محليات

معاريف : نظام إقليمي جديد... لبنان وسوريا واتفاقات أبراهام

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيليّة تقريرًا تقرّ فيه بأنّ "عددًا كبيرًا من العناوين الإعلاميّة في الأيّام الأخيرة لا يتناول قطاع غزّة، وما يطرح على "طاولة التّحليلات" هو سوريّة ولبنان، مع احتمالٍ حقيقيٍّ لقيام نظامٍ إقليميٍّ جديدٍ".

وتشير الصّحيفة إلى أنّ مدى "جدّة" هذا النّظام يبدو جليًّا في كلمات نائب الأمين العامّ لـ"حزب الله"، نعيم قاسم (25/8/2025)، الّتي جاء فيها:
"اتّخذت حكومة لبنان قرارًا خاطئًا بشأن نزع سلاح المقاومة، في ظلّ عدوانٍ إسرائيليٍّ ونيّةٍ لتوسيعه. لقد جاء القرار بإملاءاتٍ أميركيّةٍ – إسرائيليّةٍ. إذا استمرّت الحكومة في ذلك، فهي لا تمثّل السّيادة اللّبنانيّة، إلّا إذا تراجعت عن قرارها". 

ووفق "معاريف"، فإنّ هذه النّبرة تشكّل تحوّلًا، إذ "حزب الله" الّذي قدّم لسنين طويلةً على أنّه "دولةٌ داخل الدّولة" وحامٍ لـ"السّيادة"، يطلق اليوم تهديدًا صريحًا لحكومة بلده.

معطياتٌ تدفع نحو "واقعٍ جديدٍ"

يعدّ التّقرير جملةً من التّطوّرات الّتي قد ترسي ـ نظريًّا ـ واقعًا مختلفًا، منها:

قرارٌ مزعومٌ للحكومة اللّبنانيّة بتجريد "حزب الله" من سلاحه.

جولات "المبعوثة الأميركيّة" مورغان أورتاغوس بين بيروت والقدس ودمشق، "وبمرافقة" مسؤولين أميركيّين آخرين، ومنهم توم برّاك بصفته "مبعوثاً إلى سوريّة"، وفق رواية التّقرير.

ترقّب خطاب الرّئيس السّوريّ في الدّورة المقبلة للجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة، وأحاديث عن قرب توقيع "مذكّرة تفاهمٍ أمنيّةٍ" بين دمشق وتلّ أبيب.

بيانٌ إسرائيليٌّ يثني على خطوة الحكومة اللّبنانيّة ويبدي "استعدادًا للانسحاب" شرط نزع سلاح "حزب الله".

سيناريوهان متنافسان

ترى "معاريف" أنّ هناك "فرصةً كبيرةً لوقف الأعمال العدائيّة" بين إسرائيل واثنين من أكبر خصومها، ممّا "يفتح الباب" لبداية نظامٍ إقليميٍّ جديدٍ مع لبنان وسوريّة. وفق هذا المسار "المتفائل"، قد يمكن "توسيع اتّفاقيّات أبراهيم" لتشمل لبنان، إلّا أنّ ذلك "يبقى على الورق" حاليًّا.

في المقابل، يعرض التّقرير نهجًا "خطرًا" معاكسًا، يفترض محاولةً من حكومتي لبنان وسوريّة لكسب رضا الولايات المتّحدة وإدارة دونالد ترمب، للحصول على شرعنةٍ رسميّةٍ ورفع قيودٍ وعقوباتٍ وإطلاق عمليّات إعمارٍ ضخمةٍ. ووفق هذه الرّؤيا، "يمرّ" عددٌ من الملفّات عبر إسرائيل، ممّا يستدعي "ختم موافقةٍ" إسرائيليًّا. وعلى هذا الأساس، قد "ترتضي" دمشق وبيروت توقيع اتّفاقاتٍ مؤقّتةٍ تنتزع "تنازلاتٍ أرضيّةً" من إسرائيل من دون تطبيعٍ شاملٍ في المدى القريب.

تقييمٌ أميركيٌّ متغيّرٌ

يُفيد التّقرير بأنّ الولايات المتّحدة نفسها تراجع مقاربتها تجاه سوريّة؛ إذ أشار تقريرٌ لـ"البنتاغون" مقدّمٌ إلى الكونغرس قبل شهرين إلى "نشاط عناصر من القاعدة" في مشهد الحكومة السّوريّة الجديدة، في حين لمّح "المبعوث الأميركيّ إلى سوريّة" إلى أنّ "حكومةً مركزيّةً محكمةً" قد لا تكون خيارًا ملائمًا، وأنّه ينبغي بحث صيغٍ أقرب إلى الفدراليّة.

ويرى كاتب التّقرير أنّ على إسرائيل "اعتماد سياسةٍ حذرةٍ قائمةٍ على الواقع لا على التّصوّرات"، عبر "فرض ثمنٍ ثابتٍ لا رجوع عنه" لمشاركة لبنان وسوريّة في الحرب ضدّها، والاحتفاظ "بأصولٍ أمنيّةٍ" توفّر عمقًا استراتيجيًّا ومناطقَ عازلةً، سواءٌ بـ"سيطرةٍ مباشرةٍ" أو "عبر قوى وكيلةٍ". كما يؤكّد أنّ "اتّفاقات فكّ الاشتباك لسنة 1974" لم تعد صالحةً كي تكون مرجعاً.

ويشدّد التّقرير على ألّا ينحصر أيّ اتّفاقٍ مقبلٍ مع لبنان وسوريّة في "الجانب الأمنيّ – العسكريّ" وحسب؛ بل يجب أن يتضمّن "مطالب مدنيّةً" وإجراءاتٍ "ضدّ حزب الله" و"ضدّ داعش والجهاديّين" كقطع التّمويل ومصادرة الحسابات ووقف التّحريض وبرامج التّأثير في المدنيّين.

تطبيعٌ "لا رجوع عنه" 

ترجّح "معاريف" أهمّيّة إدراج "التّطبيع مع إسرائيل وتسويةٍ دوليّةٍ أوسع تحت مظلّةٍ أميركيّةٍ" في أيّ صيغةٍ مستقبليّةٍ، وتعدّ أنّ "دخول لبنان وسوريّة في اتّفاقيّات أبراهيم" يكون "عنصرًا لا رجوع عنه". وإنْ "تحقّقَ اتّفاقٌ قصير الأجل"، فيجب ـ وفق التّقرير ـ أن يتضمّن "جدولًا زمنيًّا واضحًا" للبدء بالانضمام إلى هذه الاتّفاقيّات "قبل انتهاء ولاية ترمب".

مخاطر داخليّةٌ واحتمال تصعيدٍ

ترى الصّحيفة أنّ كلام قاسم "ينذر" باحتمال تصاعدٍ داخليٍّ في لبنان "قد يبلغ مستوى الحرب الأهليّة". وترجّح وجود "احتمالٍ غير ضئيلٍ" لأن "يوجّه حزب الله النّار باتجاه إسرائيل" لتحويل الأنظار عن الضّغوط الدّاخليّة، في سياقٍ تواجه فيه إيران "ضغوطًا أوروبّيّةً" مع تلويحٍ بإعادة تفعيل "آليّة سناب باك" للعقوبات.

ويخلص تقرير "معاريف" إلى أنّ إسرائيل "تحتاج إلى الحذر في التّعامل مع لبنان وسوريّة"، مع "السّعي إلى وضعٍ لا رجوع عنه" ما دامت إدارة ترمب في البيت الأبيض، على حدّ تعبير التّقرير.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا