هل خالف ريال مدريد اللوائح بإشراكه ماستانتونو أمام أوساسونا؟
رئيس الجمهورية لجمهور "الحزب": أنصتوا جيدًا إلى برّاك
في حضرة دعاة الشطرنج الذين يتوافدون إلى لبنان، وبينما يواصل إطباق الحصار على «الشاه» الحامل هوية الملالي، حرّك رئيس الجمهورية جوزاف عون «بيادق» الدولة في نقلات صغيرة تعزّز وضع لبنان على رقعة المنطقة، وظف فيها قرار «حصرية السلاح» لنقل المبادرة إلى مربعات الفاعلين الإقليميين والدوليين، من أميركا إلى السعودية وإيران، مرورًا بسوريا وإسرائيل.
نقلات تندرج ضمن استراتيجية «خطوة – خطوة» التي صاغها منذ مطلع عهده، بواقعية تتناسب مع اللحظة التأسيسية، وترتكز على سياقات متوازية ومتوازنة، تعيد إنتاج دور لبنان في المعادلات الناشئة، في موازاة إعادة ترسيم العلاقة بين الدولة والمجتمع، واتخاذها مسافة أمان تحول دون طغيان حزب أو جماعة على قرارها.
عشية وصول الموفد الأميركي توم برّاك، برفقة مورغان أورتاغوس، المجدّد تكليفها لمتابعة المهمة، أطلق رئيس الجمهورية رسائل استراتيجية من على منبر قناة «العربية» بالذّات. ليس تفصيلًا اجتماع الرؤساء الثلاثة على إطلاق مواقف عبر «العربية» و»الشرق الأوسط»، تتكامل في ما بينها، بمعزل عن توازن الخصوصية للرئيس بري، لتوجيه رسالة تؤكد التزام لبنان بـ «الترياق» الذي وصفه الجراح السعودي للشفاء من أورام المشاريع الموازية وحماية كينونة الدولة، وعبر عنه الرئيس جوزاف عون بالقول إن لبنان بدأ يعود كما يريده العرب.
هذا الترياق يتمثّل بـ «ورقة الإعلانات المعدلة»، المقصود بها التعديلات اللبنانية المدخلة على الورقة الأميركية المدعومة دوليًا وعربيًا. وصدور هذا التوصيف عن رئاسة الجمهورية عقب الاجتماع ببرّاك وأورتاغوس يعكس دعم واشنطن ليس لهذا التفصيل فحسب، بل لاستراتيجية الرئيس جوزاف عون المتمأسسة حول النقلات الصغيرة، التي تساعد في ردم الفجوات بين الفاعلين على الساحة المحلية، وتجسد حضور الدولة بشكل جدي ومتدرج.
ذاك الغطاء الداعم عبّر عنه برّاك من بعبدا بحديثه عن ممارسة الضغوط على إسرائيل للقيام بخطوة تمكن لبنان من المضي قدمًا بتطبيق الالتزامات التي قدمها، وإشادته بوجود «رجال دولة» يتعاملون مع «حصرية السلاح» من منطلق «المصلحة الوطنية»، بعيدًا من الحسابات السياسية والانتخابية التي تحدث عنها رئيس الجمهورية في مقابلته، بما يمهّد الطريق إلى تطبيق البرنامج الزمني المتخذ في مجلس الوزراء.
أتبعها برّاك بإشارتين لافتتين، تكمل إحداهما الأخرى: الأولى، الشراكة مع إيران في قضية نزع سلاح «حزب الله»، في دلالة على وجود مفاوضات إيرانية – أميركية في هذه المسألة. فيما الثانية هي أهمية هذه الخطوة في دفع السلام في المنطقة قدمًا، والتي استبقها الرئيس جوزاف عون بالتأكيد أن لبنان سيكون في قطار السلام إنما تحت سقف «المبادرة العربية». وعزّزهما بالقول من عين التينة «نتحرك بالاتجاه الصحيح» الذي يعكس دعم الرئيس بري لمسار الورقة الإنقاذية وأهدافها التي أقرّتها الحكومة.
هذه الإشارات تثبت صوابية مقاربة رئيس الجمهورية، ويمكن اعتبارها بمثابة دعوة رئاسية لجمهور «حزب الله» تستدعي الإنصات بعمق لما قاله برّاك، وإعادة سماعه تكرارًا للتخفّف من إرهاصات الخطاب التحريضي العنيف الذي يتبناه نعيم قاسم وقادة «الحزب»، ولا سيما بعد زيارة علي لاريجاني، للوقوف على الفاعل الأساسي في هذا الخطاب الذي يتوسّل استخدام السلاح وحاضنته لتحقيق أهداف سياسية، تدحض أوهام الحماية سواء من إسرائيل أو سوريا.
الحماية المستدامة والفاعلة لا تكون عبر نهج عسكري أو ميليشياوي، إنما من خلال نهج تكاملي يوظّف الأدوات السياسية والدبلوماسية والعسكرية المتُاحة، ترجمه رئيس الجمهورية بمجموعة رسائل في مقابلته إياها، تاهت بعضها في حمأة العصف التهويلي لـ «الحزب»، والذي يُرخي غشاوة على العقل والبصيرة، ويرسي فائضًا من التخويف يحول دون التقاط الرسائل، أو تأويلها بشكل خاطئ.
إذ أشار إلى مناخ التخويف من سوريا وعدّه تهويلًا مفتعلًا غير موجود، لكنه حرص على رمي الكرة في ملعب دمشق، بتكراره القول إنه ينتظر زيارة من المستوى السياسي، لإكمال التحصين الأمني والعسكري والديني بغطاء سياسي – دبلوماسي. وفي موازاة حرصه على دعم المؤسسة العسكرية سياسيًا ولوجستيًا، أكد رئيس الجمهورية أن الجيش يأتمر بأوامر السلطة الإجرائية بغية وضع حد لأوهام منظّري الاستقلالية والحرب الأهلية.
بيد أن الرسالة الأقوى كانت بتلويحه بإمكانية التصعيد مع إيران وصولًا إلى قطع العلاقات معها في حال رفضها «دعوة الشراكة» لنزع سلاح حزبها، وإصرارها على استخدامه لضرب الأمن والاستقرار في لبنان وتقويض مسار الورقة الإنقاذية. هذا الموقف يعد تحولًا هائلًا، فهل وصلت الرسالة؟
سامر زريق -نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|