دمشق ستدفع رواتب " الحرس الوطنيّ " في السّويداء .. ما القصّة ؟

تتواصل التعقيدات في المشهد السوري مع بروز خلافات جديدة في محافظة السويداء، حيث ارتفع سقف مطالب بعض أبناء الطائفة الدرزية مؤخرًا إلى حد المطالبة بالانفصال، وتأسيس إقليم مستقل عن الدولة السورية.

وفي هذا السياق، أعلن الشيخ حكمت الهجري عن تشكيل قوة عسكرية تحت اسم "الحرس الوطني"، لتكون بحسب وصفه خط الدفاع الأول عن المحافظة.

الخطوة أثارت جدلًا واسعًا، إذ اعتبرها مراقبون استفزازا مباشرًا لدمشق، فيما قوبلت أيضًا بالرفض داخل البيت الدرزي نفسه، حيث شبه قياديون في تجمع رجال "الكرامة" هذه القوة، بنسخة من الحرس الثوري الإيراني.

وفي حواره مع الإعلامية آسيا هشام في برنامج "المشهد الليلة" عبر قناة ومنصة "المشهد"، قال رئيس المكتب السياسي للمجلس العسكري في الجنوب السوري، نجيب أبو فخر، إنّ "الإدارة المستقلة باتت مطلبًا متفقا عليه في السويداء"، مشيرًا إلى أنّ "الحرس الوطني مشروع يجري العمل عليه منذ أشهر، وبموجب تفاهمات سابقة مع دمشق حول إدارة شؤون الأمن والشرطة والجيش في المحافظة".

وأضاف أبو فخر، أن "المستجد اليوم هو دخول إسرائيل على خط الاتفاق، ما يجعل الحرس الوطني أقرب إلى نسخة محلية شبيهة بتجربة إقليم كردستان في العراق".

نموذج الحرس الثوري

في المقابل، رفض الكاتب والباحث المختص بالشؤون العسكرية والأمنية، ضياء قدور، هذه الطروحات، مؤكدًا أن "ما أقدم عليه الهجري ليس جزءًا من أي اتفاق رسمي مع الحكومة السورية"، لافتًا إلى أن "الهجري استبعد شخصيات وطنية بارزة وفرض هيمنته بقوة السلاح".

وقال قدور: "هذا الحرس الوطني ليس إلا محاولة لتكرار نموذج الحرس الثوري، إذ يضم تجار مخدرات ومطلوبين دوليا، ومجموعات خارجة عن القانون".

وتابع قدور أنّ "الهجري يسعى لاستغلال حالة الغضب الشعبي والانقسام الداخلي لتحقيق مكاسب شخصية"، محذرا من أنّ "الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء ورواتب لا تزال تأتي من دمشق، ما يجعل أي إدارة منفصلة بلا مقومات حقيقية".

وبينما شدد أبو فخر على أنّ "الحل يجب أن يكون سياسيًا، بعيدًا عن سلطة دمشق التي فشلت في حماية السويداء"، أكد قدور أنّ "المجتمع الدولي مطالب بالضغط على الهجري ومجموعاته لوقف ممارساتهم، إذ إن ما يجري يهدد بتفتيت وحدة البلاد وجرّها إلى سيناريوهات خطيرة".