محليات

فيصل كرامي لم يقفز من “مركب المحور”

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بينما يحاول البعض طمس الحقائق وتزييف التاريخ عبر اتهامات متكررة لفيصل كرامي بأنه “قفز من مركب المحور” أو “يتقرّب من السعودية” بحثًا عن دور انتخابي، تكشف العودة إلى مواقفه منذ أكثر من عقد أنه كان دائمًا صوت الدولة في طرابلس، والمدافع عن حصرية السلاح بيد الجيش، والرافض لتحويل مدينته إلى ساحة للفوضى أو لحسابات إقليمية.

منذ عقود وبيت كرامي حاضر في قلب السياسة الوطنية اللبنانية، قبل أن تُولد مصطلحات “الممانعة” و”المحاور” أصلاً. هذه العائلة العريقة قدّمت الشهداء دفاعًا عن الدولة، من الرئيس الشهيد رشيد كرامي الذي اغتيل وهو يحمي المؤسسات، إلى مسيرة طويلة من الثبات على خط الشرعية. لذلك يبدو مثيرًا للاستغراب أن تُختصر هذه المسيرة بمحاولات رخيصة لتصوير النائب فيصل كرامي كأنه “صوت المحور الإيراني” أو كأنه “قفز من مركب يغرق” بحثًا عن دور جديد.

الحقيقة أن مواقف فيصل كرامي ثابتة وموثّقة: في ذروة العنف في طرابلس عام 2012، دعا الجيش إلى جمع السلاح من الشوارع ومنع تحويل المدينة إلى ممرّ نحو سوريا، مؤكدًا أن المؤسسة العسكرية هي المرجعية الوحيدة لحماية اللبنانيين. وفي مطلع 2013، وبعد استهداف موكبه، كان أول من رفع الصوت ضد “سلاح الفوضى”، مشددًا على أن أمن طرابلس لا يُصان إلا بيد الدولة. ثم في 2014، مع تنفيذ الخطة الأمنية التي أوقفت معارك جبل محسن وباب التبانة، اعتبر كرامي أن الجيش جسّد موقف “الأكثرية الصامتة” التي أرادت الخلاص من العبث المسلح.

وعلى المستوى الوطني، ظل كرامي متمسكًا بمبدأ حصر السلاح بيد الدولة عبر الجيش. فهو لم يتردد في وصف مقاربة المؤسسة العسكرية لهذا الملف بأنها “قمة الحكمة والمسؤولية”، واضعًا المعادلة بوضوح: لا أمن ولا سيادة بلا مؤسسة عسكرية قوية. ومع ذلك، ظل يُحذر من مخاطر التخلي عن السلاح بلا ضمانات متوازنة، معتبرًا أن أي معالجة جدية لا بد أن تتم في إطار حوار وطني يراعي التحديات الأمنية والتهديدات الإسرائيلية.

أما العلاقة مع السعودية، فليست بابًا للتسويق أو المزايدة. آل كرامي نسجوا مع المملكة روابط تاريخية متوارثة عن الآباء والأجداد، طوّرها فيصل كرامي حين وصل إلى الوزارة، عبر علاقات مباشرة مع صانعي القرار في الرياض. إنها علاقة راسخة في وجدان طرابلس قبل أن تكون بندًا في خطاب سياسي.

أما الحديث عن “موالاة النظام السوري”، فالتاريخ أصدق رد: بيت كرامي كان من أوائل من اصطدم بسياسات النظام السوري، وتعرّض للمضايقات والاغتيالات. ولم يتردد فيصل كرامي بعد حرب الإسناد في توجيه انتقادات علنية لحزب الله وللسياسات التي حاولت إدخال لبنان في حسابات إقليمية تفوق قدرته.

الطرابلسيون يعرفون جيدًا من دعا إلى الجيش والدولة، ومن غذّى الفوضى في الأزقة. فيصل كرامي لم يبدّل مواقفه ولم يقفز من مركب إلى آخر، بل بقي على خط واحد: خط الدولة والشرعية. أما الأقلام التي تحاول تصويره بغير ذلك، فهي تخدم أجندات مموليها، لا مصلحة لبنان.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا