قائد عسكري إسرائيلي: كان لدينا معلومات استخباراتية عن نصرالله لا يمكن تخيّلها
من صبر 40 عاماً يمكنه أن يصبر 40 يوماً... لبنان يتغيّر
يشهد لبنان عدة تطورات منذ أيام، انعكاساً لجلسات مجلس الوزراء الأسبوع الفائت، ولتحركات الشارع، وللتصريحات السياسية... وهي تطورات تبيّن أن البلد ينتقل مُرغَماً الى مراحل جديدة، على ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية، والالتزامات التي باتت الدولة اللبنانية مُجبَرَة على تقديم أوراق وملموسات واضحة بشأنها.
"حمّالة أوجُه"
ولكن التغيير هذا لن يكون سريعاً أو سهلاً، والجميع يدرك ذلك، وهو ما قد يجعل المرحلة الانتقالية طويلة نوعاً ما، لا سيّما على ضوء تصريحات إيرانية تظهر مرّة متشددة في ما يتعلّق برفض طهران حصر السلاح في لبنان بيد الجيش اللبناني وحده، وبين تصريحات إيرانية أخرى، "حمّالة أوجُه"، كتلك التي تفوّه بها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، الذي قال إن "حزب الله" و"حركات المقاومة" ليست بحاجة الى "وصاية"، وإنها تدرك جيداً ما هي المصالح التي يجب مراعاتها لبلدانها.
أي كلفة؟
فالحديث عن أنها "تدرك جيداً ما هي المصالح التي يجب مراعاتها لبلدانها"، قد تعني أن طهران مستعدّة لترك أذرعها المسلّحة تراعي ما تحتاجه أوطانها، أو (قد تعني) أن تلك التنظيمات المسلّحة تمتلك معرفة بمصالح بلدانها أكثر من السلطات الرسمية في تلك البلدان، وأنها هي التي تحدد ما يجب مراعاته، وما لا يجب.
وأبرز ما قد يعنيه ذلك الآن، هو أننا قد نكون دخلنا في مرحلة من المراوحة الجديدة، أكثر إيجابية من السابق من حيث أن الحكومة باتت تتحدث عن ضرورة حصر السلاح بيد الجيش اللبناني بشكل علني ودائم وثابت، ولكن من دون القدرة على حسم أي شيء بشكل سريع وتام.
فما هو تأثير ذلك على احتمال عدم البتّ بالملفات الأمنية والعسكرية بحلول نهاية 2025؟ والى أي مدى يمكن لمرحلة الإيجابيات الشفهية والمبدئية، بموازاة صعوبة التطبيق، أن تطول؟ وبأي كلفة؟
الحاجة الى وقت
أشار الوزير السابق رشيد درباس الى أن "من تعايش مع العقود الأربعة الماضية، لا بدّ له من أن يصبر أكثر بعد. ومن صبر 40 عاماً، يمكنه أن يصبر 40 يوماً".
وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "ما جرى خلال المدّة القليلة الماضية، لم يَكُن يوجد سابقاً من يتخيّل أنه من الممكن أن يحصل. فالحكومة باتت تجتمع وتأخذ قرارات، والدولة الأسدية في سوريا انتهت، و"حزب الله" بات في شمال الليطاني، ولم يَعُد هناك أي محور قتالي ضد إسرائيل يعمل من لبنان كما كانت عليه الأحوال في الماضي. وهذه المتغيرات هي نقاط في السير نحو الأمام في لبنان. ولكن لا مجال لأن يحصل التغيير على طريقة "غمّض عين" و"فتّح عين"، بل هناك مرحلة تحتاج الى وقت".
تغيير حتمي
وأكد درباس أنه "إذا عاد (المبعوث الأميركي) توم براك الى لبنان غداً، وجلب معه موافقة إسرائيل على الورقة الأميركية، فهذا سيسحب الكثير من الذرائع التي يعتمدها فريق "المُمَانَعَة"، لأن تلك الموافقة تعني أنها (إسرائيل) تتعهّد بالانسحاب وبوقف الغارات والاعتداءات. وأما إذا عاد براك الى لبنان من دون تلك الموافقة، فهذا يعني أننا لا نزال في حالة منازلة إيرانية - أميركية مستمرة".
وأضاف:"أمور كثيرة تتغير في المنطقة كلّها، ولن تسمح التطورات للبنان بأن يقف متفرّجاً عليها فقط، حتى ولو أراد ذلك. فهو جزء من التفاعلات التي تحصل، ومن اليوم وحتى أواخر العام الحالي، سنشهد تغييرات لبنانية حتمية".
وختم:"بالعودة الى حقبات سابقة، نجد أن الحكومات اللبنانية لم تتمكن من أخذ قرارات إلا بعد الحصول على موافقة المسؤولين في "حزب الله". ونتذكر أيضاً أن الحكومة كانت تُعتَبَر في الماضي غير ميثاقية، وبتراء، وعرجاء، بسبب المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وأما اليوم، فها هي تجتمع، وتأخذ قرارات كبيرة مرتبطة بحصر السلاح من دون أن تفرط. وهذا دليل كبير على وجود تغيير".
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|