفذها في الخارج، وكشف عدد كبير من عناصره الذين يقومون بأدوار غير قانونية، فضلا عن إزاحة الستار عن شركات وجمعيات ومؤسسات تعمل في الخفاء وتابعة له، خاصة تلك التي تسهم في تمويل حملاته الدعائية بين تجمعات الجاليات اللبنانية، خصوصا في دول أفريقيا وأمريكا الجنوبية.
وأفاد المصدر بأن حزب الله يرى في الانتخابات النيابية المقبلة احتمالا قائما بأن تتضمن مخططات من أجهزة أمنية في بعض البلدان، تهدف إلى كشف عناصر تقوم بأدوار مالية أو لوجستية في دول أفريقية ولاتينية، وتسليط الضوء على شبكات مرتبطة بعصابات غسل أموال وشركات متعددة الجنسيات تعمل في قطاع النفط في دول غرب أفريقيا.
وأشار إلى أن ذلك يعود "لأن هذه الانتخابات ستشهد تجمعات لعناصر محسوبة على الميليشيا، وقد يتم تنفيذ إجراءات تبدو بسيطة لكنها كفيلة بكشف بيانات مهمة"، وفق قوله.
وأشار المصدر إلى أن "مخاوف حزب الله من تصويت المغتربين على كامل المقاعد، ظهرت جليا من خلال إطلاق أصوات محسوبة عليه، ترحب بتصويت الجاليات اللبنانية على المقاعد كافة ولكن من خلال الحضور إلى لبنان، وليس من خلال الاقتراع في مقار البعثات الدبلوماسية اللبنانية في دول المهجر".
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|