بين الأبعاد الدينية و"الخوّة"... إليكم الرواية الكاملة للهجوم على منزل فضل شاكر!

شهد حي المنشية في مخيم عين الحلوة، يوم أمس، توترًا أمنيًا كبيرًا، بعدما حاول عدد من الشبان، يتقدّمهم محمد جمال حمد ومحمود منصور، التوجّه إلى منزل الفنان فضل شاكر بهدف إحراقه، بذريعة اعتراضهم على ممارسته الفن والغناء داخل منطقة يعتبرونها خاضعة لسلطة جماعات متشددة.

وتشير مصادر مطّلعة إلى أن محمد جمال حمد، وهو شاب في العشرينات من عمره، خرج حديثًا من السجن، ويُعرف بسلوكه غير المنضبط داخل المخيم، في حين يُعدّ محمود منصور أحد أبرز وجوه تنظيم "الشباب المسلم"، ويقود مجموعة من الشبان المتشددين في المنطقة.

خلفيات تتعدى الدين

ويقيم شاكر منذ سنوات في حي المنشية، وقد عاد مؤخرًا إلى ممارسة الفن والغناء، ما أثار اعتراض بعض الجهات المتشددة.

غير أن مصادر متابعة أوضحت أن السبب الحقيقي للإشكال لا يقتصر على دوافع دينية أو رفض "الغناء المحرّم"، بل يتعداه إلى أبعاد مادية وتنظيمية.

فبحسب المصادر، كان شاكر يدفع مبالغ مالية شهرية لبعض المجموعات المسيطرة على الحي لتأمين إقامته فيه. ولكن، ومع عودة شاكر إلى الساحة الفنية ونجاحه المتجدد، ارتفعت مطالب تلك الجهات المادية، معتبرةً أن ما تتقاضاه لم يعد كافيًا.

وتضيف المصادر أن هذه الجماعات حاولت جسّ النبض عبر افتعال الإشكال للضغط على شاكر وزيادة المبلغ الشهري الذي يدفعه، وفق ما يُعرف محليًا بـ"الشهرية أو الخوة".

وساطة وتهدئة

وفي محاولة لاحتواء التوتر، دخل المطلوب البارز هيثم الشعبي على خط المعالجة، حيث دافع عن فضل شاكر وسعى إلى التهدئة، وقد عُقد اجتماع ليلي داخل المخيم شارك فيه عدد من المعنيين، وجرى التوصّل إلى طرح غير نهائي يقضي بالسماح لفضل بإنهاء التزامه الفني الحالي المتعلق بإصدار ألبوم جديد، على أن يتوقف لاحقًا عن الغناء داخل المخيم.

حملة موازية؟

وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرّض فيها فضل شاكر لمحاولة اعتداء أو تهديد، فقد سُجّلت حادثة مماثلة في وقت سابق، عقب عودته التدريجية إلى الوسط الفني.

وفي سياق موازٍ، تداولت أوساط إعلامية ومتابعون على وسائل التواصل الاجتماعي اتهامات بأن ما جرى قد أتى في سياق حملة ممنهجة ضد شاكر، لا سيما بعد النجاح اللافت الذي حققته أغانيه الأخيرة، والتي حصدت نسب إستماع مرتفعة.

وأشار بعض المتابعين إلى أن جهات إعلامية وفنية استغلت الحادثة للهجوم على شاكر مجددًا، عبر التحريض المستمر عليه واستدعاء قضايا قديمة كلما عاد للظهور، مما يطرح علامات استفهام حول توقيت الحملات التي تتكرّر مع كل نجاح فني يحققه.