بو صعب ترأس جلسة للجان النيابية المشتركة وأكد أهمية تسريع وتيرة التشريع
عواقب هجوم الدوحة.. أي ثمن ستدفعه إسرائيل؟
منذ اللحظة الأولى للهجوم الإسرائيلي على الدوحة، بدا أن المنطقة تتجه نحو منعطف خطير يعيد رسم التوازنات الإقليمية ويضع إسرائيل في مواجهة غير مسبوقة مع محيطها العربي والدولي.
التصريحات المتتالية، سواء من نتنياهو الذي أعلن من قلب مستوطنة معالي أدوميم أنه "لن تكون هناك دولة فلسطينية"، أو من القيادات الخليجية التي اعتبرت الاعتداء على قطر تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي، تكشف عن فجوة عميقة بين حسابات تل أبيب وحقيقة العزلة التي تتسع حولها يوماً بعد آخر.
نتنياهو والتصعيد المفتوح
الهجوم على الدوحة لم يكن مجرد ضربة عسكرية، بل ترافق مع خطوة سياسية استفزازية تمثلت في إقرار خطة "إي 1" لتوسيع المستوطنات قرب القدس، وهي خطة طالما اعتُبرت "مسماراً أخيراً" في نعش حل الدولتين. وخلال زيارته للمستوطنة، كرر نتنياهو نبرة التحدي قائلاً: "لن تكون هناك دولة فلسطينية".
هذا التصعيد يكشف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يتعمد كسر كل الخطوط الحمراء، مستخدماً القوة العسكرية لفرض أمر واقع إقليمي، في وقت يرى فيه مراقبون أن حكومته اليمينية تمضي في مشروع "إسرائيل الكبرى" ولو على حساب تفجير المنطقة برمتها.
قطر: "جرّ الشرق الأوسط إلى الفوضى"
الرد القطري جاء سريعاً وحاداً. رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اتهم نتنياهو بشكل مباشر بأنه "يجر الشرق الأوسط إلى الفوضى"، داعياً إلى محاسبته أمام العدالة الدولية، ومعتبراً أن الوساطات التي بذلتها الدوحة كانت مضيعة للوقت أمام سياسات عدوانية.
الدوحة حذرت أيضاً من أن الاعتداء لا يستهدفها وحدها، بل يضع منطقة الخليج بأكملها في دائرة الخطر، مؤكدة أن الرد قيد التشاور مع شركاء إقليميين.
الإمارات: "استفزاز يهدد الاستقرار"
الموقف الإماراتي أضاف وزناً إقليمياً للتحذيرات، حيث دانت وزارة الخارجية تصريحات نتنياهو التي وصفتها بالعدوانية، مؤكدة أن أي اعتداء على دولة خليجية هو اعتداء على منظومة الأمن الخليجي.
الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات ذهب أبعد حين اعتبر أن الاعتداءات الإسرائيلية على قطر تمثل "انتهاكاً لسيادة الدول وخرقاً للقانون الدولي وتهديداً خطيراً للأمن الإقليمي".
هذا الموقف ترافق مع رسالة واضحة من لانا زكي نسيبة، ممثلة الإمارات لدى الأمم المتحدة، بأن أي ضم للأراضي الفلسطينية سيقوض الاتفاقيات الإبراهيمية ويضر بآمال التكامل الإقليمي.
القمم والتحركات الدولية
إدانات غربية متصاعدة، أبرزها من كندا التي أعلنت إعادة تقييم علاقاتها مع إسرائيل، وفرنسا التي هددت بإجراءات ملموسة إذا لم تغير تل أبيب سياساتها. كما أبدت إيطاليا وإسبانيا مواقف مشابهة.
تراكم هذه المواقف أدخل إسرائيل في حالة عزلة واضحة. فبين الإدانات العربية والانتقادات الأوروبية، يواجه نتنياهو مأزقاً دبلوماسياً يضيق الخناق على حكومته، ويضع المشروع الاستيطاني ومغامراته العسكرية تحت تهديد مباشر بفقدان الشرعية الدولية.
صوت إسرائيلي مدافع
في المقابل، حاول الباحث السياسي غولان برهوم خلال حديثه لبرنامج "التاسعة" الدفاع عن الموقف الإسرائيلي، معتبراً أن الاستيطان قائم على "حق تاريخي منذ 1920"، وأن قيام دولة فلسطينية مستقلة سيكون "خطراً على الدول الخليجية لأنها ستكون أداة بيد إيران".
برهوم اتهم قطر بتمويل "مخربين" وتغذية مصالح إيرانية وتركية، داعياً إلى وساطة مصرية أو إماراتية بدلاً من الدوحة، ومؤكداً أن "معظم العالم العربي متعاطف مع إسرائيل ضد قطر خلف الكواليس".
لكن رغم هذه الرؤية التبريرية، فإنها بدت معزولة عن موجة التنديد الإقليمي والدولي التي جعلت إسرائيل في موقع دفاعي نادر.
الهجوم على الدوحة قد يكون نقطة تحوّل فارقة؛ إذ كشف أن إسرائيل بتصعيدها العسكري والاستيطاني تدفع نفسها إلى عزلة غير مسبوقة، وتضع مشروعها التوسعي على محك خطير.
فبينما يسعى نتنياهو لتثبيت صورته كزعيم يقاتل على "7 جبهات"، تبدو النتيجة أنه قاد بلاده إلى مواجهة مفتوحة مع الخليج، وأعاد فتح ملفات ظنت تل أبيب أنها طُويت منذ سنوات.
السؤال الذي يفرض نفسه الآن: هل تدرك إسرائيل الثمن الباهظ لاستراتيجيتها العابرة للحدود، أم أن نتنياهو مستعد لدفع المنطقة كلها نحو الفوضى مقابل البقاء في السلطة؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|