"لا تكتفوا بالحنين"... الراعي للمغتربين: سجّلوا قيودكم في سجلات النفوس
هل تسير العلاقة بين جنبلاط و"الثنائي" نحو الفراق؟
لا شك في انّ حساسية ملف السلاح في هذا التوقيت بالذات، يستدعي توافقاً سياسياً كبيراً بعيداً عن أي انقسام او خلافات بين الافرقاء اللبنانيين، لانّ ظروف البلد لا تحتمل، والاخبار التي تحيط باللبنانيين مضخّمة وبعضها قديم وملفق ومنتشر منذ أيام على مواقع التواصل الاجتماعي لزرع الفتنة وتوابعها، في وقت ما تزال تردّدات جلستي مجلس الوزراء اللتين عقدتا يومي الثلاثاء والخميس الماضيين، نتج عنهما تكليف الجيش إعداد خطة لتسليم السلاح، مع انسحاب الوزراء الشيعة ورفض بيئة حزب الله وجمهوره الذي قام بمسيرات في بعض المناطق، استنكاراً لما جرى، في الوقت الذي صدر فيه قرار الحكومة بعد دراسات دستورية وقانونية، وبعد تأييد من الوزراء المشاركين في الجلسة، ورفض للوزراء الشيعة المتمثلين بحزب الله وحركة أمل.
هذا على صعيد الداخل اما الخارج فقد جاءت أصداؤه مؤيدة على الصعيدين العربي والدولي، فيما تستمر المخاوف من تناحرات سياسية بين القوى اللبنانية بين مؤيد ومعارض، ما يؤكد وجود إتجاهات سياسية متناقضة حتى بين الاطراف التي كانت تعتبر صديقة للثنائي الشيعي، على غرار العلاقة بين حزب الله والرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، الذي لا يقطع شعرة معاوية مع اي فريق، اذ يبقى دائماً على مسافة من الجميع فلا يقاطع احداً ولا يساير احداً لدرجة التحالف الدائم، انما على القطعة وهذا ما إعتاده اللبنانيون مع جنبلاط، لذا تغيب معه المفاجآت لانها باتت من صميم حياته السياسية، خصوصاً انه اصبح عنواناً للقراءة السياسية المستقبلية، وقراءة الغيب التي تسجّل له دائماً نجاحاً وفوزاً فيبدو اول العارفين بكل ما سيحدث.
هذا ولم يؤد موقف جنبلاط من حصرية السلاح إلى توتر مع رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، الذي يبقى الحليف الدائم للزعيم الدرزي مهما كانت التناقضات والاتجاهات والمسارات السياسية، لانّ العلاقة مع عين التينة لن تتغير مهما برز التباين السياسي لانّ الرجلين يفهمان على بعضهما ويثق كل واحد منهما بالاخر، وهذا التعاطي الايجابي أكدته لـ "الديار" مصادر كتلة "التنمية والتحرير" التي يرأسها الرئيس برّي، وقالت: "الزعيم وليد جنبلاط له حيثية سياسية خاصة نتفهمها".
وحول ما اُشيع عن إستقالة وزير التنمية الإدارية فادي مكي ووضعها بتصرّف الرئيس برّي، نفت المصادر المذكورة ذلك، وقالت: "الشائعات تتكاثر في هذه الفترة بهدف التشنّج وصبّ الزيت على النار"، معتبرة بأنّ الوزراء الشيعة انسحبوا من الجلستين من دون ان يتسبّبوا بأزمة حكومية، لذا لا يمكن لأحد ان يضع اللوم عليهم وهذا حقهم، ولقد عبرّوا بكل ديموقراطية وطالبوا بتأجيل البت بملف السلاح الى حين تقديم الجيش خطته قبل 31 آب الجاري، لكن هذا الطلب قوبل بالرفض من رئيس الحكومة والوزراء المحسوبين عليه، إضافة الى وزراء "القوات اللبنانية" و"الحزب التقدمي الاشتراكي".
واشارت المصادر عينها الى انّ الوزير السابق جنبلاط يبقى الحليف والصديق للرئيس برّي، ولن يكون هنالك شرخ سياسي كما يرغب البعض، انما إختلاف في وجهات النظر ليس أكثر.
وعلى الخط الاشتراكي تشير المصادر لـ "الديار" الى انّ الزعيم الاشتراكي سبق ان تناول مسألة السلاح قبل حرب تموز 2006، وتسليمه على غرار ما فعلت باقي الاحزاب اللبنانية، وقدّم حلاً بأنّ ينضم مقاتلو حزب الله الى الجيش اللبناني، وهو من دعاة السلم ومنع الفتن الطائفية والمذهبية، ويشدّد دائماً على منع حصول اي معركة داخلية، وسيتصدّى لها ويمنع حصولها، مذكّرة بمصالحة الجبل التي صادف حصولها في هذا الشهر وتحديداً في 3 آب 2001.
ولفتت مصادر اشتراكية الى انّ جنبلاط يفهم جيداً على الاميركيين، ولقد تلقى إشارات منهم بانهم لن يتساهلوا هذه المرّة، بل يصرّون على الانتهاء من هذه المسألة وتحديد جدول زمني لها، وانطلاقاً من هنا كان البادئ في دعوة حزب الله الى تسليم السلاح للجيش اللبناني حفاظاً منه على الحزب.
وعن العلاقة مع الرئيس برّي، اشارت الى انّ التنسيق قائم دائماً بينهما، والعلاقة ثابتة ولن يزعزعها احد، نافية حصول اي شرخ سياسي بين الرجلين لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل، وختمت بأنّ جنبلاط يشدّد على افضل علاقة بين الجيش اللبناني وحزب الله.
صونيا رزق- الديار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|