قعقور وسعد يقدمان اقتراح تعديل قانون الانتخابات: تعزيز الكوتا النسائية وبطاقة ممغنطة
"أبغض الحلال".. هذا سيناريو "تسوية لبنان" بـ"توقيع أميركي"
لا يمكن التكهّن بـ"أجواء إيجابية" من إسرائيل تجاه لبنان خصوصاً في إطار ردها المنتظر على الورقة الأميركية التي وافقت بيروت عليها بشأن ترتيبات وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل وبند حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية.
صحيحٌ أن الموفد الأميركي توماس براك أبدى ليونة شديدة تجاه لبنان، فهو اعتبر أن الأخير قام بخطوة جيدة متقدمة بموافقته على الورقة، لكن المنتظر الآن هو الرأي الإسرائيلي عليها، والسؤال الأساسي هو التالي: هل ستؤيد تل أبيب ما ورد فيها وهل ستعتبرُ خطوة بيروت كافية؟
الإجابة على هذا السؤال لا يُمكن حسمه إلا بعد صدور موقف رسمي من إسرائيل تجاه الورقة. الإفراط بـ"الإيجابية" ليسَ مطلوباً، في حين أن الذهاب باتجاهِ السلبية ليس مُحبذاً. الأساس هو الترقب والتحضير لكافة السيناريوهات، وعلى أساس الرد الإسرائيلي سيُبنى على الشيء مُقتضاه، وفق ما تقول مصادر سياسية مقربة من "الثنائي الشيعي
المعروف أن إسرائيل تلجأ إلى سيناريوهات "غدّارة"، تارة من أجل زيادة الضغط على لبنان وتارة أخرى من أجل رفع شروطها، وأبرز دليل على ذلك هو ما حصل ليل أمس الأربعاء في جنوب لبنان، حيث شنت إسرائيل سلسلة غاراتٍ استهدفت عدداً من البلدات الجنوبية. لهذا، من المتوقع ألا تقبل إسرائيل بمضمون الورقة الأميركية، بينما قد تطالب بضمانات أميركية تشوبها تهديدات مبطنة، تجعل لبنان يسيرُ فعلاً بخطوة نزع سلاح "حزب الله"، وإلا قد تكون خطوات المواجهة قائمة مُجدداً، وفق التوقعات السائدة.
عملياً، فإن مسألة "التصعيد العسكري" قائمة بحكم الواقع، والدليل على ذلك هو غارات الأمس وأيضاً التدريبات العسكرية الإسرائيلية في البحر الأحمر والتي تُحاكي سيناريوهات قتالية مختلفة أبرزها إطلاق صواريخ من الحدود الشمالية لإسرائيل. أيضاً، تمارس إسرائيل ضغطاً ميدانياً في جنوب لبنان من خلال توسيع نطاق انتشارها في النقاط الـ5 المُحتلة من قبلها، حيث تقيم التحصينات العسكرية الكبيرة، في رسالة تفيد بأن البقاء هناك طويل جداً.
سيناريوهات إسرائيلية متوقعة
في حال لم توافق إسرائيل على الورقة الأميركية، ثمة سيناريوهات عديدة قد تلجأ إليه تل أبيب، أولها استمرار الضغط العسكري على لبنان عبر تكثيف عمليات الاغتيال والاستهدافات الموضعية كـ"شمّاعة" للضغط على "حزب الله" نحو الإقرار بضرورة تسليم سلاحه من جهة، ودفع لبنان إلى تنفيذ الخطوات العملية في هذا الإطار وفقاً للخطة التي سيقدمها الجيش للحكومة خلال أيام من جهةٍ أخرى.
فعلياً، في حال تأخرت الخطوات التنفيذية لحصر السلاح، قد ترفع إسرائيل من وتيرة ضرباتها، لكن هذا الأمر سيزيد في المقابل الضغط على لبنان الرسمي، إذ سيواجه معضلة داخلية وخارجية. ففي حال كانت الضربات بمثابة حافزٍ أكبر لتسريع وتيرة عملية حصر السلاح، عندما قد تتخذ إسرائيل خطوات أقسى، بينما ستواجه الحكومة في لبنان أزمة شعبية وسياسية مع تصويرها أنها مُن صاعة لـ"الضربات الإسرائيلية" عند تنفيذ قراراتها.
ولهذا السبب، يستوجب الإنتباه جداً لدقة المرحلة، ومثلما استطاع لبنان "حشر إسرائيل" في الزاوية على صعيد خطوة إقراره بند حصرية السلاح، يستوجب مُجدداً اتخاذ خطوات أخرى تجعل تل أبيب محشورة مُجدداً، والدور في هذا الأمر يقع على عاتق "حزب الله" للتعاون مع الجيش في تنفيذ خطة استعادة سيادة الدولة. إن حصل هذا الأمر، فسيكون لبنان قد سحب الذرائع من أمام إسرائيل بمباركة أميركية، وقد تذهب الأمور أكثر نحو تسويات أوضح تفضي في نهاية المطاف إلى تأكيد أمرين: الأول وهو انكفاء "حزب الله" بعيداً عن مهاجمة إسرائيل وبالتالي عدم فتح حربٍ جديدة ضدها، والثاني بروز الدولة اللبنانية كقوة وحيدة عند الحدود مع إسرائيل بموافقة أميركية، وبالتالي تحقيق انسحاب إسرائيلي من النقاط الـ5 المُحتلة.
وللتذكير، فإنّ احتلال إسرائيل لتلك النقاط لم يكن بهدف إحكام أي سيطرة عسكرية على الجنوب أو لحماية المستوطنات الحدودية في ظل وجود تفوق جوي يؤدي هذا الغرض، إذ اتضح بشكل قاطع أن هذه المسألة تمثل ورقة أرادت إسرائيل استخدامها ضد "حزب الله" للمقايضة على الإنسحاب منها مقابل تسليم السلاح. اليوم، وبكل وضوح، باتت مسألة خروج إسرائيل من تلك النقاط الـ5 مرهونة بنزع سلاح "الحزب"، ولذلك، إن سار لبنان على درب "النزع" بخطوات فعالة ومُعلنة، فقد يضغط الأميركي للإنسحاب الإسرائيلي من الداخل اللبناني، وبالتالي من المرتقب بعد ذلك أن تطرح
واشنطن على لبنان بسرعة قصوى، السير بترتيبات أمنية جديدة مع إسرائيل من خلال مفاوضات غير مباشرة على غرار مباحثات اتفاق ترسيم الحدود البحرية عام 2022.. قد يكون هذا السيناريو المطروح بـ"توقيع أميركي"، بمثابة تسوية تمثل "أبغض الحلال" بالنسبة للبنان، إذ قد يتفاوض الأخير مُجدداً مع إسرائيل عبر وسيط أميركيّ بهدف خلق واقع أمني جديد براً وبحراً وجواً.. ولكن السؤال الأبرز.. هل ستقف الأمور عند هذا الحد من دون أن تتطور نحو فرض التطبيع على لبنان إما سلمياً أو بالنار؟ أم أن الأمور ستبقى رهن "اتفاقية أمنية" تعمل على "تطويع" إسرائيل بـ"عصا أميركية"، وبالتالي لجم اعتداءاتها ضد لبنان؟
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|