الكل يطمئن الطائفةالشيعية والحزب يخيفها.. لعبةخطيرة هذه أهدافها
أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في حديث لقناة "العربية" الاثنين أن "الطائفة الشيعية ليست مستهدفة، بل هي مكوّن أساسي في لبنان"، لافتاً إلى أن "حزب الله هو من يروّج لفكرة استهدافها في البلاد". واعتبر أن "الطائفة الشيعية كانت مخطوفة من قبل الحرس الثوري الإيراني". وكان جعجع أكد منذ ايام ان الطائفة الشيعية وشيعة جبل عامل من مؤسسي الكيان اللبناني، جازما ان الخلاف هو مع حزب الله وايران لا مع الشيعة كطائفة.
رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، بدوره، تمنى أنه "بعد كل ما فعلته إيران بحزب الله والطائفة الشيعية بالذات، والتضحية بهما من أجل قضايا لا علاقة لهما بها، أن ينتفض الشعب على الإملاءات الخارجية"، معتبرا أن "المطلوب من "حزب الله" وحركة أمل أن يستوعبا أن هناك من يزج بهما، تارة في حروب مع إسرائيل وأخرى ضد الداخل اللبناني، أو ضد بعضهما البعض، و"حان الوقت لنقول لهذا الفريق، كفى"، مضيفا "بالنسبة لي فإن الحل يكمن داخل الطائفة الشيعية، بالتحرر من سطوة إيران ومحاولتها جر الطائفة إلى مزيد من الدماء، وبالتالي فإن الكرة الآن في أيدي أبناء الطائفة الشيعية"، وقد عاد وكرر هذه التطمينات للطائفة الشيعية من عين التينة الخميس.
اما البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، فرأى ان "أبناء الطائفة الشيعية سئموا الحرب ويريدون السلام"، واصفاً تصريحات أمين عام حزب الله الأخيرة بأنها "مزايدات" لا تعكس الواقع، نافياً وجود أي بوادر لحرب أهلية. ودعا حزب الله إلى "الولاء الكامل للبنان والتخلّي عن الولاء لإيران"، وهو ما دعته اليه كتلة الاعتدال الوطني الاربعاء، معتبراً أن "تدخّل طهران في الشأن اللبناني سافر وغير مقبول".
تمد كل القوى السياسية اليد للطائفة الشيعية، وتميز بوضوح بين خصومتها المطلقة مع حزب الله، والتي لا تخفيها، وبين أبناء الطائفة الشيعية، بحسب ما تقول مصادر سيادية لـ"المركزية". الحزب يحاول اليوم ايهام الشيعة ان ثمة استهدافا لهم وهجوما عليهم كطائفة وان بعد ان يصبح الحزب بلا سلاح، سينقضّ اللبنانيون كلهم على الشيعة وسيهمشونهم ويظلمونهم وربما يرمونهم في السجون والمنافي كما حصل مع المسيحيين بعد استيلاء النظام السوري على لبنان بعد اتفاق الطائف.
غير ان هذه الرواية كلها في غير مكانها، اذ ان القوى السياسية المختلفة مع الحزب، مدت له اليد بعد خسارته حرب الاسناد (وخلالها) وبعد خسارته سياسيا مع انتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية ونواف سلام رئيسا للحكومة، ولم تمانع، لا بل اصرت على اشراكه في الحكم وعلى اعطائه ما يريحه (وزارة المال مثلا) ولو من خارج الدستور، لئلا يشعر بالغبن والاقصاء.
رغم كل هذه الايجابية، الحزب بقي يُخون كل من يدعونه الى الانخراط في عملية بناء الدولة والى تطبيق الطائف واتفاق وقف النار الذي وقع عليه هو واخوه الاكبر، حتى وصل به الامر اليوم الى نعت كل معارضيه بالعملاء لإسرائيل والولايات المتحدة، متهماً اياهم زورا باستهداف الشيعة ككل إن هم عارضوا سلاح الحزب الذي تحركه وتديره ايران!
مع ذلك، تتابع المصادر، لا يزال شركاؤهم في الوطن يطمئنون الحزب والشيعة ويمدون لهم اليد وكل ما يريدونه من الحزب التحول الى حزب سياسي، ككل القوى السياسية. فهل سيبقى يلعب على وتر الغرائز ويؤلب الشيعة على اهلهم اللبنانيين وهي لعبة خطيرة تتهدد السلم الاهلي؟ ام هل يلاقي اليد الممدودة له فيحمي طائفته ولبنان ويضمن أمنهما ومستقبلا مشرقا لهما تحت سقف دولة فعلية؟
لارا يزبك- المركزية
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|