عربي ودولي

"اسرائيل الكبرى" ... شعار سياسي لنتنياهو: هروب من المحاسبة وغير قابل للتنفيذ!

Please Try Again
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في تصريح لافت في المضمون والتوقيت ، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يشعر بأنه في "مهمة تاريخية وروحية" وإنه "مرتبط جداً "برؤية "إسرائيل الكبرى".

التصريح الذي اتى في وقت تستمر فيه الحرب على غزة مع تعثر مفاوضات وقف اطلاق النار، يكشف عن نوايا اسرائيل التوسعية واحتلال أراض في دول عربية عدة، بما يتجاوز حدود الدولة المعترف بها دوليا، وتفتح شهية الاستيطان والضم. علما انه في المفهوم الديني – الذي يقصده نتنياهو- تعتبر النصوص التوراتية أن "أرض الميعاد" تمتد من "نهر مصر" (يُفسَّر أحياناً على أنه وادي العريش أو حتى النيل) حتى نهر الفرات، وهذا يشمل مساحات من فلسطين والأردن ولبنان وسوريا والعراق ومصر.

وبحسب مصدر ديبلوماسي مطلع، "إسرائيل الكبرى" بالنسبة لنتنياهو ليست بالضرورة مشروعاً معلناً بحدود جغرافية دقيقة -اقله حتى الآن-، بقدر ما هي شعار سياسي يستخدمه لتبرير السيطرة الإسرائيلية الدائمة على الأراضي المحتلة ومنع قيام دولة فلسطينية مستقلة، وبالتالي فانه يوظّف هذا المصطلح من جهة ليؤكد على رفضه لأي انسحاب من الضفة الغربية أو القدس، ومن جهة أخرى خطاب موجّه الى قاعدته اليمينية لتعزيز فكرة إسرائيل القوية ذات الحدود الآمنة والواسعة، على الرغم من الحرب الدائرة منذ 7 تشرين الاول 2023 وعلى اكثر من جبهة.

وفي السياق عينه، يعتبر المصدر، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان موقف نتنياهو لا ينفصل عن مفاوضات وقف إطلاق النار وفي الوقت عينه له خلفيات سياسية وأمنية داخلية وخارجية، قائلا: الخطاب المتشدد لرفع سقف المطالب وتعزيز موقع القوة، ورسالة الى الوسطاء (أميركا، قطر، مصر) مفادها أن أي وقف إطلاق نار لن يعني تنازلات سياسية، بل مجرد هدنة بشروط إسرائيلية، بما يقطع الطريق على أي مبادرة اميركية أو دولية لإعادة إحياء "حل الدولتين" ، اما على المستوى الداخلي، فإن نتنياهو من خلال هذا الطرح يخاطب اليمين المتشدد حتى يضمن بقاء ائتلافه الحكومي، ويظهر أنه لا يقدم التنازلات رغم الضغوط، وفي الوقت عينه يحاول الهروب من المحاسبة من خلال الخطاب التوسعي القومي الذي يساعده على شد الانتباه بعيداً عن فشل الحكومة في منع هجوم 7 أكتوبر، وفي الموازاة يطرح نفسه كـ"حامي المشروع الصهيوني" بدل أن يظهر كمسؤول عن كارثة أمنية.
ماذا عن الدول العربية لا سيما تلك التي يشملها المفهوم التوراتي؟ يجيب المصدر: مصر ترفض اساسا أي فكرة لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، وتعتبرها محاولة "تصفية القضية الفلسطينية" على حسابها، وبالتالي فانها لن تقبل بأي قضم من اراضيها، اما الاردن فيرى أن "إسرائيل الكبرى" تعني ضم الضفة الغربية نهائياً، الامر الذي يهدد وجود الدولة الفلسطينية ويشكل ضغطا ديموغرافيا على الأردن ويعيد خطر الوطن البديل.
وبالنسبة الى لبنان الذي لم يصدر عنه اي موقف رسمي ، فيرى المصدر ان طرح نتنياهو يغذي خطابات حزب الله عن خطر وجودي إسرائيلي واهمية الاحتفاظ بالسلاح لحماية الحدود، اما على المستوى الرسمي فإن لبنان يسعى الى تطبيق الورقة الاميركية ويطلب من واشنطن ممارسة الضغوط على اسرائيل للانسحاب من الأراضي المحتلة.
في حين ان سوريا – بحسب المصدر عينه- تبدو في حالة من الارباك بالنسبة الى التعاطي مع اسرائيل لا سيما منذ سقوط نظام الاسد.
وعن الدول الخليجية، فيشير المصدر الى انها تربط اي تطبيع مع اسرائيل بحل الدولتين.

في المحصلة يختم المصدر: طرح نتنياهو عن إسرائيل الكبرى، قابل للتنفيذ كشعار سياسي داخلي يوحّد قاعدته اليمينية، انما غير قابل للتنفيذ كخطة فعلية على الأرض بسبب المقاومة، الديموغرافيا، الرفض العربي، والضغط الدولي.

انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب

تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.

انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل
Twitter Youtube WhatsApp Google News
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر قناة اليوتيوب ...
اضغط هنا