سؤال يتردد بعد 8 أشهر من وقف إطلاق النار... حرب جديدة؟

من كان ليتخيّل بين أيلول وتشرين الثاني 2024، أي في المدة الزمنية التي اشتدّت خلالها الحرب العام الفائت، أن تعود الأمور في البلد بعد انتهاء المعارك الى المربّع الأول، على صعيد النقاش الداخلي المرتبط بالحاجة الماسّة الى حصر السلاح بيد الجيش اللبناني، وبسط سلطة الدولة اللبنانية وحدها على كامل أراضيها، وحصر قرار السّلم والحرب بيد الدولة في لبنان فقط؟

الحرب... مجدداً؟

ومن كان ليتخيّل بين أيلول وتشرين الثاني 2024 أنه يمكن للسلطة التي ستنبثق عن إنهاء الفراغ الرئاسي، أن تقبل بأي شكل من أشكال التفاوض، أو احتمال التفاوض، مع أي طرف داخلي، على وجوب حصر كل "شاردة وواردة" أمنية وعسكرية موجودة على الأراضي اللبنانية، بيد الجيش اللبناني وحده؟

فالتأخير في بتّ تلك الأمور، يسمح بالعودة الى السؤال القديم نفسه، والذي لطالما كان مطروحاً في لبنان، خصوصاً بعد 7 أكتوبر 2023، وهو هل ستندلع الحرب؟ ومتى؟

خوف داخلي

تفاوتت الآراء طوال العام الفائت بين من كان يقول إن لا مصلحة لدى أي طرف بخوض حرب كبرى في لبنان، وبين من كان يؤكد أن الحرب تقترب، الى أن اشتدت كثيراً، وانتهت باتفاق لوقف إطلاق النار.

فماذا عن احتمالات المستقبل القريب بالنّسبة الى الحرب؟ هل يكفي ما أُقِرَ وما قد يتمّ إقراره على طاولة مجلس الوزراء، على مستوى حصر السلاح بيد الدولة وحدها، لتجنيب لبنان المزيد من الضربات والحروب، وذلك حتى ولو استمر الخوف الداخلي الرسمي من التنفيذ، أو من الحاجة الى الذهاب بعيداً في بعض الأحيان، على هذا الصعيد؟

دوافع جديدة؟

استبعدت مصادر مُتابِعَة "تجدُّد المعارك والقصف لتصل الى حدّ حرب بالمعنى الفعلي. ولكن الضربات لا تزال تتمّ يومياً، وهي تثبّت النتائج التي أسفرت عنها المعارك الأساسية خلال العام الفائت".

وأكدت لوكالة "أخبار اليوم" أن "الحرب تُخاض في العادة انسجاماً مع الرغبة في تحقيق أهداف أساسية. وإذا نظرنا الى الواقع الملموس، يمكننا القول إن الأهداف الأساسية المنشودة من التسخين العسكري الكبير على الجبهة اللبنانية تحقّقت خلال العام الفائت، أي خلال اشتداد المعارك في مرحلة ما قبل وقف إطلاق النار. وبالتالي، لا دافع حقيقياً يفعّل الحاجة الى تجديد الحرب كما في العام الفائت".

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"