هل من فرضية بأن لبنان والمنطقة عبرا في قمّة ترامب-بوتين؟

هل ثمة فرضيات أو معلومات ومعطيات تشير إلى أن لبنان حضر أو جرى التلميح إليه خلال قمة الرئيسين الأميركي والروسي دونالد ترامب و فلاديمير بوتين في ألاسكا؟

وبالتالي ماذا عن هذه الفرضية والحضور ومن أي زاوية جرى التطرق إلى الشأن اللبناني نظراً إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تواكبه وتتابعه عبر ترامب شخصياً، وسبق أن أشار إليه الموفد الأميركي توم براك عندما قال إن الرئيس الأميركي يولي الوضع اللبناني عنايته الخاصة.

لذلك من غير المستبعد أن يكون عرض هذا الملف عبر مقاربة سريعة للشرق الأوسط خلال لقاء ترامب بوتين، و الروس أيضاً الذين لهم صداقات وعلاقات مع بعض الشخصيات اللبنانية، ولو أن فتوراً يشوب العلاقة الروسية-اللبنانية لجملة ظروف واعتبارات، بحيث يؤكد أكثر من مسؤول روسي أن هناك خصوصية للمسؤولين اللبنانيين، بمعنى العلاقة مع الغرب وتحديداً مع الولايات المتحدة الأميركية التي تمسك بالملف اللبناني، والأمر عينه لفرنسا، إلى أكثر من دولة غربية وأوروبية، لكن القرار أميركي، وهذا ما تدركه موسكو بوضوح تام.

في السياق، يذكر أن الذي كان على دراية تامة بالملف اللبناني هو نائب وزير الخارجية الروسية لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، الذي أقيل أخيراً، والوضع اللبناني من مختلف جوانبه في عهدة الموفد الأميركي توم براك، لذلك قد تكون التقارير التي رفعها الأخير وما لدى روسيا، مرت عبر مقاربة للشرق الأوسط بين ترامب وبوتين ولو مرور الكرام، أو، وهنا بيت القصيد، أن العناية الأميركية أو الأولوية هي لسوريا، وبالتالي موسكو عادت إلى سوريا أخيراً من خلال زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لموسكو.

فبعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، لم يعد الملعب السوري حكراً على موسكو، بل بات اللاعب الأبرز الأميركي والتركي والخليجي، وأخيراً ومن خلال بعض المعطيات والأجواء فإن روسيا بدأت تنسج علاقات مع إدارة الرئيس السوري أحمد الشرع وثمة أجواء إيجابية في هذا الإطار.

الخبير في الشؤون الروسية الدكتور زياد منصور قال لـــ"النهار": باعتقادي، ووفق معلومات وأجواء أولية وصلتنا، فإن النقاش في هذه القمة ومن الأساس هو للوضع الأوكراني-الروسي، أي الحرب بين كييف وموسكو، ومن ثم من الطبيعي العلاقات الأميركية - الروسية وثمة ودّ بين الرئيسين، ولا ننسى أن بوتين وجّه رسالة لأوروبا من خلال هذا الاستقبال والحفاوة، وبالتالي أوروبا هي الخاسر الأكبر، لكن معلوماتنا تشير بالنسبة لموضوع لبنان، إلى أن الروس لا يعنيهم هذا الملف وإن كانت العلاقات طيبة، وبالمقابل هناك برودة بين البلدين لجملة اعتبارات باتت معروفة، لكن الموضوع اللبناني ضمن هذه السلة المتكاملة السورية - الإيرانية.

ويخلص منصور قائلاً: ليس من فرضيات وتحليلات واستنتاجات، بل إن الحرب الروسية-الأوكرانية هي الأساس، والوضع الأوروبي والاستثمارات والغاز والأوضاع الاقتصادية والعلاقة بين واشنطن وموسكو، وثمة معلومات لدينا بأن ثمة قمة أخرى قد تكون مخصصة للشرق الأوسط ومن ضمنها يُبحث الملف اللبناني، لكن في الشرق الأوسط الأولوية لما جرى من حرب إسرائيلية إيرانية والملف الإيراني ومن ثم الوضع السوري، لذا ليس لبنان أولوية، وقد يأتي نقاشه في إطار الشرح الأوسع للملف السوري وما يمكن أن تصل إليه سوريا مستقبلاً.