قاسم يتهم الحكومة بخدمة المشروع الإسرائيلي: المقاومة حرّرت خيار لبنان السيادي المستقل
ليليان شعيتو... ناجية من انفجار 4 آب يُحاولون سلبها أمومتها!
ليست المرّة الأولى التي أتابعُ فيها قضية ليليان شعيتو، ويبدو أنّ الزمن توقف عند قضيتها وعلّقت في دوامة الظلم نفسها مجددًا. فمنذُ الرابع من آب المشؤوم تغيّرت حياة ليليان كليًا ومع الانفجار وتعرضها للأذى باتت عرضة لأى أكبر تمّل من حرمانها من طفلها علي الذي رأته لمرة واحدة ودقائق معدودة قبل ثلاث سنوات على وقع ضغط إعلامي ومناشدات الرأي العام، وفقًا لما تؤكده نوال شعيتو شقيقتها في اتصال مع "نداء الوطن".
لا جديد في قضية ليليان، فهي ما زالت محرومة من رؤية طفلها الخارج من رحمها غير أنّ وضعها الصحي في تحسن مستمر وهي بدأت تخطو خطواتها الأولى من جديد. وتقول نوال إنّ ليليان تُتابع علاجها في مصر الآن وهي قطعت حوالي 70% من طريق العلاج الطويل وصحيًا تُظهر مستجدات إيجابية وتمضي قدمًا في طريقها إلى حياتها الطبيعية من جديد بعدما كتب الله عمرًا جديدًا لها.
غير أنّ أيام ليليان المكافحة التي تحاول بكلّ قوتها أن تعود إليها بحركتها وقدرتها على الوقوف على قدميها مجددًا، يُنغصها غياب طفلها علي وينعكس سلبًا على حالتها النفسية. وعلى عكس ما يدعيه زوجها، فإنّ ليليان تعرف ابنها كما كلّ أمّ تعرف طفلها وتعرف رائحته وتميزه من بين الآلاف. تعي ليليان أنها أم لطفل اسمه علي وهي تطلب يوميًا رؤيته وتردد اسمه دومًا. وهي لم تفقد ذاكرتها وإن فقد البعض إنسانيته.
ليليان المحرومة من طفلها "علوشي" لم تفقد ذاكرتها وهذا ما تؤكده لنا شقيقته نوال، وهي تطالب بابنها وهذا حق بديهي لكل أم، غير أنّ والده يقول إنّ ليليان مشوهة ولذلك لن يريها طفلها. وهنا تسأل نوال: هل ليليان مشوهة؟ لقد رأى الجميع صورها فأين التشوّه؟ وتضيف: فرضًا ليليان مشوّهة، فهل هذا يبرر حرمان أم من طفلها؟
على الصعيد القانوني، فإنّ ليليان لها الحق بقرار صادر من المحكمة الجعفرية برؤية طفلها لـ 7 ساعات أسبوعيًا ورغم ذلك يرفض والده فتح اتصال فيديو يسمح لـ ليليان برؤية طفلها.
لماذا عادت القضية إلى الواجهة إذاً طالما أنّ لا جديد فيها؟
كان يُمكن لليليان اليوم أن تكون في علاجها تتابعه بسلام وتكافح من أجل العودة إلى تحت سقف عائلة دافئة، قوية من أجل ابنها وطموحة لمستقبل حافل معه. غير أنّ منعها من رؤيته انعكس سلبًا على وضعها النفسي ومن هذا المنطلق عادت المطالبات ومحاولات الضغط على الزوج من أجل السماح لها بحقها، من دون أن تأتي كلّ هذه الحركة بنتيجة.
وما فجّر الوضع أكثر هو ما نُسب للزوج قوله إنّ ليليان بلا رأس فكيف سيسمح لها برؤية ابنها وهي من دون رأس. على قساوة هذه العبارة فإنها لا تعكس إلّا حجم المأساة وكم يمكن للإنسان أن يتخلى عن إنسانيته وأن يتمادى.
وأمام دموع ليليان والقرار القضائي، تحرك الجميع بمن فيهم المفتي أحمد قبلان وأشخاص من مكتب رئيس مجلس النواب نبيه بري لكنّ الرد كان مفاجئًا: لا نعرف أين علي وهو ليس مع جدته. وأمام تعنّت الزوج وعائلته، انكفأ الجميع وصار الإعلام والرأي العام حلًا قد يُساهم عبر الضغط بانفراجة صغير قبل أن يكبر ابن ليليان ويعرف الحقيقة ويعود إليها.
اليوم، ليليان في مصر تتابع علاجها بإصرار رغم تأزم وضعها النفسي وهي لا تنتظر من علي الحضور شخصيًا لأنها تعرف أنها لا تعيش معه في البلد نفسه بل كلّ ما تطلبه هو اتصال هاتفي فهل هذا كثير؟
وكيف يمكن للحق أن يكون كثيرًا؟
تقول نوال التي ترافق ليليان منذ اللّحظة الأولى للكارثة التي حلّت عليهم إنّ الظلم لا يدوم والواقع يقول أيضًا إنّ الأمومة لا تُسلب من أم مهما حصل والأم أم مهما حصل وليليان تعرف علي وتذكره وتعرف أنها أم علي مهما حصل.
إيفانا الخوري - نداء الوطن
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|