هل تتهيأ إسرائيل لضربة قاصمة تشلّ عقارب المشروع النووي الإيراني؟
في الوقت الذي تتصاعد فيه الأدخنة فوق مدن إيرانية وتُظلم شاشات مؤسسات حساسة داخل إسرائيل، يزداد الحديث همسًا وعلانية عن مواجهة غير معلنة تتدحرج بهدوء نحو لحظة الانفجار..
هل تمهد هذه "الحرب الخفية" لضربة إسرائيلية كبرى تستهدف البرنامج النووي الإيراني؟
من مشهد إلى عبادان، تتكرر حرائق غامضة في منشآت مدنية وصناعية حيوية بإيران، تتزامن بشكل لافت مع هجوم سيبراني شنته مجموعات إيرانية على أهداف داخل إسرائيل، في مشهد بات أقرب إلى "حرب استنزاف ناعمة" تخوضها الدولتان عبر التخريب والإرباك، لا الطائرات والدبابات.
في الـ14 من يوليو التهم حريق كثيف مطار مشهد الدولي، ليتبعه بعد أيام حريق مهول في مصفاة عبادان، إحدى أكبر المنشآت النفطية في البلاد، أودى بحياة أحد العمال.
وفي الوقت الذي سعت فيه السلطات الإيرانية لتبديد الذعر عبر الحديث عن "أعشاب محترقة" أو "تسرب في المضخات"، بدأت أصوات داخلية وخارجية تطرح فرضية أخرى أكثر خطورة: هل تُستهدف إيران من الداخل في عملية تخريب منسقة؟
مسؤولون إيرانيون لمّحوا ضمنًا إلى عمل خارجي، فيما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن دبلوماسي أوروبي ومسؤولين إيرانيين اعتقادهم أن إسرائيل تقف وراء بعض تلك الحوادث، في محاولة لتقويض البنية التحتية الحيوية تمهيدًا لما قد يكون أكثر من مجرد رسائل.
في الضفة المقابلة، أعلنت مجموعة قرصنة إيرانية تدعى "جبهة إسناد" مسؤوليتها عن اختراق شركة "ماناميم" الإسرائيلية، وهي مزود رئيس للغذاء والخدمات اللوجستية للجيش الإسرائيلي.
سبق للجماعة أن تبنت هجمات على الاستخبارات الإسرائيلية، في تصعيد نوعي يتجاوز الطابع التقليدي للهجمات الإلكترونية نحو أهداف تمس الأمن الغذائي والعسكري مباشرة.
وفي الخلفية، يخوض الداخل الإيراني معركة أخرى؛ التصعيد السيبراني والتخريب الداخلي ترافق مع تصاعد التيار الرافض للتفاوض مع الغرب، واتهام الأصوات المعتدلة بالخيانة. وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أقرّ بصعوبة استئناف المفاوضات، لكنه ترك باب الأمل مواربًا، قائلاً: "طريق التفاوض ضيق، لكنه ليس مستحيلاً... إنما يحتاج لإثبات جدية الطرف الآخر".
ما يجري في الظل يبدو أقرب إلى تمهيد لشيء أكبر حرائق داخل إيران، اختراقات في إسرائيل، وأعين المراقبين تتجه إلى منشآت نطنز وأراك وبوشهر.
هل تتهيأ إسرائيل لضربة قاصمة توقف عقارب المشروع النووي الإيراني أم أن ما نشهده هو مجرد فصل آخر من حرب نفسية طويلة، تتقن اللعب تحت السطح وتخشى الانفجار فوقه؟
الأسئلة مفتوحة، والإشارات تزداد سخونة... أما الإجابة، فقد تأتي في وميض خاطف لا يحذّر أحداً قبل أن يضرب.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|