العشائر تعلن النفير العام وتهاجم السويداء دعماً للبدو!

أعلنت العشائر العربية في سوريا، يوم أمس الخميس، النفير العام دعماً لعشائر البدو في محافظة السويداء، وذلك في ظل تصاعد المواجهات الدامية في المنطقة الجنوبية من البلاد، والتي خلّفت مئات القتلى وموجات نزوح واسعة.

وفي بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، قالت العشائر: "نحن أبناء العشائر السورية، نتابع بقلق بالغ ما ترتكبه ميليشيا الهجري من أعمال قتل وتهجير بحق عشائر البدو في محافظة السويداء"، مؤكدة أن تلك الأحداث تسببت في تشريد أعداد كبيرة من الأهالي.

وأضاف البيان: "انطلاقًا من واجبنا الأخلاقي والقبلي، نطالب الحكومة السورية بعدم التدخل أو عرقلة تحرك المقاتلين الذين قدموا من خارج المنطقة، نصرة لعشائر البدو، في ممارسة حقهم بالدفاع عن النساء والأطفال والشيوخ".

وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر أحد أفراد مجلس القبائل والعشائر السورية يتلو بيانًا يعلن فيه النفير العام ويدعو العشائر من مختلف المناطق السورية للتوجّه إلى السويداء لـ"إنقاذ الأهالي من المذبحة والتطهير العرقي"، مطالبًا بضبط النفس وعدم الاعتداء إلا في حالة الدفاع عن النفس.

وتداولت صفحات ومواقع مقاطع مصوّرة لقوافل من مقاتلي العشائر وهي تتجه إلى الجنوب السوري، فيما أكّد مصدر في "قوات العشائر" لوكالة الأنباء الألمانية أن عدد المشاركين في الهجوم يتجاوز 50 ألف مقاتل، مع توقعات بوصول عشرات الآلاف فجر الجمعة من مناطق شرق سوريا ومحافظة حلب وريفها.

وبحسب مصادر قبلية، فإن أكثر من 100 شخص قُتلوا يوم الخميس، خلال مواجهات مع فصائل موالية للشيخ حكمت الهجري، في حين أُحرقت عشرات المنازل وهُجّرت عائلات بأكملها من قراها في ريف السويداء.

وفي سياق متصل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن حصيلة القتلى في السويداء ارتفعت إلى نحو 600 شخص، بينهم 275 من عناصر وزارتي الدفاع والداخلية، و304 من أبناء المدينة، خلال الأيام الماضية.

وكانت السويداء قد شهدت مواجهات عنيفة بين الفصائل المحلية والعشائر العربية، قبل أن تدخل القوات السورية المدينة للإشراف على تنفيذ وقف لإطلاق النار تمّ التوصل إليه برعاية وجهاء وأعيان محليين.

من جهتها، قالت مصادر إسرائيلية إن الجيش السوري نسّق مسبقًا مع تل أبيب قبل دخوله السويداء، ضمن تفاهمات تقضي بعدم استخدام الأسلحة الثقيلة، لكنّه "خرق هذه التفاهمات"، وفق الرواية الإسرائيلية. وشدد مسؤول عسكري إسرائيلي على أن بلاده "لن تسمح بتمركز قوات عسكرية كبيرة قرب حدودها الجنوبية".

وفي تطوّر ميداني متصل، نفّذت إسرائيل، الأربعاء، سلسلة غارات جوية عنيفة استهدفت العاصمة دمشق، طالت مجمّع وزارة الدفاع والقصر الرئاسي، بالإضافة إلى ضربات أخرى في محافظة السويداء ومحيطها.