بالفيديو .. داليدا خليل ونيكولا في الكنيسة لإتمام مراسم الزفاف
"قرى لبنانية" داخل اسرائيل: تهديد يواكب الضغوط الأميركية
لم يكد مجلس الوزراء يخرج من جلسته الأخيرة التي أظهرت شيئاً من التوازن السياسي الهشّ حول ملف نزع السلاح، حتى تداخلت الضغوط الخارجية لتعيد المشهد إلى الواقعية، فواشنطن تمارس ضغطها المباشر عبر تفعيل عمل لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، وتطالب من خلالها والتي ستقودها مورغان أورتاغوس، بتقارير دورية من الجيش حول التقدّم في هذا الملف، فيما إسرائيل اعتمدت إلى جانب رفضها التنازل، حتى الآن، إجراء تدريبات لجيشها بعد إنشاء ميدان تدريب يحاكي القرى اللبنانية، في رسائل تهديد واضحة. هكذا بدا المشهد، الأميركي يضغط سياسياً من الداخل، والإسرائيلي يلوّح عسكرياً من الخارج، والهدف واحد وهو نزع السلاح.
فور صدور خطة الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة، ورغم الإشارات الإيجابية التي حملتها الخطة، جاء الأميركيون لتفعيل عمل لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، والتي كان لبنان يطالب بتفعيل عملها لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووقف العدوان، ولكن لا يبدو بحسب مصادر لبنانية متابعة أن الاميركيين بصدد الضغط على إسرائيل بقدر ما هم على استعداد لدعم الجيش من اجل إتمام عمله جنوب الليطاني، كاشفة أن الأميركيين لن يكتفوا بالدعم السياسي فقط.
بالمقابل، يُطلق العدو تدريبات تُحاكي الحرب على لبنان، وهو ما لا يمكن فصله عن كل ما يجري، ويقول البعض أن التدريب الإسرائيلي في منشآت كهذه، يعكس اعترافاً واضحاً بأن أي مواجهة مقبلة مع لبنان لن تُحسم من الجو، والجديد هذه المرة أنّ الاحتلال لم يكتفِ بالذهاب إلى إحدى الدول القريبة من لبنان لإجراء تدريبات بسبب الطبيعة الجغرافية، بل أراد أن يصنع "لبنان مصغّراً" داخل حدوده، وهذا التطوّر يحمل أبعاداً سياسية تتجاوز الميدان العسكري.
بحسب مصادر متابعة فإن العدو الإسرائيلي أراد توجيه اكثر من رسالة من هذه التدريبات، الأولى موجّهة إلى الداخل الإسرائيلي، أي إلى جمهور يحتاج إلى طمأنة من جيشه بأنّ سيناريو الحرب المقبلة سيكون تحت السيطرة، لذلك، تشكّل "القرية اللبنانية" أداة نفسية بقدر ما هي عسكرية، إذ توحي للإسرائيليين أنّ الجيش يتدرّب على "الأسوأ"، وأنه قادر على اقتحام القرى اللبنانية، أما الثانية فهي لتهديد لبنان بأن مسار نزع السلاح بحال لم يحقق أهدافه فإنه سيجعل اسرائيل تخوض الحرب واجتياح الأراضي اللبنانية وهي تتدرب على ذلك، والثالثة للخارج، وتحديداً للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، إذ ترى المصادر ان المناورة تعني أن إسرائيل تريد الدعم والاستعداد لمرحلة صعبة مقبلة، وأنها تطوّر تكتيكاتها لمواجهة حزب الله في بيئة مشابهة للبنان، وهي بذلك تستمر بتقديم نفسها كخط الدفاع الأول عن المصالح الغربية في المنطقة، ولا بد لهؤلاء أن يدفعوا مقابل ذلك.
اللافت أنّ هذه الخطوات تأتي في لحظة سياسية لبنانية دقيقة، حيث تُحاول الحكومة أن تُمسك العصا من الوسط، فلا تُغضب الأميركيين ولا تكسر التوازن الداخلي. لكنّ التجربة أثبتت أنّ أي محاولة لبنانية "للتوازن" ستكون معرضة للسقوط عند أعتاب الضغوط الخارجية، وهو ما يجعل المرحلة المقبلة مفتوحة على كل الإحتمالات، ولو أن لبنان تجنب غيمة سوداء كان يمكن أن يدخل بها في الوقت الحالي.
محمد علوش-النشرة
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|