"التيار": الحلم الذي جسَّده بشير لا يزال مترسخاً في الوجدان اللبناني
مفاوضات "وراء الستارة".. هل تذلل التعقيدات؟
على مسافة ساعات معدودة من اجتماع وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية وقبل 24 ساعة من القمة الطارئة في الدوحة، تزدحم الأسئلة والتساؤلات والشكوك حول ما بعد مشهد التضامن العربي مع الدوحة التي تعرضت لهجوم إسرائيلي استهدف قيادات حركة "حماس". وإذا كانت الصورة لا تخلو من بعض السوداوية رغم دلالات الموقف العربي الموحد، فإن التعقيدات كما التصعيد الإسرائيلي المتواصل، تحيط بكل مسارات المنطقة وملفاتها من المسار النووي الإيراني إلى العدوان الإسرائيلي على غزة وصولاً إلى الإعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي اللبنانية.
فالوقائع والمواقف وردود الفعل التي تلت الهجوم على الدوحة، انتهت إلى اعتباره اغتيالاً لمنطق التفاوض، والمقصود منه تجميد كل المسارات التفاوضية في المنطقة وليس فقط في غزة، حيث أن السرعة الإسرائيلية المعتمدة في قضم الأراضي في غزة وفي تهويد الضفة الغربية، تنعكس على المناخ العام في المنطقة وبشكلٍ خاص على لبنان، لتنتهي إلى وضع المبادرات الغربية، أكانت أميركية أم فرنسية، أمام حائطٍ مسدود، مع إدراك كل الأطراف المعنيّة سلفاً بأن المواقف الأميركية والفرنسية، لا تحمل أي صفة مُلزمة لردع إسرائيل أو لإجبارها على الإنسحاب من النقاط الحدودية.
حتى اليوم، كرّست الحكومة قرار حصرية السلاح وقرار الحرب والسلم بيدها، مع العلم أن كل القوى السياسية الداخلية ومن دون استثناء وعلى رأسها "حزب الله" وخصومه، كانوا يدركون مسبقاً بأنه لا يمكن تنفيذ هذا القرار في فترةٍ تقلّ عن العام، وبأن العملية تتطلب بعض الوقت من أجل القيام بمفاوضات شاملة وحافلة بالتعقيدات "وراء الستارة" في لبنان وخارجه، لتذليل العوائق الموضوعية الداخلية والإقليمية.
في الواقع، ورغم الصعوبات، لم تتنازل الحكومة عن قرارها ومشت في اتجاه التنفيذ، وهي على معرفة تامة بأنه لا يمكن اعتماد السرعة في جمع السلاح من أجل تجنّب الصدام الأهلي، لكنها نجحت في تكريس مشهد إلغاء منطق دولة "أمرٍ واقع" قائمة إلى جانب الدولة.
وحتى الآن، فإن ما تحقق هو إطلاق حوار تدريجي ل"طمأنة متبادلة" والدخول في مشروع الدولة، إنما الأكيد أن التصعيد الإسرائيلي في المنطقة، جعل الأمور تترنّح، وساهم في زيادة التعقيدات على كل المسارات وقضى على أي احتمالات بانفراجٍ وشيك، سواء على مستوى حرب غزة أو الملف النووي الايراني الذي دخل فترة الثلاثين يوماً قبل العقوبات الدولية.
لكن من تسنّى له الإطلاع على حيثيات المحادثات والإتصالات التي قام بها الموفدون الغربيون والعرب في بيروت على مدى الأسبوعين الماضيين، يجزم بأنه في حال توافرت نوايا جدية بتعزيز الإستقرار في جنوب لبنان وإحداث نقلة نوعية بالوضع الأمني فيه، فإنه على الدول التي تدّعي أنها صديقة للبنان، وهي قادرة، أن تعمل على إعادة إحياء وتفعيل اتفاق هدنة العام 1949 التي تشكل مصلحةً لبنانية، ولكن لا مصلحة لإسرائيل بالعودة إليها.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|