"ترويقة فلافل" وذكريات في سن الفيل... زيارة مفاجئة للرئيس عون (صور)
شيخ العقل أطلق حملة دعم وتبرّع لأبناء السويداء
دعا شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى الدول المؤثرة والراعية للثورة السورية وفي مقدمتها الدول العربية الشقيقة رعاية واحتضان مسيرة بناء الدولة واتفاقها مع مكونات البلاد، للوصول الى عقد اجتماعي وطني يطمئن الجميع ويرسم آفاق المستقبل، وفك الحصار عن السويداء وفتح الممرات الانسانية، مطالبا بتحقيق شفاف حول ما ارتكب من مجازر ومحاسبة عادلة وحازمة للمفاعلين والمحرضين.
كلام شيخ العقل جاء خلال مؤتمر صحفي عقده في دار الطائفة في بيروت، لشرح الواقع الانساني المؤلم الذي تعيشه محافظة السويداء وإطلاق حملة انسانية واسعة لفك الحصار المفروض على السويداء وتأمين التبرعات والدعم اللازم للعائلات المنكوبة والاعلان عن خطوات عملية في هذا المجال، بحضور عدد من أعضاء مجلس الإدارة واللجان المعنية في المجلس المذهبي، ومسؤولين من مديريتي المجلس ومشيخة العقل والمستشارين.
استهل أبي المنى مؤتمره بالقول: “انطلاقاً من مبدأ صحة الإيمان وحفظ الأخوان، وشعوراً من مشيخة العقل والمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز بواجب نصرة أهلنا في السويداء الجريحة والمساعَدة في بلسمة جراح المنكوبين منهم، وتأكيداً على وحدة الطائفة المعروفية وترابطها الروحي والاجتماعي، وبعد تعذُّر الوصول إلى اتفاقاتٍ متينةٍ تعزِّز الثقةَ بالدولة وتنشرُ الاطمئنان في الجبل، ونتيجة لما حصل في السويداء من اعتداءات وانتهاكاتٍ ومجازر وأعمالٍ تخريبية ولاإنسانية، بحقّ الشيوخ والنساء والأطفال، بما في ذلك من حقدٍ وكراهية وتطرُّفٍ وغيابٍ تامٍّ لصوت الضمير، وتفلُّتٍ مُطلَقٍ من مبادئ الإسلام والوطنية والإنسانية، بما لا يتصوّرُه عقلٌ ولا يتوقّعُه عاقل، وما رافق ذلك من ملاحمَ بطوليةٍ دفاعاً عن الأرض والعرض والكرامة.
ومع انكشاف الواقع الحقيقي، يوماً بعد يوم، على كمٍّ كبيرٍ من الخسائر الهائلة في الأرواح والممتلكات، ونكبة العديد من العائلات، والحاجة الملحّة لمستلزمات الحياة في مختلف المجالات، في مشهدٍ مأساويٍّ غير مألوفٍ في ديارنا، ومعَ رجائنا بأن تتمكن الدولة السورية الفتيّة من استعادة هيبتها وتأكيد قدرتها على معالجة الواقع بحكمةٍ وعدالة لضمان الاستقرار وتحقيق الازدهار الذي نتمّناه لسوريا ونرى تباشيره في أكثر من مجال استثماري وعلاقات دولية.
كان لا بدَّ لنا إزاء ما شاهدناه وواكبناه من إدانة الاعتداء الآثم على السويداء ومحاولة تمزيق النسيج الاجتماعي في المحافظة، وإثارة الغرائز ومشاعر الكراهية بين أبناء الوطن الواحد، وكان لا بدَّ لنا أيضاً من الوقوف إلى جانب أهلنا وكلِّ مَن اعتُديَ عليه وتضرَّر من أبناء السويداء الشمَّاء، الذين كانوا فريسة الحقد والتربية على الكراهية، وإن كنَّا نتحفّظ اليومَ على الدخول في الموضوع السياسي والأمني لنُفسح في المجال لمساعي التهدئة أن تتضاعفَ وتتكثّف، ونحن نقوم بجزءٍ من تلك المساعي ونشدُّ على أيدي سُعاةِ الخير ونكرِّرُ الطلبَ إلى الدول الحاضنة للثورة والراعية لانتصارها، وفي مقدَّمتِها الدولُ العربية الشقيقة التي هي موضِعُ الأمل والرجاء، والتي تعرف عن كثبٍ هويةَ السويداءِ العربية الأصيلة وتاريخها النضاليِّ المشرِّف من أجل استقلال سوريا وكرامة الأمة، نطالبُها بأن ترعى وتحتضن مسيرةَ بناءِ الدولة واتفاقِها معَ مكوِّنات البلاد، للوصول إلى عقدٍ اجتماعيٍّ وطنيٍّ يطمئن الجميع ويرسمُ آفاقَ المستقبلَ المرتجى لسوريا الحديثة”.
وتابع: “وبالتوازي مع المساعي الحثيثة لاحتواء المشهد الحربي ومعالجة الأمور السياسية، فإنَّنا نرى أنفسنا مَعنيّين، في هذه اللحظة الحرجة، بتحمُّل المسؤولية الإنسانية على الأقلّ، بالوقوف إلى جانب أهلنا في محنتهم، وهم السوريون الضاربون عمقاً في وطنيتهم وعروبتهم وإخلاصهم وتمسكهم بالوحدة الوطنية، لكنهم اليومَ في حالٍ لا يُحسدون عليها، وقد ناشدوا وناشدنا معهم دولَ العالم والمنظماتِ الدوليةَ والإنسانية للتحرُّك السريع والواسع للإغاثة والإنقاذ، وها نحن اليوم باسم مشيخة العقل والمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز نطلقُ حملةً إنسانيةً واسعة، ونداءً عالياً عاجلاً لنصرة السويداء المنكوبة وبلسمة جراح أهلِها العميقة، بالعمل الدؤوب لإنقاذ الجرحى ومعالجة المرضى والمصابين وإعادة المخطوفين وعلى الأخص النساء منهم، اليوم قبل الغد، وحفظ سلامة الطلاب الدروز في الجامعات والمناطق، ولتأمين حاجيات العائلات التي هُدِّمت بيوتُها أو حُرقت وتلك التي فقدت معيلَها أو التي لم يبقَ من رجالها أحدٌ سالماً، ولإعادة إعمار ما تهدَّم من بيوت ومؤسساتٍ، وهذا النداء له شقَّان:
– الشقُّ الأول موجّهٌ إلى إخواننا وأبنائنا الموحِّدين الدروز في لبنانَ والعالَم، وإلى أصدقائنا الأوفياء من جميع الطوائف والمناطق والبلدان، ليشاركوا في حملة التبرُّع للصندوق الخيري في دار الطائفة في بيروت، بأيدٍ سخيّةٍ لا تعرفُ التمييزَ الطائفيَّ أو الحزبيَّ أو المناطقيّ، بل تعرفُ الواجبَ المُلقى على عاتق كلِّ معروفيٍّ أبيّ، وكلِّ إنسانٍ أخٍ وصديق، وكلّ وطنيٍّ وعربيٍّ وعالميّ يتمتّعُ بحسِّ الأخوّة الإنسانية، ويأبى ألَّا يُباليَ في مثل هذه اللحظةِ المأساوية من تاريخ شعبٍ مُصاب، وبلادٍ يكادُ يعمُّها الخراب.
-والشقُّ الثاني موجَّهٌ إلى الدول العربية والصديقة، وإلى المنظّمات الإنسانية وإلى الدولة السورية، لفكّ الحصار عن السويداء وفتح الممرات الإنسانية، ولتأمين مستلزمات الحياة ومعالجة الجرحى والمصابين، ولإعادة الإعمار والتعويض عمّا نُهبَ وسُرق، مع التنبُّه إلى وصول المساعدات إلى مستحقّيها في السويداء وقراها، إذ هي المنكوبة والمستهدَفة، وليس سواها، وللقيام بتحقيقٍ دقيقٍ وشفَّاف حول ما ارتُكب من مجازرَ، ولمحاسبة عادلة وحازمة للفاعلين والمُيسّرين والمحرّضين. ودراسةِ أبعاد ما حصل ودوافعه وارتباط تلك الأبعاد والدوافع بفلسفة الدولة ووجودها”.
وتابع: أيُّها الكرماءُ، أيّها الأوفياء، فليكن إيمانُكم قويَّاً وتبرُّعُكم سخيَّاً، ولتكن وِقفتُكم معَ أهلِنا في السويداء وِقفةً إنسانية، ننصرُهم بالموقف قبل نُصرتِهم بالمال، ونمدُّ لهم يدَ الدعم المعنويِّ قبل الماديّ، ولا نبخلُ عليهم بجزءٍ ممّا نملكُ، نحافظُ به على كلِّ ما نملكُ من كرامةٍ ومن أمنٍ اجتماعيٍّ وحضورٍ وطنيٍّ ووجود.
ليكنِ التبرُّعُ بالغاً يوازي الجرحَ البليغ، وليتمَّ بإحدى الطريقتين:
أولاً: التبرُّع نقداً، من خلال مكاتب المجلس المذهبي ومشيخة العقل، على الأرقام التالية:
ثانياً: التبرُّع(Fresh Dollar) عبر بنك(BBAC) على رقم الحساب التالي:
LB 28 0028 0000 0000 0032 9606 0070
أو عبر الـ (Whish Money) على الرقم التالي:+9613044401
علماً أن أسماء المتبرّعين ستُنشرُ على الموقع الإلكتروني لكلٍّ من مشيخة العقل والمجلس المذهبي، كما أنّ لجنة جمع التبرُّعات برئاسة شيخ العقل ستكون على تنسيقٍ دائمٍ مع المعنيين، وستدرسُ مع مجموعةٍ من المشايخ الأفاضل والأهالي الموثوقين والناشطين في السويداء نوعَ الحاجيات وكميّتِها، وستضع بالتالي خطةً واضحةً ودقيقة لطريقة تسليم المساعدات حيثما تستدعي الحاجة، راجين الله سبحانه وتعالى أن يرفعَ الظلم عن الجميع وأن تزالَ سريعاً هذه الغيمةُ السوداءُ من سماء السويداء الحبيبة وسوريا العزيزة، وأن يأخذ بأيدينا ويوفّقَنا في مسعانا الإنساني هذا انطلاقاً من حرصنا على السلم الأهلي، ووقوفنا سدّاً منيعاً بوجه الفتنة السنية الدرزية، أو بين الدروز والعشائر العربية الشقيقة، فالموحدون الدروز دعاة سلام لا خصام، وعلى الجميع احترام تاريخهم النضالي إذ إنهم كانوا دائماً سيف العروبة والإسلام، ومحذرين من المخططات الصهيونية والمؤامرات التفتينية”.
وقال: “وفي غمرة كلّ ذلك لا بدّ من توجيه التحية الى الزعيم وليد بك جنبلاط المتطلع دوماً الى المستقبل ببصيرة ثاقبة والمتكيّف مع الواقع والقادر على إقامة التوازن لحماية الطائفة والوطن، والسبّاق دائماً في الدعم الإنساني الى أبعد الحدود، خاتمين بقوله تعالى:} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ{، فعسى أن نكون من }الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ{. صدق اللهُ العظيم”
حوار
ثم دار حوار بين شيخ العقل والاعلاميين، فقال ردا على سؤال حول مدى التخوّف من امتداد الفتنة الى لبنان، “اننا نعمل على تطويق الفتنة ولن نسمح بها خاصة بين الدروز والعشائر، ونحن من تلك العشائر العربية ولن نقبل باي امتداد لهذا الامر في لبنان، حتى اننا نعالج الامر في السويداء ونسعى لذلك وليس فقط في لبنان، من هنا اتصالاتنا الدائمة مع سماحة مفتي الجمهورية والشخصيات السنية والمسيحية والجميع الذين شدوا على ايدينا، لحماية التنوع والوحدة الوطنية”.
وقال بالنسبة الى الاعلام العربي: “هناك من لاحظ ان هذا الاعلام لم يعطِ الحيّز الانساني والواقعي الاهتمام كما يجب، علما انه كان ناشطا في المقابلات معنا ومع سوانا، ولسنا في موقع الاتهام، لكننا نقول بان الجميع مجروحون ومصدومون لما حصل في سوريا وكنا دائما نتطلع الى سوريا الحديثة، وكنا مدهوشين بمشهد الهوية البصرية التي اعطت صورة مغايرة تماما عن صورة المجازر التي صدمتنا وما حصل في السويداء وهذا لا يقارن بذلك، لكننا نشد على يد الرئيس الشرع والمسؤولين واهل الحوار وسعاة الخير للسعي الى بلسمة الجرح العميق، ويجب ترميم ما تهدم. وهذا يحتاج الى جهد اضافي كنا بغنى عنه وبكلفة اقل، من خلال الوصول الى اتفاق وان تكون الدولة المسؤولة اولا راعية لمكوناتها وشعبها، والى عقد اجتماعي وطني وهذا لم يحصل ولكنها ليست نهاية المطاف وسنظل نسعى، ونناشد الدول العربية والاعلام العربي ان يكون صادقا وعادلا وحاضنا”.
وعما إذا كان حصل اي اتصال مع القيادة السورية بهذا الخصوص، قال: “وليد بك والمسؤولون يتابعون. هو يتابع على اعلى المستويات ونحن على تواصل معه، فهو ينظر الى البعيد ولا يمكن ان نكون على عداء مع دولتنا واهلنا، لكن عليهم ايضا احتضان هذه الشريحة العربية الاسلامية التي قدمت الكثير من اجل سوريا، هذه الطائفة المعروفة بنضالها وتضحياتها وقياداتها كسلطان باشا الاطرش وغيره جديرة بالاحترام ويجب تقدير وضعها وخصوصيتها، لذلك فهي مسؤولية الدولة والدول التي رعت انطلاق الدولة بأن تحتضن مثل هذا العقد الاجتماعي المطلوب”.
وحول سؤال عن مدى تفاعل الدروز في مناطق تواجدهم ازاء مجريات التطورات، قال: “اننا لا نشك بتلك الغيرة المعروفية الانسانية لجيرانهم، فتاريخ الطائفة اغاثة الملهوف وهم يجيرون الجار ولو جار، وكل على طريقته يشارك بحملات، انما نحن معنيون بما نتمكن عليه من خلال اهلنا والمغتربين والاصدقاء الكثر ومن قبل المنظمات الدولية، بغض النظر عن اي تفرقة حزبية او طائفية او مناطقية، فالكل معنيون بهكذا حملة بمنأى عن المواقف السياسية. فللنهض جميعا ونبرهن للعالم اننا قادرون على اغاثة اهلنا في السويداء.
وبالنسبة الى ادخال المساعدات في ظل الحصار، قال: “لسنا معزولين عن العالم او في جزيرة نائية وانما في قلب الشرق والعالم والصراع، فعيون العالم علينا والمنظمات موجودة ولا نشكك بدورها حتى الهلال الاحمر السوري بالامس كان متعاونا ووصلت كمية من المساعدات، ونوجه شكرنا لكل من يساعد وتكلمنا مع الاردن ليكون ثمة معبر انساني على الاقل لتأمين المستلزمات، المشكلة لم تنتهِ بعد وهي معقدة جدا، ولذلك اقول باننا نحتاج الى جهد كبير للوصول الى المصالحة والثقة، وبالتالي الى طمأنة الناس. ربما كان يجب ان يحصل هذا قبل الدم لكن حصل ما حصل وعلينا اليوم ان نبذل جهدا اكبر، واننا في اتصالات دائمة لمتابعة الموضوع لكننا نخشى من عودة الامور الى الاشتعال فيكون ذلك اصعب بكثير وأسوأ مما هو عليه، لكن بالحكمة والرويّة ومساعدة الجميع والدولة السورية معنية بوجوب الوصول الى اتفاق. نترحم على ارواح الشهداء ونرجو للمصابين الشفاء، وكلمتنا وعاطفتنا الى العائلات الثكلى في السويداء ومحبتنا ودعوتهم الى الصبر، نعم تمر الناس والشعوب بمحن لكنها تعود من جديد وتكون اقوى مما كانت ان شاء الله.
وحول سؤال آخر، قال: “نعم نسعى لتشكيل لجنة من المجلس المذهبي لتنظيم العمل بشفافية وهناك موقع خاص سينشر كل التبرعات التي ستصل، وهذه اللجنة ستدرس مع لجنة من السويداء الحاجيات الاهم وكيفية ايصال المساعدات دوان وجود علامات استفهام وان شاء الله الامر سيتم قريبا”.
وحول الجرائم الوحشية واللاانسانية والاساءة للعمامة الدينية، قال: “انها اهانة للعمامة الازهرية فانما يُهينون الاسلام، نحن مسلمون والحمد لله نشهد ان لا الله الا الله ونشهد ان محمدا رسول الله ولا يشكُّ احد بذلك الا المتطرّفين الذين لا يعجبهم العجب، نحن ثابتون بهويتنا العربية التوحيدية وسنستمر بنهج الاسلام والعروبة، هؤلاء افراد الذين قاموا بتلك الاساءات لكن المؤسف أنهم تحت عباءة الدولة وهذا ما نرجو ان يصحح لاحقاً وشكرا.
لقاءات
والتقى شيخ العقل في دار الطائفة في بيروت رئيس حركة التغيير المحامي ايلي محفوض، الذي صرّح بعد اللقاء: “تشرفنا بزيارة سماحة شيخ العقل، بعد الذي حصل في السويداء، واي حزن يصيب اي فريق في لبنان يصيبنا جميعا والازمة التي طالت اهلنا الدروز الابرياء نالت من كل اللبنانيين بكل اطيافهم. المواقف الاخيرة التي ادلى سماحة شيخ العقل والاستاذ وليد جنبلاط مواقف العقل والمنطق وحماية لبنان. فالتضامن مع كل مظلوم هو واجب انساني قبل ان يكون سياسي وزيارة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الى كليمنصو بالامس تصب كلها بذات الاطار، واننا جميعا نلملم جراح بعضنا وما يصيب الدروز فانما يصيب السنة والمسيحيين وكل الطوائف. هذا الوطن يحتضن تلك الطوائف واي اختلال لاي طائفة يخل التوازن في لبنان، واننا سنسعى جاهدين خلال الايام المقبلة لشد الهمم في الوقوف الى جانب هذه الدار الكريمة واهلنا، وثمة عائلات لبنانية متواجدة في السويداء يملكون اعمالا في السويداء ايضا طالهم الامر”.
وذكّر محفوض بما قاله البطريرك الراحل نصر الله صفير يوما حول عدم ادعاء اي طائفة انها تختزل لبنان، وقال: “حماية حدودنا امر ضروري والثقافة التي ارساها البطريرك بشارة الراعي حول حياد لبنان اظن ان سماحة شيخ وبالامس وليد جنبلاط كرّسوها بالقول والفعل حول حياد لبنان والنأي عن صراعات المنطقة، فمهما حصل بين بعضنا نستطيع المواجهة، وكما قال الرئيس بشير الجميل “هوجمنا كمسيحيين ودافعنا كلبنانيين”، واهلنا الدروز هوجموا كدروز لكنهم يدافعون كوطنيين، وزيارتنا اليوم للتأكيد على انه في الاتحاد قوة، معا ننتصر وتنتصر الجمهورية ولن ننقسم، ونعد بتحصين وجودنا وكرامتنا الوطنية. على كل اللبنانيين التضامن مع هذه الدار الكريمة بما تمثل من وجدان درزي ونبض وطني لبناني”.
كذلك استقبل وفدا باسم عدد من العشائر العربية في لبنان ضم: الشيخ عامر الغصن عم الشهيد حسن الغصن، الأستاذ عدنان مطر، المناضل هشام الصليبي والشيخ طلال الضاهر.
والقى الضاهر كلمة، قائلا: “لقاؤنا اليوم ليس لقاء مجاملة، بل هو لقاء وفاء لذاك الجبل الذي تربينا فيه معًا، في جبل لبنان، على النخوة والكرامة، دروزًا وعشائر عربية، على مقاعد الدراسة، وفي ميادين الشرف، نحمل راية عروبة لبنان وفلسطين بقيادة المعلم كمال جنبلاط. وقد جمعتنا في كل المحطات وحدة المسار والمصير، خصوصًا في أيام الصعاب، حيث لم نعرف يومًا التفريق، بل كنا دائمًا في خندق واحد، نواجه المخاطر بيد واحدة وقلب واحد”.
وتابع قائلاً: صاحب السماحة أنتم تعلمون أن وقفنا كتفًا إلى كتف في مواجهة الاحتلال والتطرف، وكل ما يهدد هوية لبنان وعروبته. واليوم، ما يجري في جبل العرب من اقتتال بين أبناء البيت الواحد مستنكر ومدان، يدمي القلب ويؤلم الضمير؛ فهؤلاء إخوة في الجوار والتاريخ والمصير، سواء كانوا من الموحدين الدروز، أو من بدو العشائر العربية المسلمة السنية. أقولها لكم من القلب: لا رابح في هذا الدم، والخاسر الأكبر هي وحدة الجبل وكرامته، تلك التي صانها سلطان باشا الأطرش بالوفاء والرجولة والقرار الوطني”.
وتابع: “فلتكن دعوتنا مشتركة – منكم، ومنا، ومن كل حريص – إلى وقف النزيف، وصون وحدة الجبل، وإعلاء صوت الحكمة فوق صوت السلاح والثأر. نحن نريد سوريا واحدة، وشعبًا سوريًا واحدًا، سوريا التي تضم جميع أبنائها دون تفرقة، فسوريا واحدة قادرة على مواجهة التحديات، والوقوف في وجه مشاريع التقسيم والتفتيت. نؤمن أن الحل السلمي والتفاوض بين جميع الأطراف السورية هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع، بعيدًا عن العنف والاقتتال الذي يعمق الجراح. الحوار هو الطريق لتوحيد الصفوف وعودة الاستقرار”.
اضاف: “لا يمكن إلا أن ندين بأشد العبارات الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، والتي تنتهك سيادة دولة عربية، وتساهم في تأجيج الفوضى وتقويض أي جهود نحو الحل والاستقرار. فهذه الغارات التي تستبيح الأرض والأرواح مسؤولية أخلاقية وقانونية يجب أن يتصدى لها الجميع”.
سماحة الشيخ… أنتم مرجعية وطنية وروحية، وصوت العقل في زمن الغليان، ونحن نضع يدنا بيدكم، ونبض قلوبنا معكم، لنكون جسرًا للحوار، ودرعًا للوحدة، لا في جبل العرب فحسب، بل في كل الجغرافيا التي جمعتنا دومًا، وفي مقدمتها لبنان، أبناء عروبة واحدة لا تعرف الفتنة، ولا تقبل باستباحة الدم. ولعل ما يزيد من خطورة ما يجري، هو أنه يتقاطع، بقصد أو بغير قصد، مع مشاريع تقسيم سوريا وتمزيق نسيجها التاريخي. وها هنا لا بد من التأكيد على موقف وليد بك جنبلاط، الثابت، والرافض بشكل قاطع لكل مشروع تفتيتي تقوده قوى محتلة ومن يقف وراءها، لسلخ جبل العرب عن سوريا الأم، وزرع الفتنة بين مكوناتها. فصوت الحكمة الذي تمثلونه أنتم، ويجسده وليد بك، هو صمام الأمان في هذه اللحظة المفصلية من تاريخ المنطقة”.
ومن زوار دار الطائفة الإعلامي سيمون ابو فاضل، العقيد رواد سليقا والمهندسة رنا سليقة، العميد المتقاعد فؤاد حرب، الاستاذ أمير ريمان، والسيد عمر عبود.
واستقبل شيخ العقل في شانيه قائد منطقة جبل لبنان في الأمن الداخلي العميد عبود خليل بحضور المشايخ كمال أبي المنى وحمزة الكوكاش وراجح عبد الخالق.
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|