"الحزب" يستعدي سلام ويهادن عون!
شنَّ حزب الله حملة شعواء على رئيس الحكومة نواف سلام، على خلفية القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء بحصر السلاح بالدولة اللبنانية، واستكمالا باقرار اهداف ورقة المبعوث الاميركي توم براك فيما بعد، واعتبر ان القرار هو بمثابة خطيئة كبرى ارتكبتها الحكومة، يجرد لبنان من قوته، ويصبّ في مصلحة اسرائيل، وارفقها فيما بعد بتهديدات اطلقها النائب رعد، في اطلالة تلفزيونية اعدت على عجل، واستحضر فيها مفردات سياسية ودينية، امعن الحزب بتوظيفها في معاركه السياسية والامنية، لشحن النفوس واثارة الغرائز ضد خصومه، وارفقها بتجييش اعلامي وحملات نافرة واتهامات بالخيانة ضد رئيس الحكومة شخصياً.
ليست المرة الاولى التي يتهجم حزب الله على رئيس الحكومة بهذه العبارات المسيئة والمتدنية المستوى، بل سبقها تحريض جمهوره، بتوجيه سيل من الشتائم واتهامات «التخوين»، ضده اثناء رعايته انطلاق العاب كرة القدم بالمدينة الرياضية منذ اشهر، لاعلانه اصرار الحكومة الجازم، اتخاذ القرار بحصر السلاح بيد الدولة،عاد بعدها النائب رعد مع وفد من نواب الحزب، لمقابلة سلام وابداء الاسف مماحصل واعادة تصويب العلاقة مع رئيس الحكومة الى مسارها المعتاد.
بدا لافتاً أن حزب الله ركز حملته على رئيس الحكومة شخصيا، وحيّدَ رئيس الجمهورية، الذي كان مترئسا جلستي مجلس الوزراء في القصر الجمهوري، لدى اتخاذ قرار حصر السلاح بيد الدولة، بمافيه سلاح الحزب،وبعدها اقرار اهداف الورقة الاميركية، دون التراجع، تحت ضغط حملات التهديد والتهويل، او حتى القبول باقتراح الحوار حول السلاح، مايؤشر بوضوح الى ان الحزب يهدف من وراء هذا التمايز بموقفه اولا، الى تصوير رئيس الحكومة بالعدو الوهمي للحزب، بالتصويب عليه واستهدافه بحملات التخوين المفبركة، التي اعتاد الحزب على رشق خصومه السياسيين، لتشويه صورتهم امام الرأي العام، ولاظهار اعتراضه ورفضه القاطع لقرار نزع سلاحه، ولدغدغة احاسيس جمهوره، ومحاولة استيعاب مشاعر الاحباط لديه، وثانيا حجب الاهتمام عن مسؤولية الحزب بما تسببت به حرب الاسناد، التي شنّها ضد اسرائيل، واعادت احتلال اسرائيل لمناطق استراتيجية جنوبا، وعجزه عن إعادة اعمار بلداتهم وقراهم المهدمة، بالرغم من مرور ما يقارب الثمانية اشهر على وقف الاعمال العدائية مع اسرائيل، والاهم فشل الحزب في الرد على قيام اسرائيل باغتيال كوادره وقصف مستودعات اسلحته، دون ان يستطيع الرد عليها اوقفها.
ثانياً، الظهور امام القيادة الايرانية، التي تحرض الحزب وتوجهه لغاياتها ومصالحها الخاصة، انه يقوم بمايمكن لاجهاض وتعطيل قرار نزع سلاحه بكل الامكانات المتوافرة لديه.
يُستدل من تعاطي حزب الله بازدواجية لافتة، بين رئيسي الجمهورية والحكومة، فيما يتعلق برفض قرار حصر السلاح بيد الدولة، بتحييد عون عن الحملات والتصويب على سلام فقط، وان كان هدفه الابقاء على قنوات التواصل قائمة مع رئيس الجمهورية على حدة، لان مقاطعة السلطة لا تجدي نفعاً، بعد تغيير موازين القوى المحلي والاقليمي والدولي، لغير صالح الحزب، الا انه يعكس في جانب منه، تخبطاً وهشاشة في الاداء، وضعفاً في تعطيل القرار وقلب الوقائع لصالح الحزب، كما كان يحصل في السابق.
معروف الداعوق - اللواء
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|