البطل الآتي لينقذنا من الاحتكارات والفساد... ليس موجوداً...
تبرز أهمية قصوى لإنضاج اليوميات اللبنانية بشكل عام، وفي أدقّ وأبسط الشؤون الحياتية اليومية.
من الماضي البعيد؟
فرغم أننا أصبحنا في حقبة سياسية جديدة، مختلفة عمّا كان عليه لبنان خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أننا لا نزال نستمع حتى الساعة، بين الحين والآخر، الى دعوات لتنظيم عمل أصحاب المولّدات الكهربائية الخاصة ومنعهم من التلاعب بالأسعار، والى تحذيرات أو مخاوف من احتمال انقطاع بعض أنواع السلع والبضائع، أو الأدوية، وهو ما يذكّرنا بحقبة فلتان التجار، وممارسات الاحتكار، والمضاربات غير الشرعية، والممارسات الفاسدة...
ولكن ها اننا اليوم وسط مرحلة سياسية جديدة كما يُفتَرَض. وهي مرحلة ضرب بيد من حديد على المستويات كافة، كما هو مُفتَرَض أيضاً. فمتى تنضح المخاوف اللبنانية؟ ومتى تتحول الاحتكارات، وممارسات التجار ومافيات الكهرباء والمياه والدواء ومختلف أنواع السلع والحاجات... الفاسدة، من الماضي اللبناني البعيد؟
الحصان الأبيض
شدد رئيس جمعية المستهلك زهير برّو على أن "البطل الآتي على حصان أبيض لينقذنا من الاحتكارات والفساد ليس موجوداً. فلا شيء تغيّر في لبنان، والطوائف هي الحاكمة، والفساد لا يزال سائداً، ولم نُصبح دولة قانون، إذ إن القوانين للورق ولا تطبَّق على الأرض. كما أن تحالف السياسيين والمصارف والتجار لا يزال على حاله، وهؤلاء هم الدولة العميقة التي تحكم البلد".
وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الاقتصاد اللبناني لم يتغيّر، ولم يصبح اقتصاداً إنتاجياً، فيما الوضع الزراعي والصناعي انهار أكثر. وبالتالي، لا شيء تغيّر، وهو ما يمنعنا من انتظار أي واقع جديد مختلف عن السابق. فلبنان تأسّس على الفساد والطائفية، وهما يحكمان البلد منذ ذلك الوقت وحتى الساعة، ولذلك فليخرج الجميع من وهم أن الحكومة جديدة الآن، وأنها تحمل سيف التغيير ومكافحة الفساد وتحديث الاقتصاد. والدليل على ما نقوله هو أنه رغم مرور أشهر على تشكيلها، إلا أن لا تغيير جوهرياً واحداً حصل خلال تلك المدة، ولا إصلاحات يستفيد منها الناس".
لا تنتظروا أوهاماً
ولفت برّو الى أن "نظام المحاصصة لا يزال هو نفسه في البلد، من دون أي تغيير ولا حتى بنسبة 1 في المليون. فالقوى الأساسية القادرة على أن تغيّر هي القوى النافذة التي يكون لها مصلحة بالتغيير، أي تلك التي تمتلك القدرات السياسية والمادية والاقتصادية. وهذه كلّها موجودة في لبنان، ولكن لا مصلحة لديها بتغيير النظام الطائفي ونظام المحاصصة لكونها وُلِدَت من رحمه".
وختم:"لا مجال لتغيير وإصلاح من دون قوى اقتصادية وسياسية أساسية فاعلة. فالتغيير والإصلاح يرتبطان بنظام كامل، فإما يُصبح نظاماً يبني دولة حديثة، أو لا إمكانية لانتظار أوضاع أفضل. وبما أننا في لبنان دولة طوائف ومحاصصات، فلذلك لا تنتظروا أوهاماً".
أنطون الفتى -أخبار اليوم
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|