شيخ العقل: مواقف جنبلاط أبعد ما تكون عن خيانة التاريخ والهوية
تقارب جنبلاط - أرسلان: من حماية البيت الدرزي إلى التحالف الانتخابي
على وقع التحولات السياسية المتسارعة في لبنان، ومع اقتراب موعد الاستحقاق النيابي، بدأت تلوح في الأفق تحالفات غير مألوفة، بعضها فرضته ظروف الداخل الأمنية والسياسية، وبعضها الآخر جاء استجابة لحسابات انتخابية دقيقة. وفي هذا السياق، برز التقارب بين الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال أرسلان، في خطوة قد تعيد رسم ملامح المنافسة في دائرة الشوف عاليه.
تؤكد مصادر في الحزب التقدمي لـ"النهار" أنّ المسار التصالحي بين جنبلاط وأرسلان يسير بخطى ثابتة نحو ترجمة سياسية، قد تتوّج بتحالف انتخابي في الدائرة المذكورة، تمهيدا لخوض الاستحقاق النيابي المرتقب بعد أشهر قليلة. وبحسب المصادر، فإنّ الاتفاق الانتخابي حاصل من حيث المبدأ، لكن تحديد اسم المرشح بين المير طلال شخصيا أو نجله مجيد، يبقى قرارا يعود إلى إرسلان نفسه.
ومع ذلك، تشدد على أن الغاية من هذا التقارب لم تكن انتخابية بحتة، أو إقصاء أحد من النواب أو الشخصيات الدرزية، بل فرضتها التطورات السياسية والأمنية، "إذ وجد الطرفان نفسيهما في خندق واحد للحفاظ على البلد من أي تمدد لفتنة درزية - سنية من سوريا بعد أحداث السويداء الأخيرة"، إضافة إلى "الحاجة للملمة البيت الدرزي في لبنان"، وهو ما دفع إلى التلاقي قبل أن تأتي الانتخابات".
ومع أن التحالف المرتقب يفتح الباب أمام سيناريو نجاح مزدوج لكل من تيمور جنبلاط ومجيد أرسلان، وبالتالي تضييق هامش المنافسة أمام شخصيات أخرى مثل وئام وهاب أو النائب مارك ضو، إلا أن الخبير الانتخابي محمد شمس الدين يقلّل من حجم هذا التأثير.
وفي حديثه إلى "النهار"، يوضح شمس الدين أنّ وهاب "لم يفز في انتخابات الشوف السابقة أساسا، فيما التحدي الحقيقي أمام مارك ضو ليس التحالف الدرزي، بل مسألة اقتراع المغتربين".
ويضيف أنّه "في حال عدم إقرار اقتراع المغتربين، فإن التحالف بين أرسلان وجنبلاط قد ينجح في إيصال الأول إلى المجلس النيابي، أما إذا أقرّ، فستبقى المنافسة شديدة".
هذا التقارب، وإن اتخذ طابعا انتخابيا في توقيته، يحمل دلالات أعمق تتجاوز صندوق الاقتراع. فهو يعكس إدراك القيادات الدرزية ضرورة الحفاظ على وحدة الصف في مرحلة دقيقة، حيث تتقاطع التحديات الأمنية مع الأزمات السياسية والاقتصادية. ولكن، على الرغم من قوة الرمزية التي يحملها هذا التحالف، فإن نجاحه في إحداث تغيير ملموس في الخريطة النيابية سيظل مرهونا بعوامل قانونية وتنظيمية، وفي مقدمها دور أصوات الاغتراب التي باتت لاعبا حاسما في الانتخابات اللبنانية، بالإضافة إلى الجو الدرزي المتأثر تماماً بما يجري في سوريا، وبدأ يؤسس لتيار معارض ينتشر سريعا في الأوساط الدرزية يمكن أن يطال تأثيره الزعيمين ويخلخل التوازنات على هذا الساحة، وخصوصاً أن العمل على تغذية هذا التيار بدأ بالتصاعد تدريجا، وبدأنا نرى تحركات شعبية درزية خارج إطار المرجعيتين، كالذي حدث من أيام قليلة في وسط بيروت.
اسكندر خشاشو - النهار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|