بيروت ضمن أولى جولات البابا لاون الخارجية: رسالة ثقة بأن لبنان لم يُترك دوليًا
طلال القنطار… رحلة حنين إلى زمن الأغنية الجميلة
في ليلةٍ حملت عبق الثمانينات والتسعينات، صعد طلال القنطار إلى المسرح، وكأنّه يعيدنا إلى زمن كانت فيه الأغنية كلمة صادقة ولحناً دافئاً يسكن القلب قبل الأذن. افتتح وصلته بـ "زعلي طول أنا وياك"، فاهتزّ المكان على وقع الكلمات التي طالما شكّلت حكايات حبّ وألم في زمن البساطة.
الجمهور لم يكن متفرجاً عادياً، بل بدا وكأنه يعود مع صوته إلى جلسات السهر القديمة، حيث الودّ والضحكة والحبّ الصافي. ومع أغنية "بقطفلك بس عبكرا شي زهرة حمرا"، تعالت الهتافات والابتسامات، فيما ارتسمت صورة العاشق الذي لا يملك سوى وردة يقدّمها، لكنها أغلى من كنوز الدنيا.
ولم يخيّب القنطار عشّاقه حين قدّم "بلا ولا شي بحبك ولا في هالحب مصاري"، أغنية تختصر زمن كانت فيه المشاعر أصدق من كل حسابات المادة. ثم جاء الدور على "طلع يا محلا نورها شمس الشموسة"، فاهتزت القلوب قبل الأجساد، وعادت الأنفاس إلى مقاعد المدارس والقرى والبيوت القديمة.
الجمهور عاش لحظة الذكريات مع "بتذكر آخر مرة شفتك سنتا كيفك إننا ملأ إننا"، وردّد الكلمات وكأنها رسالة عاطفية من عاشق لم يزل ينتظر. ومع الأغنية الطريفة "لكان عندن سيارات وجدي عندو حمار"، ضحك الحضور من القلب، فالفن كان دوماً مزيجاً من الفرح والوجع.
وبين "فريرو جاكو" و "تكتك تك يا أم سليمان", ارتفعت التصفيقات، وعاد الزمن إلى أعراس الحارات البسيطة. لكن الرومانسية سرعان ما عادت لتتغلّب مع "شو عالأيام اللي وصلنالا", حيث غنّى القنطار وكأنه يواسي الناس، كالغني الذي يعطي من قلبه لفقيرٍ يحتاج الكلمة أكثر من الخبز.
الأغنيات توالت كأنها رسائل حبّ مكتوبة بخط اليد:
"اسمع يا رضا"، "الحالة تعبانة يا ليلى"، "لا تهزي كبوش التونة"، "قومي تنرقص يا صبية"، "برات البيت عاملي عنتر"، وصولاً إلى "قلبي عشقها والعيون" التي كرّرها مرّتين وكأنه يعلم أنها الأغنية التي تسكن ذاكرة الجميع.
لكن المفاجأة الأكبر كانت حين ختم القنطار ليلته بواحدة من أيقونات الزمن الجميل: "نسم علينا الهوى". ومع أوّل نغمة، خيّم الصمت على المكان، قبل أن يتحوّل إلى كورس كبير يردّد مع الفنان، وكأنّ الجميع عادوا إلى مقاعد المدرسة أو مقاهي القرية في التسعينات، حين كانت فيروز تنسج بخيوط صوتها صباحات الحبّ والأمل.
لم تكن تلك النهاية مجرّد أغنية، بل كانت وداعاً حنوناً أعاد للجمهور طمأنينةً افتقدها، وأثبت أنّ الأغنية الصادقة قادرة على أن تبقي ما بقي من الحبّ في القلوب.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|