"ليش لأ" ... هذا ماقاله سامي الجميل عن توقيع السلام مع إسرائيل
الانفجار حتمي.. هل تتبدل الظروف؟
يمرّ لبنان في هذه المرحلة بواحدة من أكثر لحظاته السياسية حساسية منذ سنوات، حيث شكّل قرار مجلس الوزراء بالسير في مسار سحب سلاح حزب الله نقطة تحوّل قد ترسم ملامح المرحلة المقبلة.
هذا القرار، وإن بدا على الورق خطوة إجرائية، إلا أن تداعياته العميقة تنذر بمسار طويل ومعقّد، إذ أن اللحظة التي قد ينفجر فيها الوضع بشكل فعلي ما زالت مجهولة، لكن المؤكد أن هذا الانفجار قادم لا محالة.
فمن الواضح أن موقف "الحزب" حاسم ولا لبس فيه: أي محاولة عملية وجدية لنزع السلاح لن تمر من دون رد. هذا الموقف الصارم يضع البلاد أمام معادلة دقيقة، حيث يصبح كل يوم يمر بمثابة سباق بين بدء تنفيذ القرار وبين التطورات الإقليمية التي قد تغيّر مسار الأحداث.
فهناك احتمال لغرق الجيش الإسرائيلي في معارك غزة بشكل يستهلك قدراته ويحد من قدرته على الضغط، أو انشغال الولايات المتحدة بجبهة خارج الشرق الأوسط، ما قد يخفف من حدّة المواجهة في لبنان. كذلك، يبقى الباب مفتوحاً أمام تطورات مفاجئة في الإقليم يمكن أن تعيد ترتيب الأولويات.
لكن، في حال لم تطرأ أي من هذه المستجدات، فإن التصادم بين "الحزب" والدولة سيصبح شبه حتمي. هذا التصادم، إذا وقع، لن يكون مجرد اشتباك سياسي أو أمني عابر، بل انفجار كبير قد يهزّ أركان النظام السياسي برمّته، ويفتح الباب أمام إعادة صياغة التوازنات الداخلية، وربما الإقليمية أيضاً. وفي ظل هشاشة البنية السياسية اللبنانية، فإن أي هزّة بهذا الحجم يمكن أن تدفع البلاد نحو مسارات غير محسوبة، وتفتح المجال أمام قوى داخلية وخارجية لإعادة تموضعها.
الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد الوجهة. فلبنان يقف على حافة مرحلة فاصلة قد تنهي حالة المراوحة، وتفرض وقائع جديدة على الأرض. البعض يرى أن هناك فرصة لاحتواء التصعيد عبر تسويات مرحلية أو تأجيل المواجهة، لكن القراءة الواقعية تشير إلى أن جذور الخلاف عميقة، وأن ما يجري اليوم ليس سوى بداية فصل جديد من الصراع على هوية الدولة ودورها.
وسط هذا المشهد، يعيش اللبنانيون حالة من القلق والترقب، مدركين أن ما يتشكل خلف الكواليس قد ينعكس على حياتهم اليومية بشكل مباشر، سواء على الصعيد الأمني أو الاقتصادي. فالتوازنات الداخلية التي قد تُحسم في الأسابيع المقبلة لن تكون مجرد ترتيبات سياسية بين القوى، بل ستطال بنية النظام ومصالح كل الأطراف، وتجعل من لبنان ساحة اختبار جديدة لصراعات الإقليم.
يبدو أن البلاد تدخل مرحلة مفتوحة على احتمالات واسعة، حيث لا يملك أحد ترف الاطمئنان، ولا يوجد يقين سوى أن لحظة الحسم، متى أتت، ستكون نقطة تحوّل مفصلية في تاريخ لبنان الحديث.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|